وللاستجداء بسبل مختلفة أوجه مختلفة , فهناك استجداء شخصي واستجداء أكثر عمومية , المظلومية ثم التضحية وتصدير الآلام الشخصية هم من أهم وسائل الاستجداء , يأتينيا الاخوان بشهدائهم وقتلاهم وخراب بيوتهم وتشريدهم مطالبين بالثمن الذي يجب على السوري دفعه لقاء تضحياتهم , والثمن هو الاعتراف بأنهم المنقذ الوحيد لسوريا وعليه أحقيتهم بتملكها ,فالوطن كما قال سيادته لمن يدافع عنه !! ثم أحقيتهم بالسيطرة عليها وترتيب أمورها كما يريد ويحلوا لهم , لقد أصبحت بلادهم وصاحب البلاد يتصرف بأملاكه كما يريد .
عندما نتهمهم بأنهم أيضا هدموا البلاد وقتلوا العباد وشردوا وخطفوا فلا جواب لديهم الا القول الأسدية بدأت بذلك ولم يبقى لنا من خيار الا مافعلناه ومانفعله , وهل تحويل البلاد الى خربة هو الخيار الوحيد المثالي , وهل تهديم البيوت هو المصير الذي لابد من الوصول اليه ؟؟وهل حرق البلاد من قبل الأسد يبرر حرق البلاد من قبل الميليشيات المسلحة ؟؟؟
لماذا “يستشهدون” ؟؟ وهل يستشهدون من أجل الوطن ؟ أو في سبيل الله !! , وهل يستشهدون لاعلاء شأن الوطن في الوقت الذي يهدمون بيوت وطرقات الوطن !! انها تلفيقة الشهادة ومخاتلتها , يموتون لأنهم بذلك يقبضون الثمن في الجنة ,حوريات وترف وملذات وعدهم بها الله ومشايخه , لايمكن للموت أن يكون في سبيل الوطن , فالوطن يبقى حيا ببقاء مواطنيه أحياء , ويموت الوطن بموت مواطنيه ,
تسويق الموت والشهادة هو تسويق سياسي بحت , يريدون ثمنا أرضيا لجثثهم , والثمن الأرضي هو قبول تسلطهم واحتكارهم لمقادير البلاد السياسية وبالتالي الاجتماعية والاقتصادية , الثمن هو التمكن من فرض دولة دينية محمدية على الجثث , فلا الدولة الدينية مقبولة ولا الجثث مطلوبة , وعليهم الحفاظ على حياتهم لأن حياتهم جزء من حياة الوطن
من أجل نهضة الشعوب , يجب التخلص من هذ الفكر الظلامي الذي لم ولن ينتج الا امثال داعش وجبهة النصرة وأشباههم , يجب بناء منظومة ذهنية جديدة تضع الدين في المكان الذي يليق به , كما فعل الغرب مع الدين وحرر المجتمع من الدين, مما اتاح لهذه المجتمعات ان تنطلق في طريق التقدم, المكان الذي يليق بالدين هو العلاقة الخاصة الشخصية بين الفرد ومن يعبد أو لايعبد .