عثمانلي :
من ناحية يمكن القول بأن اردوغان لايستخف بعقول العربان , انما يتعامل معهم جديا , لأنه مثلهم , تطابقت طموحاته الخلافية مع شعور بعض الأعراب الاسلاميين بالحاجة للخلافة , لذلك تحول اردوغان الى رمز للاخونجية والأصولية , الأعراب يشعرون بفقدانهم للكرامة والاعتبار , بعد أن تمرغوا في أوحال الهزائم والانكسارت , وتحولوا الى قطيع ضال تسوقة العصا , التي كانت بيد اردوغان , فالعصا ضرورة من ضرورات الخلافة , القتل والحرق والصلب والفتك بالآخر ضرورة خلافية أيضا , مارسها سلاطين آل عثمان ومارسها خلفاء قريش ,البغدادي ذكرنا بها بمشهديات لاتنسى ولايعرف العالم شبيها لها .
لاردوغان الحق في التفكير كما فكر , انه يستند في تصوراته وتقييماته على خاصة الخنوع لدى الانساني العربي , الذي تمكنت السلطنة ,ومن قبلها الخلافة العربية من تكريسها واعادة بعثها ولو جزئيا , الازمان حول خاصة الخنوع الى جزء متعض في نفسية وعقلية العربي , لم يعد الخنوع مكتسبا , لقد أصبح شبه ولادي .
لقد برهنت الخلافة وبرهن العرب عن امكانية تهجينهم الى مادون الانسان السوي , واختبار النجاح في عملية التهجين كان مبهرا , ثبتت صحة ظنون اردوغان ! , فهذه الشعوب المقتولة بمفاهيم الطاعة والانصياع , لم تجد أي ضرورة للتمرد أو الاعتراض على استعمار سياسي اقتصادي لامثيل له في التاريخ , لقد كان نهبا منظما لحرية وكرامة الانسان ثم استنذاف ما يملك من ماديات عن طريق الولاة , طوال ٤٠٠ سنة لم تتمكن هذه الشعوب المتواجدة في حالة موت سريري من ممارسة الانتفاضة او التمرد او رفض الاذلال والاستعباد .
لا يزال قسم كبير من هذه الشعوب يمارس الخنوع , لقد شارك سوريون جيش محمد في فتح بلادهم بمرافقة ترتيلات سورة الفتح , وبأوامر من اردوغان …من الخليفة اردوغان !! ,ما من شك باستغلال اردوغان لخاصة الاستكانة , التي ابتلى الاسلاميون بها , فاردوغان ليس من أغبى الأغبياء ومن أشد البشر جنونا , كيف سيكون ارتكاس الاخونجية وبقية الاسلاميين عند تيقنهم من فشل اردوغان بموضوع الخلافة ؟؟؟ ,اغلب الظن سيستمرون في الالتزام بمفهوم الولاء والبراء , وسيستمر ولائهم الأعمى لبهلوان آخر زمان , وسيستمر تجاهلهم لتطورات البهلوان اردوغان , الذي سيسلم بعضهم الى الحكومة المصرية , ليعلق السيسي هؤلاء على حبال المشانق , هناك بوادر انقلاب اردوغان على الاخوان , خاصة بعد الكارثة الاقتصادية التي اصابت تركيا من جراء بعض العقوبات الاقتصادية التي نفذها الغرب , علاقة اردوغان مع الاسلاميين كانت زواج “متعة” لاغير , المتعة تبخرت !!
مصير اردوغان سيكون شبيه بمصير الاخوان , اردوغان سيزول , هكذا قال الغرب , ولدينا العديد من الأمثلة التي تبرهن عن صحة وفاعلية السياسات الغربية , سيزول اردوغان بعد الانتخابات القادمة ,ماذا سيفعل الاخوان بعد سقوط اردوغان ؟؟؟ أظن بأن رحيلهم معه الى القبر أو المزبلة سيكون من أفضل الحلول ,