ميرا البيطار :
تفاقم القمع وازدادت الممنوعات وتعاظم الكبت الجنسي أو البؤس الجنسي, الذي يتمظهر بتفجر المكبوت انفعاليا بشكل هوس جنسي وعدوانية وتمحور حول موضوع واحد هو الجنس واشكالياته وترتيباته وضرورته ومحاذيره وعلاقته بالشرف والزنا والعديد من الممارسات البربرية كالرجم والاغتيال الاجتماعي وجرائم الشرف , فالقضية الجنسية تستخدم كمعيارلتحديد المرتبة الاجتماعية للفرد ,كلما انصاع الفرد لارادة الجماعة المنافقة ارتفع مستواه , وبالتالي يتموضع الملفق المنافق في أعلى المستويات .
يتمظهر البؤس الجنسي باحتقان الرغبة , التي لم يجد العلماء والفقهاء من سبيل لعلاجها سوى بعملية النكاح , وبذلك اقترب هؤلاء في فهمهم للجنس ومتطلباته من الحيوانية ,النكاح يلطف بدون شك من الاحتقان الا انه لايزيله بالشكل المطلوب , هناك ملطفات أخرى لابد منها عندما يراد منع الاحتقان وتجلياته المرضية كالتحرش والاغتصاب الخ , فاحترام طبيعية الحياة المختلطة ملطف كبير للاحتقان الجنسي , الانسان ولد ممارسا للاختلاط , ولم يولد وحشا متحرشا ,لذلك يلطف الاختلاط في المدرسة الاحتقان , رؤية المرأة سافرة وبدون حجر وحجاب ملطف ايضا , فالمرأة لم تولد محجبة منقبة , والعين تمارس الجنس, والنظرة تمارس الجنس , والرقصة ايضا ثم الصداقة والقبلة والحب ان كان كما يقال “بريئا ” أو لم يكن بريئا !!!, مشوار ويدها بيده ملطفا للاحتقان , ما تفعله الممنوعات ليس الا تكريسا للاحتقان ,الذي يترافق بكوارث اضافية كالهوس الديني الممجد لاحتقار اللذة من ناحية والتشدد في السعي لنيلها من جهة أخرى ,ثم العدوانية وتصدع الآداب بممارسة انفلاتية التحرش والاغتصاب .
هناك تفنن في ممارسة اعتقال وقمع الجسد ورغباته , وللتحرر من القمع الجنسي يفتح بابا واحدا , فليكن لك يازلمة أربع نسوان , وليكن لك الحق في احتكار اللذة ,وليكن لك السلطة والتحكم كصمام لتنفيس العدوانية ,وليكن لك الشعور بأنك الفحل الذي لايمكن لامرأة مهما كانت ومن كانت الا الانبطاح أمامه ليركبها متلذذا دون الحاجة الى حبها له ودون الحاجة لاحترام حاجتها الجنسية , الجنس في هذه الحالة ليس مشاركة وانما ممارسة كراخانية ودعارة غير مأجورة , فكيف تدفع عندما تعتبر مناكحتك لأي امرأة شرفا لها ؟, لاينتاب اللاجئ في ديار الغرب والذي يتسكع في الشوارع ويرى الكاسيات العاريات أي شك بأنه لايستطيع امتلاك تلك الصبية , وأي صبية لكونه ذكرا مؤمنا , لا يستطيع تصور رفضها له , ومن أين لتلك الناقصة أن ترفض؟ , وهل يحق لناقصة دين أن ترفض ؟ ,رفضها يفجر في داخله بركانا من العدوانية ,التي قد تصل الى محاولة قتلها لاقترافها جرما عظيما , انها تتمرد على ذكورته ..معاذ الله …..
يحتاج قمع الجسد والرغبة الى وسائل , ومن هذه الوسائل تكريس عبادة الشخص , عبادة مؤسسة التسلط والهيمنة على الأجساد والأرواح وعبادة القييمين على هذه المؤسسة من مشايخ وعلماء يقومون بالترهيب والترغيب ثم أذنبة الانسان, ووضع شروط لازالة الذنب عنه ,مزيدا من الأنصياع والتحكم والتكسب يزيل الذنب , هؤلاء يتلاعبون بعواطف الانسان , يأمرون بالتقنين الجنسي من ناحية , ومن ناحية أخرى الانفلات الجنسي الذكوري في الجنة .
لكي يزول الاحتقان الجنسي ويتحول الانسان الى مخلوق يمارس حياته بدون عقد نفسية واضطراب في التوازن لابد من الإشباع العاطفي الجنسي , وهذا هو النقيض من اعاقة التطلعات الجنسية , اعاقة تقود الى انفلات العدوانية والانفلات الأخلاقي ثم الاجرام , كل اعاقة تعارض مسلكية الانسان الفيزيولوجية الطبيعية تترسب في لاشعور هذا الانسان كتضرر مجهول المصدر , الشعور يحاول مقاومة التضرر بممارسة العدوانية على الغير , على أي كان !, لكون مصدر التضرر ليس محدد ومعروف لدى المحتقن , انه يتفاعل كما يقول الطب النفسي تحت ظل” الطاعون العاطفي” , الذي يهاجم كل من تمكن من تحقيق ذاته , فعندما أنصاع على الآخرالانصياع أيضا , الزانية حققت ذاتها بالخروج عن ارادة العرف السائد , لذلك يجب جلدها ورجمها والتعامل معها كما يتم التعامل مع المحتقن الذي ينهوس عصابيا في سعيه لتحقيق المساواة , علي وعلى أعدائي ! الدافع الحقيقي لدى المحتقن المنصاع للممنوعات والموضوع تحت السيطرة المطلقة ليس الدفاع عن الشرف والفضيلة , وانما اسقاط العقاب الذي يطبق عليه على الآخرين , نزعة للمساواة بين من تمرد على الأوامروالنواهي وبين من خضع مستسلما وخانعا للأوامر والنواهي .
كل نتائج وعواقب الاحتقان سلبية وذات اتجاه ورائي لايستقيم مع مفهوم التحضر الذي هو أمامي , سير الانساان ورائيا سيوصله الى حالة الحيوانية أي التوحش , ومن ينظر الى كيفية التعامل مع الجنس ومع المرأة في هذه المنطقة يرى التوحش والحيونة في أبشع صورها