ربا منصور , جورج بنا :ذ
كل ماينعم به شعبنا العظيم في جمهوريتنا الحبيبة هو هبة ! ليس من الخالق فقط , انما من القائد ,حتى الهواء والمطر والماء فهو من صنع القيادة الحكيمة , المدعومة من القيادة الروحية المقدسة الملهمة , أيام زمان سقط المطر بعد اصدار الرئاسة لمرسوم الاستسقاء وبفعل صلوات البوطي آنذاك قدس الله سره , أمطرت خيرا وبرا , وذلك بعد فترة قصيرة من غضب الله وتكشير انيابه بسبب موبقات مسلسل “ماملكت ايمانكم”, ان الله غفور صبور !.
حقيقة لايستطيع الانسان السوري رصد سوى “التردي” , فكافة معالم الحياة “تتردى” في هذه البلاد , وذلك بالرغم من جهود القيادة الحكيمة , وبالرغم من صلوات االبوطي سابقا ونشاطات الشيخ الكريم عبد الستار السيد ومحروسه قائد حركة الشباب المؤمن ,أين هو الطبيعي في كل ذلك ؟, وهل من “طبيعة” المجتمع السوري أن يتأخر ويتردى الى حد الموت مرضا و جوعا ؟.
من يحاول الاجابة على هذا السؤال بجدية ينتابه الشك بحكمة القيادة السياسية والروحية , ذلك لأن التطور التراجعي التأخري التقهقري ليس من طبيعة البشر , ولو كان من طبيعة البشر لانقرضت البشرية , كما ينقرض الآن المجتمع السوري ,وكما تنقرض منظومة “دولة ” هذا المجتمع السوري , لم تعد هناك دولة معترف بها عمليا من الخارج ومن الداخل, سوى من قلائل خارجيا وداخليا , كيان يلاحق الانتربول رئيسه والعديد من حاشية هذا الرئيس ليس “دولة” .
من يستغرب الحال الذي وصل اليه الوطن يطرح السؤال: ماذا كان له أن يحدث لسوريا والمجتمع السوري ,لو تمكن هذا المجتمع من التطور “طبيعيا” ضمن ظروف طبيعية من ديموقراطية وحرية , وبدون فساد وسرقات ولصوصية , وبدون الشبيحة والذبيحة وسماسرة العسكر وبدون المادة الثامنة والتوريث وتفاهات الوحدة والحرية والاشتراكية , وبدون منع التبني والسماح بامتلاء الشوارع بالأطفال اليتامى المشردين وبدون تعدد الزوجات الخ , وهل سيتضرر الشعب السوري لو أن رامي مخلوف لم يسرق عشرة مليارات دولار, أو ان غيره لم يسرق مثله ,هل سيتضرر المجتمع السوري لو لم يوجد رفعت الأسد ولم تحدث تعفيشته الأولى للبنك المركزي ولو لم يغادر البلاد وفي حقائبة ٣ مليارات دولار استدينت من القذافي طيب الذكر ,ولو لم يوجد جميل وشاليش واياد غزال وغيرهم , ولو لم تبلغ ثروة العائلة أكثر من ١٠٠ مليار من الدولارات, اضافة الى ما تملكه الآنسة أنيسة ابنة بشرى وشوكت , لسوء الحظ صادرت الحكومة البريطانية ما تملكه أنيسة لصالح الخزينة البريطانية , وذلك لكون اموال أنيسة مسروقة , ماذا لو لم تبلغ مسروقات المتوفي بهجت سليمان ٧ مليارات !, وأمر “الدكتور ” المتوفي رستم غزالة مشابه , قائمة المليارديرية أطول مما ذكر بكثير , والقائمة تتجدد دائما , يذهب رامي ويأتي ابو دجاجة , يذهب ابو دجاجة ويأتي آل الأخرس, يتم تعفيش القاطرجي لصالح اسماءوهكذا تدور الدائرة , هناك المئات من الحالات المشابهة , وما ذكر كان بعض الأمثلة فقط !
لا شك بأن الشعب السوري ذو طاقات مقبولة , والأرض السورية خصبة ,وقد كانت هناك صناعات بسيطة , وكان هناك بترول وسياحة ومساعدات كبيرة من قبل المغتربين , ما بالكم لو أضيف الى كل ذلك جزء صغير من المسروقات التي ذكرت طيه , وما بالكم لولم توجد القيادة الحكيمة وكان هناك حكم كما كان في الخمسينات , هل سيكون هناك “تردي” ؟؟ هل سيكون هناك فقر ؟, هل سيكون هناك حاجة الى مكرمات الرئاسة , وهل سيكون من الضروري لسائق التكسي ان يشتري البنزين بالقنينة ؟ هل كانت هناك حاجة الى اعدام ألف انسان سوري شهريا رميا بالرصاص ؟ هل ستهبط قيمة العملة السورية الى مستوى قيمة ورق الجرائد ؟ وترتفع أسعار المواد الاستهلاكية الى أكثر من مئات الأضعاف , ؟ هل سيكون هناك ذلك الخوف والقلق القاتل ؟ وهل قتل العقل السوري ضرورة لتطوير الشعب السوري الى الأمام ؟ هل قتل السياسة ضرورة ديموقراطية , هل الفساد نعمة الهية ؟ هل احتقار القانون واجب ؟ هل امتلاء السجون بالمساجين والملاعب الرياضية بالمعتقلين من ملامح الحاكمية الجيدة ؟ هل تزوير الانتخابات والاستفتاءات أمر يقره الوجدان ؟وهل من المعقول ان يصوت 99,99 % من الشعب السوري للمرحوم الوالد الخالد صانع سوريا الحديثة في ثلاثة دورات وللابن في دورتين حقيقة أو تزويرة ؟ هل تمركز سوريا في آخر قائمة الدول الفاسدة في العالم انجاز قومي رائع ,وهل تحول الانسان السوري الى افقر انسان في العالم نعمة من الخالق ووكلاء اعماله الأسد وعبد الستار السيد ؟, وهل عزل سوريا عالميا أمر ايجابي بالنسبة للوطن ؟ هل اتهام السلطة السورية من قبل الأوساط الدولية بالاجرام بحق الانسانية مفخرة ؟ هل تعيين مايسمى “مجلس الشعب” مهزلة ؟ وهل حصر السلطة من اقصاها الى ادناها بشخص واحد منفعة ؟ هل تغيير الدستور خلال دقائق لكي يتلائم عمر الوريث من نصوص الدستور مهزلة ؟ هل هناك ضرورة لحوالي العشرين من أجهزة الأمن ؟ وهل مهمة هذه الأجهزة التصدي للعدو الخارجي ؟ أو ان مهمتها قهر الشعب وما هي الفائدة من كل تلك العداوات مع الخارج ؟؟.
كل ذلك تتوج بنهاية غير مسبوقة لمشروع دولة , كان لها من الامكانيات ما يكفي لأن تتقدم على كوريا الجنوبية وألمانيا واسرائيل واسبانيا ومعظم دول العالم ,كانت سوريا في مقدمة دول العالم الثالث وتحولت الى لادولة في مؤخرة كيانات العالم الرابع وما أدنى , أفقر انسان في العالم اليوم هو السوري , عدد من نزح وهاجر من ألمانيا في سياق الحرب العالمية الثانية لم يتجاوز الملايين السبعة من بين حوالي ٧٠ الى ٨٠ مليون الماني , وهذا الرقم القياسي حطمه السوريون بهجرة ونزوح أكثر من نصف الشعب السوري اي ضعف من هاجر من المانيا في سيق الحرب العالمية الثانية , دامت الحرب العالمية الثانية حوالي ٦,٥ من السنوات , وهذا الرقم تضاعف في سوريا , والحبل على الجرار ,الى متى سيستمر تحطيم أرقام الانحطاط !