ربا منصور :
لكل مجتمع سلما خاصا لترتيب القيم , سلم الاعتبار والعار , سلم الفضيلة والرزيلة , سلم الخير والشر ..الخ , الشرف يعني العلو والسمو , يخضع مفهوم الشرف لأحكام التطور , شرف الأمس هو عار اليوم , كان مفهوم الشرف سابقا هلامي وغير محدد ومرتبط بموقف زعيم القبيلة ولا يزال كذلك حتى اليوم ,كان المفهوم سابقا وبقي لاحقا ملحقا باعضاء المرأة التناسلية , وبما يسمى العفة , أي بشكل عام بجسد المرأة , مع العلم أن جسد المرأة , لم يكن دينيا واجتماعيا سوى مصدرا للدنس , وهدفا لممارسة الدعارة الشرعية , حتى أن رؤية المرأة كانت كالكلب الأسود او الحمار مفسدة للصلاة , لقد علق شرف العائلة على غشاء المرأة , المرأة الشريفة هي المرأة العفيفة,
مصدر تصور المرأة بهذا الشكل , الذي يراها عارا , كان ولا يزال مصدره العرف والعادة وبالأخص الدين , الذي يتفاخر برفع مكانة المرأة الى مرتبة ناقصة عقل ودين , الدين حدد قيمة شهادتها وبالتالي مصداقيتها بنصف شهادة الرجل , ناهيكم عن التنويه الى الحيض والنفاس الكريه, ثم التنكر لشهوتها وحاجتها الجنسية , اكتمل هذا التصور المريع للمرأة باعتبارها متاعا للرجل في هذه الدنيا, حظوظها نصف حظوظ الرجل , ولانصافها تم الأمر بدفع اجورها مقابل الاستمتاع الجنسي بها , اضافة الى ضراوة النصوص , ساهم الاجتهاد الى حد كبير في رفع منسوب التوحش , مثلا في ممارسة الرجم او القتل على الشبهة , بتشجيع وحماية القانون والآيات والسلطات ,
بالرغم مما ذكر , استبعد سطوة الأعراف والنصوص على ارادة البعض بالشكل المطلق , لابد من وجود عوامل رديفة تنضاف الى الأعراف والى النصوص , مما يحكم شد حبل المشنقة على رقبة المرأة, لكي تبقى الديكتاتوريات على قيد الحياة لابد من القمع , تعطيل نصف المجمتمع على يد النصف الآخر يريح الأنظمة القمعية السياسية والدينية , لايستسيغ القمع استقلالية المرأة وادراكها لحقوقها , أحد أسباب كره ورفض القمعيات الدينية والسياسية للغرب كان جزئيا المرأة , والتحريض الذي يمارسه الغرب للمرأة لكي تنال حقوقها.
هناك التسلط والديكتاتورية السياسية والدينية الحريصة على استمراريتها , تتحقق أهداف الحرص بالعديد من الطرق , منها توكيل جزء من المجتمع بممارسة استعباد الجزء الآخر , كما هو الحال في المجتمعات الذكورية , اي خلق حالة من الحرب الأهلية الباردة بين الرجل وبين المرأة , مع ضمان السلطة لانتصار الرجل المحصن والمحمي بالعديد من المواد القانونية , التي تمكنه من قمع المرأة واحتلال ارادتها , كل ذلك يسهل ممارسة السلطات للقمع والهيمنة على الجميع ,ويساهم في انتاج مجتمع العبودية .
لاتقتصر اهداف الحرب الأهلية على تقليم أظافر المرأة وسجنها في قفص الحياة الأسرية , من الأهداف ايضا الفتك بجسدها جنسيا , لم تشكل المرأة ضدا عسكريا لداعش , بالرغم من ذلك تم تشنيع المرأة جنسيا , تم تحطيمها من الابقاء على فرجها , المرأة شيئ ملحق بالفرج .
ليست جريمة الشرف وغسل العار من صنع فرد , بل من صنع المجتمع , الذي يمارس الاغتصاب من صغيره الى كبيره , اغتصاب المرأة أو الطفلة هو جزء من مشروع الاغتصاب والاعتداء العام , الذي ترتكبه السلطات السياسية والدينية بالاشتراك مع العديد من الفئات الاجتماعية الجاهلة والتي تربت وترعرعت في ظل الاغتصاب والعنف , حرمان الطفل من المدرسة اغتصاب وعنف , تذبيح الأطفال , الذين اعتدي عليهم اغتصاب وعنف , تزويج المرأة قسرا هو اغتصاب وعنف , بيع المرأة بالمهر اغتصاب وعنف , تقزيم المرأة الى فرج ومتعة وفقاسة اولاد اغتصاب وعنف , اعتبار المرأة حاملة الشرف الرفيع ليس سوى تمسخر عليها , كيف تكون المرأة حمالة شرف , عندما تمثل الدنس والعورة بعينها ؟
مرتكب جرية الشرف او جريمة غسل العار , أي الفاعل , ليس سوى الأداة أو المنفذ للجريمة , القاتل المجرم الرئيسي هو الخلفية الفكرية … النصوص !!!!!, القاتل هو حاضنة المجرم الاجتماعية , التي تحرضه ثم ترغمه على الفعلة وتصفق له , هذا هو المجتمع المجرم