هل من بديل للعروبة القومية والاسلام السياسي ؟
سمير صادق , ميرا البيطار :
بما أن العالم العربي – الاسلامي يعيش في واقع مرير , لذلك فانه من المنطقي اتهام الوسائل السياسية والاجتماعية الضابطة لادارة هذه المجتمعات والمسيرة لتطوريها بالتقصير او حتى بالفشل , ومن المنطقي عندئذ القول بوجود ضحالة فكرية عروبية -اسلامية سياسية , وبؤس ثقافي سياسي اجتماعي , يتجلى بالعديد من النواقص, منها تراكم المحظورات والمحرمات وتقييد الانسان , الذي لايختلف ولاديا عن انسان المجتمعات التي ترقت وتطورت وشبعت خبزا وحرية وأمان وضمان وثقة حقيقية بالذات واحترام ذات كل انسان , ومن الواضح كون هذه الادارة مربوطة بسياسة عروبية -اسلامية سياسية , تتفاوت بها نسب العروبة والاسلام السياسي , فهناك ماهو في معظمه عروبي وهناك ماهو في معظمه اسلامي سياسي , الا أن الخلفية المتمثلة بالقطعية والدوغماتيكية والتوحيدية والتراثية والماضوية واحدة في كلا الحالتين .
سألنا صديق كريم بصيغة النفي ان كان هناك بديل للعروبية القومية , ثم سأل آخر ان كان الغاء الاسلام السياسي والعروبية ضرورة من ضرورات التقدم رقيا وحضارة , أي أنه حسب الموقف الأول لاوجود لبديل للعروبة والاسلام السياسي , والموقف الثاني يجنح الى الحلول الالغائية التعسفية , وكأن العقل لايتسع الا للعروبة والاسلام السياسي , متجاهلا بذلك تجارب الأغلبية الساحقة لشعوب هذا الكوكب, و التي تقدمت دون فكر قومي كالعربي ودون مرجعيات وهداية دينية اسلامية سياسية .
التنويه بعدم وجود بديلا عن العروبية وعن الاسلامي السياسي يوحي بشيئ من الاستصغار والاستخفاف بقضايا هذه الشعوب وعقولهم , اذا لاوجود في هذه الحياة لما لابديل عنه , توجد عشرات البدائل المتوازية في مقدرتها على الوصول الى الهدف , ,ولا يمكن حصر البديل باتجاه واحد وحزب واحد ومفهوم واحد أو قومية واحدة , لم تكن العلمانية التي حلت المشاكل الأوروبية حزبا أو دينا دينا أو قومية أو فكرة جامدة أو مقدسة , انها منهج يكرس التطوير ضمن اطار عقلاني علمي ,منهج لحكم الشعب من قبل الشعب بشفافية تتطور حسب الظروف والمعطيات , وحتى أنه للعلمانية أشكال مختلفة , وكل شكل قد يتطور الى آخر ,الجمود والتوحيدية وعدم المقدرة أو الارادة على اختراع البدائل, هي المعيق الأكبر للتقدم والتطور , لا وجود عند البعض لارادة ومقدرة الشك بصلاحية ما هو موجود , لأن الموجود اما مقدس أو شبه مقدس , ولا يجوز اقالة المقدس أو المس به نقدا ,حتى ولو فشل أو أجرم , العائق الآخر هو الالتباس بين المخدوم والخادم , كل منهجية أو وجهة سياسية أو اجتماعية أو ممارسة لها أن تخدم الانسان , الانسان الذي يمارس تخديم منهجة أو مسلكية أو عقيدة ضارة به هو انسان الانتحار الطوعي والاندثار .
العروبة , التي هي ثقافة أكثر منها سياسة, فشلت سياسيا وبالتالي ثقافيا أيضا , انها كالدين الذي هو عقيدة غيبية , الا أنه يريد أيضا كالعروبة ممارسة السياسة , وكالعروبة فشل الدين أيضا سياسيا , ومظاهر الفشل موضوعية , لاعلاقة لها بشعور القومي العربي المتكابر المتفاخر , ولا علاقة لها بانتفاخ وتفاخر الاسلاموي , فالبلاد التي حكمتها الثقافة او العروبة المسيسة من جهة , ومن جهة أخرى الاسلام المسيس , لاينازعها أحد في قاع الانحطاط , الاسلام السياسي المتفاخر والمتكابر والمتجاهل يمارس الكذب على نفسه ويصدق أكاذيبه , يقال له , احذر !! انك لاتزال في مرحلة الطنبر , هنا ينفجر المخلوق الاسلامي غضبا وينادي زغلول النجار , الذي يسعفة برزمة من اعجازات القرآن , فالنجار الذي لايقوى على كسر الجرة , شطر الذرة قبل ١٤٠٠ سنة على الأقل , وأين هي قنبلتك يازغلول …يقول انشاء الله !!!!!!, الذي ينصر المؤمنين ,انه على كل شيئ قدير , في الرباط وفي عمان سأل طلاب الجامعات زغلول النجار عن نتائج بحوثه الذرية ,حاول المخاتلة فما كان منهم الا أن طردوه شر طردة .
بدأت المشاكل المستعصية على الحل بتسييس العروبة وتسييس الدين
, توأم العروبة -الاسلام السياسي اغتال الفكر النقدي , ووضع العقول في سجن الثوابت والمقدسات كانت العروبة المسيسة في هيكليتها دينية , شأنها شأن الاسلام السياسي الورائي الماضوي , الذي فقد الحس التقدمي والتفكير العلمي القائم على النقد ,اياكم والتعرض للعروبة , واياكم والتعرض الى الاسلام السياسي , هنا أنت خائن وهناك أنت كافر , لقد انغلقت العروبة كنظام سياسي في رؤوس العسكر , كانغلاق الاسلام السياسي في قوقعة تعصب المشايخ .
صورة المستقبل في ظل المناخ الانحطاطي الذي تعيشه شعوب هذه المنطقة من العالم , ينذر بويلات , وما من خلاص الا بتحرير العقل, والتصدي لكل أنواع وحدانية الفكر والمفاهيم ووحدة النظرة, ثم الابتعاد عن النقل الذي وأد العقل , يجب الدفاع عن حرية الإنسان وحقوقه وذلك لبناء مجتمع مدني متطور تحكمه العقلانية والتنوير , آن الأوان للتوقف عن الهزل الذي يرافق الشعوب بحجة الدفاع عن الإسلام, الشعوب بحاجة للدفاع عن الحياة أولا وأخيرا , وليس عن الأسلام , الذي عليه خدمة الانسان .
لامناص للانقاذ من قبل العلمانية كبديل عن أي منظومة أخرى على مستوى الدولة والوطن ,فشلت الشعوب في لجوئها الى كهوف ظلام الاسلام السياسي المغلق والمحتكر من فئة تتاجر بالدين , شبعت الشعوب فشلا وذلا من شوفينية عروبية مخصية بدون عمق فكري , فكر قومي بدائي شاخ في عمر الأطفال وفقد الصلاحية والفاعلية .