الشتم والاخونج …

 مفيد   بيطار :

ثقافة الشتم.. ثقافة العنف – الفينيق      كل من دخل في حوار مع أتباع جماعات الاخونج لاحظ اشتراكهم فى ثقافة السب أو الشتيمة أو البذاءة ,هذه الثقافة ناتجة عن    أمرين:

الأول هو الجهل, ويرجع ذلك لاعتمادهم على الثقافة السمعية أكثر من القراءة, ومعلوم أن الثقافة الشفهية تنقل للمتعلم   رأيا واحاد فى المسألة مما يجعل المتلقى ضيق الأفق عديم  الادراك  لاحتمالات وجود رأىا أخر, وهذا  مايتمظهر  بشكل  تعصب وتشنج عند سماع اى رأى مخالف,الاخونجي   مبرمج   على   الرأي  والموقف   الواحد الخاضع   لأحكام  الثوابت  والمقدسات.

الثاني  هو  الاعتقاد بامتلاك  الحقيقة   المطلقة مما   يمنع    الاخونجي  من تصور أي  احتمال  آخر  أو حق أخر أو صواب أخر, فهو وحزبه وجماعته  الحق المطلق, وهذا بالتالي   يحد من قدرتهم على الحوار مع الآخرين, فأنت عندما تتحاور مع    المختلف   عنك   تضع احتمال ولو 1% على   أنك  قد  قد تكون    على   خطأ  في رأيك أو موقفك  , فإم   اأن  تتأكد من صحة موقفك أو تكتشف خطأك أو تتوصل إلى منطقة وسطي بينك وبين مخالفك, أما إذا كنت تعتقد أنك الحق والحق أنت، فأنت   لاتحاور    ,   انما   تملي   وتفرض   رأيك  وموقفك   , الاملاء    لايمت   للحوار   بأي   صلة, ونظرا   لنزعة   الاملاء  ينتقل   الحوار    او   الجدل   الى   حيز   العقم   ,  ويتطور   الأمر   الى   السب  واللعن   وقذف   المحصنات   واستباحة   كل   ما   هو   محرم    بدعوى   الدفاع   عن   مقدسات   الدين   الحنيف ,كل   ذلك   ليس   بالجديد , فالتراث      مليئ   بنماذج   عن   الشتائم     والسباب   بعبارات   يعف     لسان    الانسان   المهذب   عن   التفوه   بها   .

    فمنذ  ان تولى معاوية  الخلافة عام 41هـ وحتى وصول عمر بن عبد العزيز لكرسى الخلافة عام 99هـ   تم سب ولعن على بن ابى طالب وكل بنى هاشم على منابر المساجد فى الخلافة   الأموية  الى   أن  أوقفها  عمر بن عبد العزيز, ولم  يفعل العباسيين  غير  ذلك ,  لم  تقتصر   الشتيمة  على  الصحابة , اذ     قيل  بأن  الملائكة  تسب  وتشتم  ,  لا   أرى   موجبا   أخلاقيا    للتعريف  بالكلام   الساقط  ,  الذي  كان  مألوفا   جدا .

الشتيمة  هي  تعبير  عن  ثورة  مقموعة  واحساس  لايمكن  التعبير  عنه  الا بالبذاءة , انها  تعبير  عن  بؤس  المفردات    خاصة  عند  المعتقلين  داخل     النصوص   التي   يمليها    الحكام     أو   الامام    عليهم  ,   انها  تعبير  عن  عطالة  العقل    ,  لاينتج  العقل  المعطل الا  البذاءة  والدونية  والسقوط   والسخافة ,لاتحتاج   ممارسة  الشتيمة  للعقل  وانما  للجهل!!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *