الارهاب الفكري , صانع كل ارهاب …

 عثمانلي    سيريانو  :

 بدون   مقدمات  ندعي   بأنهم  جميعا  ارهابيون   بامتياز   , أسدية  وفصائلية  وكل  من  أطلق  رصاصة  في   البلاد , ولتغطيه  ارهاب جهة   معينة   تؤكد  جهة  على   أن   الجهة الأخرى   ارهابية   ,  بالنتيجة    لا  وجود     لأكثر  من   الارهاب   في  سوريا , ولا  وجود لأقل   من  الذين   يحاربون  الارهاب   في  سوريا , كلهم  مارسوا  ويمارسون  الأرهاب     بتفنن  وابداع  ارهابي  وبأطياف   الارهاب  الكاملة ,  والبعض   منها   غير  مسبوق   عالميا  وتاريخيا .

   أخطر  أشكال الارهاب التي  مارسها   الجميع كان   الارهاب الفكري  , الذي يعتبرالمصدر الأساسي لأشكال  الارهاب الأخرى , مثلا  ارهاب اقتصادي , أو اجتماعي أو ارهاب الدولة  الخ , يتأسس الارهاب الفكري على  انعدام أو نقص  فرص التعبير عن الرأي   وعلى  ولادة خاصة الخوف (سوريا الأسد هي جمهورية الخوف ),  مما يجعل التربة  خصبة لنشوء  أنواع الارهاب الأخرى .

   الارهاب الفكري موجود حقيقة في كل المجتمعات  بنسب مختلفة  جدا , وأشد أنواع الارهاب الفكري   تتواجد  في المجتمعات  المنغلقة والشمولية ,
   يتجسد هذا الارهاب  في ممارسة العنف  والاضطهاد ضد  أصحاب الرأي الآخر , وذلك من خلال  تنظيمات سياسية أو  عائلية أو دينية , وفي سوريا  مارس البعث  هذه المهمة  من   خلال أجهزة “الأمن ” التي تبطش بالوعي  والفكر والذاكرة وغريزة الكلام ,كما  انها تبطش  بالانسان عن طريق الاستخفاف بعقله  وممارسة تلقينه وترويضه على الذيلية  والتملق  والمواربة  , كما يحدث في المدارس   , اذ كان على التلاميذ   لعشرات السنين  الاجابة  كل   صباح على  سؤال  من هو القائد الى الأبد , هنا   صدح  الجواب من     التلاميذ  ,حافظ الأسد!!!! ,   والتكرار يقود   بعد فترة     فعلا (غوبلز)   الى التيقن من أن الأسد  هو  القائد  الى  الأبد !
    مقارنة سريعة  بين الارهاب الفكري والارهاب  الجسدي ,  تقود الى  التيقن من أن الارهاب الجسدي  تافه اذا ماقورن بالارهاب الفكري , اذ ان الارهاب الجسدي  يقتصر على الفتك والبطش بالجسد   ,ارهاب  القاعدة  كارهاب  الأسدية وكارهاب  الفصائل   ,وقد  يكون  ارهاب   الأسدية     أسوء    بعض   الشيئ من   ارهاب    القاعدة ,  فارهاب  الأسدية الفكري يتضمن   في  ممارسته ونتائجه ارهابا جسديا, أما الارهاب الجسدي عند القاعدة    فلا يتضمن بالضرورة ارهابا فكريا , فالقاعدة لاتتعامل  بالفكر وانما  بالأمر  ,   وقد   يكون  مقاتل القاعدة  أقل ضررا  من  مقاتل الشبيحة , وذلك على الرغم من كون البنية الارهابية  التحتية  عند  الجهتين متوازية .
    قد  يكون  الشبيح  في  مركز سلطوي  أكثرتخريبية  من   القاعدي   في مركزمعارض  للأسدية , كما أن  المعايير التي تطبق على المركز السلطوي هي غير المعايير التي تطبق على المركز المعارض   لها , افرازات الارهاب  من مركز معارض هي غير افرازات الارهاب من مركز سلطوي , فالمركز المعارض  لايتمكن   من  ممارسة الارهاب الفكري  كما  يستطيع المركز السلطوي ممارسته , ثم ان معالجة  الارهاب المعارض   أسهل من معالجة الارهاب السلطوي, فالسلطة    تهيمن على    شكل   البيئة   العامة  في  البلاد ,  أي  البيئة  الحاضنة   للارهاب  مثلا أو  البيئة  الحاضنة   للديموقراطية  والسلمية  وصيانة الحقوق والحريات العامة واحترام الرأي الآخر, والحيلولة دون أي انتهاك لهذه الحريات , امكانيات  الارهاب المعارض مقارنة  بارهاب     السلطة  محدودة جدا في هذا المجال ,
  لايستطيع  الارهاب المعارض تحويل تلميذ   المدرسة الى ببغاء , لأنه لايسيطر بشكل عام على المدارس , ولا يسيطر على الاعلام  ,وبالتالي فان المقدرة على تحويل المجتمع الى قطيع   ببغائي متوفرة  عند الارهاب السلطوي أكثر من  توفرها عند الارهاب المعارض .

  لنأخذ شكلا آخر من أشكال   فراخ  الارهاب   الفكري مثلا الارهاب الاقتصادي ,  ففي مجال الارهاب الاقتصادي  من الصعب تشبيه ارهاب  السلطة   بارهاب   الجهة   الارهابية  المعادية  لها  ,  ارهاب السلطة  الاقتصادي  أكثر  ازمانا وحماية  ,  والارهاب  الاقتصادي   المتمثل   بافقار  الناس   أشد تأثرا  بالسلطة من  تأثرة   بالارهاب  الذي  يعارضها ,  السلطة  تصنع   القوانين   وتصدر  المراسيم  التي  تمكنها من نهب البلاد  ,  بينما يقتصر   نهب   الارهاب  المعارض   لها  في  معظم  الحالات   على  سرقة   أموال   الدعم التي  تصلها  من  جهات  خارجية ,   فلولا  السلطة  لما  بلغت   مسروقات لص  سوري كرامي   مخلوف   وأشباهه  عشرات   المليارات, ولما  بلغت  ثروة رفعت الأسد أكثر من عشرين مليار  دولار ,وجميل الأسد أكثر من  خمسة مليارات ,  والى أصحاب المليارات   انضمت الآن عائلة الأخرس, افقار الناس  هو  الشكل  الرئيسي لارهاب  السلطة   , بينما   يمثل   ذلك   الشكل   الثانوي للارهاب  الاقتصادي   للجهة  الارهابية    المعاية  لها ,انه  الفرق   بين  المليارات  وبين  الملايين   !

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *