القتيل القاتل والمخدوع الخداع ..

لقد نجح  الاخونج   في  تقديم  صورة  حقيقية  واقعية  عن  نفسه ,  باعتباره   فضاءا واسعا   لكل   أنواع  الهمجيات ,    لقد قدم الاخونج   صورة  وكأنها تمثل    الانهيار   الأخير    للدين    الحنيف , والنتيجة  المريعة   لفشل  محاولات   المتنورين والمصلحين والتطويريين  لتأهيل   الأصولية  لبعض التلاؤم   مع  العصر ,مثل الاستبداد والعنجية والفصامية   قاسما  مشتركا   بين  كل  الهمجيات ,ولكن   كل   ذلك   لم   يمثل   تعريفا    كافيا للهمجية ,  اذ  ليس للهمجية   تعريفا   محددا , ولكن أمثلتها للأسف غير محدودة.  
لالزوم  لكل  تلك  الموبقات  السورية  لكي  نستطيع  القول على أن الوضع  في هذه  البلاد  همجي,الشاتم  همجي , السارق  همجي,الفاسد  همجي, والديكتاتور همجي, ثم  المرتشي  وقليل الأدب  وناكر الجميل  ومعذب  الحيوان  ومن  يلقي القمامة  في الطريق الخ همجي  , فكيف     سيكون   تعريف  الوضع السوري  عندما  يصبح  الفساد  دستورا  والقتل رياضة  للتلذذ   السوريالي ,  وتسميم الأطفال  بالكيماوي  دفاعا  عن الشرعية ,  والذبح  دفاعا  عن   الشريعة , وقتل  الطفل  تحت  البراميل  عمل  وقائي ,  لأنه  ان كبر   الطفل   وسيكبر   سيصبح  معارضا أي ارهابيا عندها تتوجب تصفيته , ناهيكم عن  بتر  الرؤوس  وقص  الألسنة  والصلب  والاغراق  في القفص وحرق   الأحياء  ونشر الرقبة  بالمنشار الكهربائي والاعدام  الميداني على  الحاجز  الناهب , ثم  التعفيش  والاختطاف وابتزاز  الفدية  والتمثيل بالجثث وقطع  أعضاء  الأطفال  التناسلية  بعد  الموت ,ثم  ثقب الجسد  بالمثقاب  والقتل  بالرجم  ومئات الألوف  من  القتلى تحت  التعذيب  وحرق  الناس أحياء و..و..و واستطيع  كتابة صفحات  عن  ممارسات  لاتمت الى    أدنى مستوى  تحضر  في  هذا   العصر  وحتى   في   العصور    الماضية .
اضافة  الى  ذلك الاقصاء  ومصادرة  الحريات  وممارسة  الطائفية  والتعصب والاستيلاء  على  أملاك  وأموال  الناس  ثم الكثير الكثير مما نراه بنظرة عابرة على  البلاد  وما يسمعه حتى الطرشان  وما يقرأه حتى العميان, ومن كل هذه الشرورقدم  المشهد السوري أكثر مما يمكن تصوره,هنا  في  هذه البلاد  يمكن  رصد أسوء  أشكال الشرور التي  لم  يعرفها  التاريخ من  قبل ,انها  الهمجية  بأبشع  صورها , ومن  يمارس  الهمجية هم همج  وبرابرة , ولا يمكن  في سوريا استثناء   ايا   من   المحاربين   القتلة.
كل  الشعوب  تعرف  مراحل   همجية , والشعب  الألماني مارسها مرتين  في القرن  الماضي , تطور  هذا الشعب, الذي  يحتضن الآن ملاين   اللاجئين   ومنهم   على  الأقل  مليون   سوري , بشكل   يدل على  تخلصه   من أكثر  أومن  كل  معالم  الهمجية ,   السؤال  كيف  توصل  هذا الشعب الى  تلك النتيجة    الراقية   الموفقة  ؟؟ ,.
يقال  أعرف  نفسك !!!, والتعرف  على  الذات  الهمجي  بدون  نرجسية  هو السبيل الوحيد  للبدء في  عملية الطلاق والانعتاق  من   هذه  الهمجية , هنا  تبدأ  التربية  الواقية  من الوقوع  مجددا في مطب  الهمجية,فالتلميذ    الألماني  لايتعلم      ممارسة   التفاخر   بمن  أساء   لنفسه  ولشعبه  وللعالم ,هتلر  ليس  الا  مذلة , وحاشية  هتلر مذلة  والقيصر  فيلهلم الثاني  مذلة  وغوبلز مذلة,واحتلالات  ألمانيا في  أفريقيا  مذلة ,هكذا  يتعلم  الناس  النقد الذاتي  ليستطيعوا  التمييز  بين الخير  والشر , وهكذا  يمكن  للديموقراطية  أن تحكم .
أما  اذا   علمت    المدرسة   في   هذه   البلاد   تمجيد  الخلفاء   ومنهم  تم  قتل ٨٠٪  ومن  الراشدين ٧٥٪ ,  واقنعت      الناس  كبيرا  وصغيرا  على     اعتبار  ابن الوليد  وغيره   قدوة   حسنة   تستحق   مكانا  لائقا    في   الجنة , وهو الذي  قطع رأس  مالك ابن النويرة  وطبخ على رأسه  وجبة دسمة , تناول  الحساء  والتفت الى زوجة القتيل   ليغتصبها  في  نفس الليلة ,   ثم     سالت   دماء  مذابيحة     في   بلاد     الشام      حتى   تلونت   مياه   الأنهار   بالأحمر ,واذا  علمت   المدرسة     التلاميذ   نبل  واقعة    زينب  بنت  جحش   ونبل   منع   التبني ,  ثم   نار علي  , أضرم  النار ياقنبر!!!  ,  صاح  علي   بمساعده  قنبر   استعدادا لحرق   الأحياء   من البشر  ,  ثم بطولات  صلاح  الدين  الأيوبي  مع  السهر  وردي  , و نظرة  عمر  ابن  العاص  الى  نساء  ورجال مصر  الى آخر القصص   المخجلة  التي   تزيف   وتمجد    ويفرض   على   التلاميذ    الاقتداء   بها    ,   لتعيش   الشعوب    ١٤٠٠     عام  في  ظل  عنف  واجرام   وهمجية  لامثيل  لها ,فلا   يمكن   توقع   أفضل  من    البربرية    التي    نلمسها   في   هذا   العصر .
  بحت  الأصوات   وهي  تهتف     لبيك ..لبيك  ياحسين   ..  لاتسبى زينب مرتين .. الأمويون لؤلؤة الحضارة …  ثم    أن   البدو  لم  يستعمروا   ,  انما   فتحوا    فتحا   مبينا , وتملكوا اوطان   غيرهم    كغنائم    حرب   حلالا   زلالا    لينعموا    بها ,   البدائية   البدوية  كانت   نورا  نور   العالم  ,امجاد   ثم  أمجاد  ثم  أمجاد! ,  ومن   ينظر   الى   نفسه  لايرى   سوى  الفساد   ثم    الفساد   ولا   غير   الفساد  .
لا اصلاح  لطالما     اعتبر   الانسان   نفسه كامل  الأوصاف,ولماذا     عليه     تحسين  واصلاح    أوضاعه ؟؟  ,   وأوضاعه   في منتهى    التألق  والجودة , نور  العالم  وناره   التي   امتدت  من  طنجة   الى  الهند  والى  مشارف  باريس,   هل   كل   ذلك   حقيقي   او   أنه   خداع   وتكاذب  على  الذات  وقتل    للحاضروالمستقبل !!  الخداع    يخدع   نفسه   !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *