الطائفي والطائفية ..

قيس جرجس:

العنف الطائفي نتاج هوية فقيرة واختزالية  الطائفية النفسية الثقافية السياسية هي مرض انحلال المناعة الذاتي الاجتماعي الإنساني الوطني بامتياز…
الطائفية النفسية: شعور الحقد والكره والإقصاء والخوف من الآخر المختلف…
الطائفية الثقافية: هي تجسيد لثقافة القبيلة على أساس رابطة مذهبية موروثة وطغيان الجماعة على الفرد وبعث ثقافة المظلوميات التاريخية والموروث الديني الطائفي والخلاف والاختلاف على السماء…
الطائفية السياسية: هي استثمار سياسي لما سبق في اغتصاب الدولة أو المحاصصة فيها وتجيير مقدراتها وسرقة مواردها لصالح الطائفة والأتباع وهذا الاستثمار بحاجة لمستثمر وحارس أمين لها والذي يتجسد بالعائلية السياسية وزعمائها وأحزابها المستفيد الأول من ذلك والتي تزدهر وتطفو على سطحها وتقود اللعبة القذرة على حساب الأفراد والوطن ككل…
هي بكل ذلك تفريغ كل العلاقات الاجتماعية من مضمونها الإنساني في المدى الوطني والعالمي…
لا يوجد طائفة أو مذهب بمنأى عن هذا المرض…
هي مشاريع حروب مدمرة لا تنتهي…
هي مشاريع عميلة ومرتبطة بالمراكز الدينية الخارجية وغير الدينية لتأمين الحماية اللازمة…
أخطر ما في الطائفية أن الطائفي يلبس لكل حالة لبوسها هو لا يظهر على حقيقته بل دائما يرتدي أقنعة سياسية عصرية كالعلمانية والوطنية والمقاومة والثورة والسيادة والحرية…
الطائفي كثيرا ما يكون خلية نائمة حتى تشتد حرارة الصراع على السلطة وهو ينظر لكل ما يحدث من خلال نظّارته الطائفية في مكان يكون مع المقاومة وفي مكان آخر يكون ضدها كذلك يكون مع الثورة في مكان ومكان آخر يكون ضدها هكذا حسب شعوره ومصلحته الطائفية…
الطائفي يدافع عن زعيمه تحت عناوين كثيرة ولو أفلست شعارات زعيمه المرفوعة سيدافع عنه تحت ذريعة حمايته من الآخر …
هو بنظره بطل بقدر ما يقتل من الغريم الطائفي الآخر هو لا ينظر بعين الإنسانية والوطنية إليه كمجرم قاتل لو أغرق الجميع في الدم أو في الفقر والتعاسة….
الطائفي يرتدي ياقة عصرية وليس بالضرورة أن يمارس الشعائر الدينية أو طقوسها وقد يكون كافرا ويزايد عليك بكل القيم العصرية لكنه باطني جدا بطائفيته المقيتة وانتهازيته الأنانية المستفيدة…
الطائفية كالدودة التي تنخر جذع الشجرة وتقتلها ببطء وهي تفرّغ كل الصراعات من مضامينها فهي تفرّغ الصراع القومي الوطني التحرري وتفرّغ الصراع الطبقي وتفرّغ صراع الحداثة وتجهضها وتشوّهها…
الطائفية السياسية بحاجة دائما للاغتيالات والتفجيرات والتهم المتبادلة كي تحقن قطعانها بالخوف والحقد كلما فترت همتها وهي في أحسن أحوالها تتآلف في السلم لتسرق الدولة والوطن وتتداول الحرب حين تستدعي حاجتها أو حاجة الدول الراعية لها…
لهذا كله لم نرث سوى الفشل والخيبات والهزائم والحروب…
وستطول الطريق كثيرا حتى يتم تحقيق مستقبل أفضل حيث الطوائف تتناول الكورتيزون في الساحة التي تعج بالنفير الديني الطائفي المذهبي وتحرسه ثلاث مراكز دينية مذهبية وتستثمر فيه الدول الكبرى الطامعة…
صراع الحداثة والحرية في مواجهة كل أشكال الاستبداد العقلي والثقافي والسياسي هو الذي يجب أن يتقدم كل الصراعات وهذا ما تم تأجيله عند الأحزاب العابرة للطوائف وأصحاب المشاريع النهضوية التقدمية لصالح صراعات بعناوين جليلة تقودها الطوائف والأنظمة المستبدة المنافقة لمصالحها الخاصة ولهذا تحولت تلك الأحزاب إلى ملحقات إعلامية وأمنية تافهة معزولة لا تحل ولا تربط…

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *