ادونيس والمشروع !

سمير    صادق :

Dima ديما صادق on Twitter: "عن الفرق بين صادق جلال العظم وأدونيس ... الثابت و المتحول .. https://t.co/0fo9s0yrBH" / Twitter      لقد اصاب  ادونيس  بالنسبة للأمر الديني , الا أنه لم   يصيب  تماما بالنسبة   للسياسي   الثوري   ,  هناك    “المشروع ”  الذي  افتقده ورأى  ضرورته  ,أغلب الظن هنا   أن  أدونيس لم يقصد  بمفردة”مشروع “ماجاء  في المعاجم , فالدلالة اللغوية  لمفردة “مشروع ” تتعلق بما سوغه الشرع   أي الدين , أدونيس قصد  بدون شك  الاشتقاق  اللغوي لهذه الكلمة من اللاتينية (project), وهذا الاشتقاق يعني  الدفع الى الأمام  ببعد حيوي براغماتي  , مما يقتضي التنظيم والتقويم  والتخطيط  وذلك لانجاز  عملية  تقدمية  على أرض الواقع , انه برنامج حياة  تريد  لنفسها التقدم  والنجاح  وتمارس  “التقويم”  لاعوجاج  موجود  ,  بشكل مبسط  يمكن القول    أن   أي “مشروع” ! ” ينبثق من الحاجة اليه كما وكيفا   , وادراك الناس   للخلل  العام والمعمم  والحاجة الى ثورة  هو بحد ذاته “مشروع”, وشرعي  أيضا ويهدف الى   تأسيس العكس مما هو موجود ,فالثورة  تستمد شرعيتها  من لاشرعية الحكم   , الثورة ديموقراطية  عندم   يكون   الحكم ديكتاتورية  ,  ,    الحكم لاقانوني ,  لذا فانه  للثورة على    الحكم  “مشروع” قانوني ,الحكم    يمارس    الفساد  , لذا فان “مشروع ” الثورة  سيكون مكافحة الفساد  ,    الحكم  طائفي , لذا فان مشروع الثورة سيكون اللاطائفية  , بشكل عام   تستمد  الثورة  الايجابيات  من سلبيات   الحكم  , ولما كانت الثورة  عبارة عن  هدم لما هو موجود وبناء  ماهو جديد, لذا  يمكن هنا القول  على أنه   للثورة مشروع هادف , والهدف  يتناسب كما وكيفا  مع نواقص  الحكم  وسلبياته   ,  وسائل تحقيق الهدف   متغييرة ومتحولة تبعا     للظروف   , لا وجود لمشروع ثابت جامد  يمكنه   أن  ينجح  الا  في  التأسيس للفشل    بسبب     عدم     الديناميكية  , وهل  نجح   الاخونج  يوما ما   بالرغم من وجود “مشروع”  ثابت لهم  اضافة الى كون هذا المشروع مقدس ؟؟؟.

لا‮ ‬يذكر التاريخ ثورة شعبية قامت أو نجحت على أساس برنامج جاهز   وقائم مسبقا على أيديلوجية سياسية فكرية وحركية معلنة,  أي  على “مشروع”  كامل  متكامل, ‬وحتى   الثورات التي‮ ‬انتهت الى ممارسة  ايديولجية معينة  كالثورة   البلشفية   وغيرها كانت في‮ ‬البداية ثورات ضد الظلم,‮ ‬أو لتغيير نظام الحكم,‮ ‬أو للتحرر من الاستعمار,في سياق   الثورة تهيمن   الفئة  أو الفئات الأقوى عليها,  ولربما على   السلطة  فيما بعد, أساس  نجاح  أي ثورة  هو  وجود اطار عام  للفئات  المشاركة بها  ,  وأهداف هذا الاطار العام  تتمثل فقط  بالقواسم المشتركة الصلبة التي تجمع الجميع  ..اسقاط النظام   ..الخ  , وبعد نجاح  القواسم المشتركة   في الاطار العام   وبعد اسقاط    الحكم  تطرح كل فئة برنامجها   المتنافس مع برامج فئات  أخرى  ويختار الشعب ممثليه  على هذا الأساس.

لا أساس تاريخي  أو علمي  لاصرار  أدونيس  على  مفهوم “المشروع” الجاهز المتكامل  , فالثورة ليست ثورة حزب  , وحتى  أنه على  الأحزاب  والفئات المشاركة في الثورة  التخلي مؤقتا عن مشاريعها الخاصة  والاندماج مع  الفئات الأخرى  في  عملية  تحقيق الأهداف الرئيسية   ,  هنا    أسأل نفسي  عن   دوافع  أدونيس في الاصرار  على مفهوم  “المشروع”وتنبؤه   بفشل  الثورة  لكونها لاتملك”مشروعا”,  لا أظن  على أن  أدونيس  يستوعب  الكثير من  السياسي , انه شاعر كبير وانسان   كبير  الا أنه سياسي صغير !   

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *