جورج بنا , عثمان لي :
بالرغم من الادعاء المنتفخ بأن الرد المناسب سياتي في الوقت المناسب , وبالرغم من الادعاء المتورم بأن الأسلحة الكيماوية عتيقة ولم يعد لها لزوم , هناك السلاح الصاروخي ..كبسة زر بأنامل سيد السلطة وبعدها على اسرائيل السلام , وبالرغم من فرحة الرئيس اللاأخلاقية بتحمل المجتمع الدولي تكاليف تدمير الزبالة الكيماوية ( مليار دولار) , لم تتوقف اسرائيل يوما عن ضرب وتدمير ماتراه ضروري , واسرائيل غير مكترثة بما تدعيى سلطة النظام , لاتكتفي اسرائيل بالتدمير المادي , انما تدمر ايضا معنويا , اذ ترسل طائراتها للتحليق فوق غرفة نوم السيد الرئيس , ورسالتها هذه واضحة , الرسالة تقول بأنه يمكنها اصطياد الرئيس شخصيا و في أي وقت , قد تفعل ذلك أو لا تفعل ذلك , والمحدد لأفعالها كان دوما مصلحتها , يبدوا وكأنه الآن ليس من مصلحتها تصفية الرئيس الحالي , لماذا ؟؟؟العلم بيد الله واسرائيل .
بعد كل ضرب أو تحليق أو خرق للأجواء السورية , نسمع الرئاسة وهي تبشر بالرد المناسب في الوقت المناسب , وقد ثبت مع الوقت بأنه لاوجود لرد مناسب ولا وجود لوقت مناسب , فالكلام كذب ودجل , مع العلم بأن الانسان السوري الواعي والغير متعنتر لايريد الرد على اسرائيل , لأن أي رد سيكون انتحاريا وسيقود الى احتلال اسرائيل لعمق اضافي في الأراضي السورية ,ولا نعرف شيئا عن تطورات موقف اسرائيل عندها من النظام ! هل يمكن للأسد عندها ان يبقى على الكرسي ؟ , ترغب اسرائيل بعمق ١٥ كم اضافية داخل سوريا , وتنتظر رد الرئيس المناسب لكي تحصل على مايناسبها من الأرض .
الامر من الناحية الموضوعية واضح , الا لأنه بالرغم من ذلك اشكالي , والاشكالية تتعلق بكذب السلطة وريائها وليس في عدم ممارستها للرد , المرفوض والمستهجن هي ظاهرة انتفاخ السلطة وتورمها وانفصامها عن الواقع وسوء تقديرها للأمور , لايفهم البعض فداحة تدمير سوريا وقتل شعبها من قبل النظام , وتجاه اسرائيل لاتحرك ساكنا , وحتى أن السلطة لم تعد تقدم شكاوى في الأمم المتحدة ضد اسرائيل …أسود علينا وفئران عليهم .
يشرف في سوريا مخابراتي واحد على كل ١٥٠ سوري , يعرف كل شيئ عن أي انسان …غراميات رأس الأسرة أو علاقة زوجته المشبوهة والخلافات والأولاد وكل القصص الشخصية …وكأن المخابراتي يعيش ضمن الأسرة وبين أفرادها , الا أن المخابراتي لايعرف كيف حصلت اسرائيل على تلك المعلومات الدقيقة عن الوضع الداخلي مثلا عن اماكن تخزين الأسلحة , وكيف علمت بشحن الأسلحة الى حزب الله, فعمل المخابراتي هو رصد حركة الأعداء , ويبدو هنا بأنه لا أعداء لسوريا الا السوريين , انهم العدو الأهم , وقبل الفتك المرتقب باسرائيل , على السلطة الفتك بأعداء الداخل قبل الفتك بعدو الخارج .
الفطنة والفكر الثاقب هم من خصائص وزير خارجية النظام السابق , الذي أعلن أن معركة اسرائيل ضد النظام هي معركة ضد روسيا , وانهيار النظام يعني انهيار روسيا , من يراقب اسرائيل وهي تصول وتجول في أجواء سوريا دون رد سوري أو رد روسي ينتابه الشك في اعلان وزير الخارجية , ألم يكن للمخابرات الروسية علم باختراقات اسرائيل , وهل علم الروس وأعطوا اسرائيل الضوء الأخضر , وأين ايران التي تعتبر أي اعتداء على سوريا اعتداء على طهران …لاحياة لمن تنادي , وقد كان من الأفضل بالنسبة للرئيس والروس لو كان بالامكان دفن الاختراقات في قبر الصمت !,
يبدو وكأن مفهوم الرد المناسب في الوقت المناسب ليس سوري حصرا , فالسعودية تردد يوميا تحذيرها لايران بمقولة الرد المناسب في الوقت المناسب , ولا تختلف ايران عن السعودية , فايران تحذر السعودية وتحذر اسرائيل أيضا بالرد المناسب في الوقت المناسب , حماس ايضا متحمسة للرد المناسب في الوقت المناسب , الا أن اسرائيل لاتحذر ولا تنذر ولا تتحدث عن الرد المناسب في الوقت المناسب ولا تفشي أسرارها العسكرية , فمن يريد القيام بالرد لايعلن عنه ولا يعلن عن نوعية أسلحته ولا عن عدد جنوده , انهم لايريدون الرد , الا أنهم يريدون استحمار المواطن وتضليله ,ياليت السلطة ادركت قيمة الصمت …انه في هذه الحالة من ذهب !