مها بيطار, نسرين عبود :
هناك من لايزال يتحدث عن الاعجازات , ويعتقد بالخرافات كالتنزيل وجبريل والوحي وغير ذلك , اذا كان ماذكر , وهناك الكثير منه , خرافة , فهل من المعقول ان يتم تدريس الخرافة في المدرسة ؟؟؟ وما هي نتائج تخريف التعليم ؟؟؟,ألا ينتظر هنا أن يخرف الطفل ويخرف الشباب في عمر الزهور , الغاء تدريس الخرافة يعني الغاء تدريس مادة التربية الدينية, واستبدالها بما هو مفيد كمادة الأخلاق او حتى التربية الجنسية ,.
الغاء تدريس مادة التربية الدينية لايعني الغاء الدين من حياة الناس , انما يعني خصحصة الخرافة , كما هو الدين أمر شخصي , كذلك يجب أن يبقى , فالمدرسة منشأة عمومية , لايجوز اساءة استخدامها شخصيا , من يريد تثقيف اولاده بغيبيات النزول وجبريل وغير ذلك , عليه ممارسة ذلك في بيته , المدرسة الملتزمة والملزمة بالعلم غير مؤهلة لتدريس الغيب الديني , بالرغم من قرب الالحاد من العلم , فالمدرسة ليست مخصصة أيضا لتدريس مادة الألحاد.
لهذه المطالبة أو المطالب بخصوص المدرسة عدة سياقات مرتبطة مع بعضها البعض , السياق الأول كون الابتعاد عن الغيبيات ضرورة حياتية , ومن الضرورات الحياتية فصل الدين عن الدولة , لافصل بين الدين والدولة , بدون الفصل بين الدين والمدرسة .
السياق الثاني يخص الدين الذي يدرس في المدرسة , يخص الدين المأزوم , لأنه يمثل استمرارية لحالة مأزومة , فعصور السلف مأزومة لكونها ممثلة للانحطاط المؤسس على الاتجاه الورائي للثقافة الدينية , أزمة مؤسسة على التباين والتناقض مع الحاضر , الدين يروج للسماء التي يقال على أنها تصيب ولا تخطئ , والمريب في الأمر , هو كون السماء لاتصيب وتخطئ دائما , ولولا أخطاء السماء لما تأخر من يعمل بقوانينها وارشاداتها , القدرية , الاتكالية , انتظار الفرج من السماء , ممارسة الفواحش التي تأمر السماء بها كالقتل , الاقصاء , العداء , التحارب , الولاء والبراء …وكل مانراه تقريبا على الساحة الاجتماعية السياسية الاقتصادية في بلاد المسلمين العرب , العلمانية ضرورة ادركتها معظم شعوب العالم , والدين لايريدها , لذلك لايمكن أن نريد الدين , أو على الأقل لانريد لأولادنا تعليما دينيا يبعدهم بالتدريج على واقع الحياة , الدين الجديد هو دين العلمانية .,
السياق الثالث هو حق الغير- متدين بعدم تعريض اولاده المسؤول عنهم لتربية مخربة للعقل , هناك مواد معمرة للعقل كمادة الأخلاق , لايمكن القول بأن تدريس مادة التربية الدينية هو بنفس الوقت تدريس لمادة الأخلاق ….أين هو الدين من الأخلاق , وهل الشعوب المتدينة التي ترسل أولادها الى مدارس تحفيظ القرآن خلوقة أو متفوقة على أخلاق الشعوب الأخرى , التي لاتعرف مدارس تحفيظ القرآن , أو تدريس مادة التربية الدينية,فالمدارس او الكليات الدينية , هي مدارس تحول الدين الى مجرد طقوس منفصلة عن الأخلاق والفعل الاجتماعي البناء , أو تحول الدارس في هذه المدارس الى التشدد والتطرف والاجرام والارهاب , فممعظم الدواعش كانوا من خريجي المدارس الدينية, هذه المدارس خرجت انسانا مشوها مختصا بالعنف التكفيري والصراع الطائفي الهدام المستديم .
حتى لو كان الغاء تدريس مادة التربية الدينية في المدارس أمر أكثره رمزي وأقله عملي الآن , هناك مدارس لايمكن السيطرة عليها كمساجد كفتاور ومراكز القبيسيات وغيرهم , ثم أن تدريس الأخلاق صعب جدا في بلاد غارقة في التردي والفساد , أمر الالغاء رمزي بعض الشيئ , الا أن رمزيتة مهمة جدا …..فكل البدايات كانت رمزية