ممدوح بيطار , نبيهة حنا :
يعتمد الزواج المدني على الخيار الشخصي يالدرجة الأولى,هذا لايعني انتفاء التأثير المادي على خيار رفيق أو رفيقة الحياة, كالوضع الاقتصادي لكل منهما, والذي يلعب أحيانا دورا ليس بالقليل في خياراتهم , الأمر يختلف هنا بشدة عن أمر المهر, فزواج المهر وبازاره هو ” تزويج ” تحت أحكام العرض المادي , انه ليس “زواج” وانما قسر بوسيلة المال , انه صفقة تتم سمسرتها من قبل سماسرة الأهل والأقرباء , وبالتالي تعتبر ممارستها نوعا من النخاسة الشرعية , التي لاحب ولا خيار شخصي بها , فما هو الرابط بين الرجل والمرأة في في هذا الزواج وفي زيجات ممائلة كزواج المسيار وزواج المتعة ,ولمن هذه المتعة ؟؟؟ تمثل الزيجات التي تتم عن طريق المهر وأحكامه ثقافة ومفاهيم الكراخانات بامتياز , وليس في هذه المقولة أي مبالغة.
ما هي فائدة وضع الزواج بحكم معايير المهر ؟؟؟هل نضب الحب ؟؟,؟, ومن يقف كعائق في طريق الحب ؟,وهل تريد الفتاة حقا أن تتزوج من أحبها وأحبته أو أن تتزوج من يدفع أكثر ؟وأين هي مواقع الخلل في هذه الصفقة ؟هل عدم المقدرة على الحب ؟أو الطمع المادي؟أو ممارسات العقلية الذكورية , التي تعتمد على تشييئ المرأة ؟
بمفهوم المهر وممارستة تتحول المرأة الى سلعة تباع للذي يقدم العرض المادي الافضل , لا علاقة لهذا المفهوم بكونه قد تحول الى “عسر ” بسبب ارتفاع الأسعار ,وهل يمكن له أن يتحول الى يسر عند تدني الأسعار؟ , ارتفاع الأسعار يحول دون استهلاك بعض المواد ..كالبصل والفجل والسيارة والجوال ..الخ , في ظل معايير المهر يتحول السعر المتدني الى تبخيس اضافي للمرأة , التي تتحول عندها الى سلعة كاسدة , كأي سلعة يتجاوز انتاجها استهلاكها تبعا لقواعد العرض والطلب , التي قضت على الحب كطريق للزواج .
الزواج المدني هو زواج تقبل واندفاع ورضى , والزواج المدني لايهتم بدين العروسين ولا يتقبل تعدد الزوجات , وبما أنه كذلك فهو في نظر رجال الدين ناقص ومناقض لما حلله الله من تعدد الارتباطات, تعدد الزوجات نعمة من نعم الخالق , وقد اخترعها الله كوسيلة لحل المشاكل الاجتماعية وحتى الجنسية , فكيف سيكون حال ذلك الذكر الهائج كالبغل عندما تكون زوجته حائض , وكيف له أن يتدبر الأمر وينتظر ثلاثة ايام ..معاذ الله !, لذا عليه اقتناء ثانية كاحتياطي نكاح , و أين الغرابة في هذا الأمر !, واذا كانت وظيفة المرأة الثانية أو الثالثة احتياطية بخصوص النكاح , فهل هناك مشاكل يفرزها تعدد الزوجات؟ وهل تأمين غرض النكاح بشكل مستمر مطلبا جنسيا أو نفسيا ؟؟ حقيقة انه نفسي بامتياز, لايمكن لارتفاع انتاج التستوستيرون بالشكل الذي يسمح للمخلوق البشري بممارسة الجنس يوميا عدة مرات كما كان ابن عبد الله يفعل , الا عندما يكون ذو منشأ سرطاني وبالتالي مرضي , الشبق ليس رغبة جنسية حصرا , انه تمظهر نفسي مرضي بالدرجة الأولى!!
يظن الاخوان بأن الزواج المدني قنبلة مؤقتة موقوتة , وجرح لكرامة االمؤمنين وكتابهم , الذي هو من تدبير رب البشر من أجل البشر , ويقولون ان الشرع لم يحلل شيئا الا لصالح البشر , ومن يريد الزواج مدنيا يستبدل قانون رب البشر بقانون البشر , الذي يسمح بالزواج أمام موظف , وماهي الكارثة في كون الموظف من فصيل ديني آخر عندما يكون العريس أو العروس من فصائل دينية مختلفة .
عندما تتحول مقدرة الدفع الى طريق للزواج , عندها يشعر المهتم ببناء مجمتعا قليل الأمراض بالحاجة الى الجواب على العديد من الأسئلة , منها مثلا كيف ستكون الحالة الصحية للمجتمع الذي يتألف من أسر مريضة ؟ وما هو تأثير ذهنية شراء الزوجة بالمال على تصرفات الرجل , وهل يمكن لمن تزوج بالحرام ادراك أهمية الحلال , فالحرام والحلال تعابير بشرية من خلفية مقدسة , الأخذ بحرام هذا المقدس وحلاله لايستقيم مع هذا العصر , ولا يمكنه أن يستقيم مع اي عصر قادم , لقد تغيرت طرق الحياة بشكل كامل في مختلف العصور أكثر من مرة , لذلك يجب ان تتغير مفاهيم الحرام والحلال أكثر من مرة , أي أن تلك المفاهيم عمليا ليست مقدسة ,عموما يمكن القول ان اسلوب الزواج الفاسد لاينتج سوى الأسرة الفاسدة !