من أجل حاضر ومستقبل أفضل , لنتعلم من أخطاء الماضي !

ممدوح  بيطار :

    لايعني الحديث مجددا عن مفهوم الابادة الجماعية التي تمت ممارستها على  بني قريظة وغيرهم الا شيئا واحدا , وهو تغيير المستقبل ايجابيا عن طريق ادراك جرائم الماضي , وما لاحظته من خلال النقاش حول بني فريظة على هذه الصفحة هو التالي , هناك فئة تعلمت من الواقعة بأنه لايجوز تكرارها , وفئة تعلمت من الواقعة على أن تكرارها ضروري عند الضرورة, التي يمكن صناعتها في أي وقت وبأي شكل ضروري , فئة تنتقد وترفض وفئة تنقل وتقلد .
لسنا من ابتكر منظومات حقوق الانسان , ولسنا من قدم تعريفا لمفهوم الابادة الجماعية, ولسنا من يتربع على عرش القانون والأخلاق , لذلك علينا النظر بتمعن الى الآخرين وهم يحاولون ازالة البقع السوداء من تاريخهم بشتى السبل , ولكن مثلهم !!, حتى أنه من الضروري أن نقلدهم لكي نستطيع التفاهم معهم ….انهم من يدير الآن دفة سفينة الانسانية في بحر تتلاطم أمواجه , لتفرز في بعض الحالات أزمات قد تعصف بنا وبوجودنا وبوجود غيرنا .

   تجد   الابادات   الجماعية   لاحقا  ممارسة سياسات متباينة , منها سياسة النسيان ثم سياسة الاعتذار وسياسة الاستمرار النفسي والأخلاقي بما بدء ماضيا , وعلى مايبدو فالبعض من أفراد هذا الشعب مستمرون في الاستعداد لممارسة ماحدث سابقا , أي أنهم يملكون الاستعداد النفسي والأخلاقي لممارسة الابادة الجماعية , وهنا يكمن خطر هؤلاء , خطر هؤلاء حالي ومستقبلي , أي أن هؤلاء لايزالون “قتلة” ليس بالقلم فقط وانما بامكانية الممارسة , وهذا ماتؤكده أحداث السنين الماضية …. قتلة فكريا وممارسة,  فالذي    يبرر   مجازر   العثمانيين   تجاه   الأرمن   هو    قاتل   كالعثمانيين   .  والذي   قال    تعقيبا   على    مذبحة   السريان     على  يد   السلطان   العثماني   أنما   هو   مجرم  كالسلطان   العثماني , لاحق   لمن   يريدة   اعادة  اسبانيا   الى   بيت   الطاعة   العربي   ان   يناهض    محاولة   استعمار   بلاده  من   قبل  الغرباء .

لم يأت تجريم من يتنكر لجرائم الماضي في منظومة القوانين الأوروبية عن عبث وبدون التفكير في المستقبل والحاضر, فالتجريم يهدف الى الوقاية من تكرار ماحدث ولا يهدف الى التأر من هؤلاء الجناة تحت الطلب, بالنسبة لوضعنا الحالي يمكن القول , استنادا الى الخلفيات القانونية والدستورية الأوروبية , بأن المجرمين بيننا كثر , وهم على سبيل المثال من يرون بأن محق بني قريظة عن بكرة ابيهم ثم ذبح ذكورهم بموجب أحكام شعر العانة الهرمونية وما فوق ضروري ومحق وعديم الشوائب الأخلاقية …يذبح كل ذكر نبت شعر العانة حول خصيتيه وما فوق , تسبى نسائهم ويتزوج الرسول صفيتهم وتؤخذ املاكهم كغنائم حرب ملكا للمسلمين للتمتع بها حلالا زلالا كما أشار الى ذلك جبريل عليه ألف سلام بكل وضوح .

قصة بني قريظة معروفة للجميع من حيث كونهم يهود ومن حيث ابرامهم لاتفاقية عدم الاعتداء مع فريق الاسلام بقيادة الرسول, ومن حيث اتهامهم بنقض الاتفاقية , لأنهم تآمروا مع قريش ضد الرسول والمسلمين , الا أنه من الصعب انكار نية الرسول بابادتهم بعد صلح الحديبية مع قريش , ابادهم لتآمرهم مع قريش , وما هو حكم قريش وكونها محور العداء ضد المسلمين ؟؟, ثم كونها من نقد الاتفاقيات وحارب المسلمين , هل تمت ابادتهم كما ابيدت قبيلة بني قريظة , ولنذكر في هذه المناسبة أحداثا لاحقة من عصر الخلفاء , فهل تمت ابادة المرتدين عن بكرة أبيهم كما حدث لبني قريظة ؟؟ الجواب هو بالنفي الذي يؤكد التاريخ صحته , لم تباد قريش ولم يباد المرتدين ولم يهتم المسلمون بشعر العانة للقريشيين كما اهتموا بشعر عانة اليهود, اننا أمام ابادة جماعية عنصرية المصدر دينيا , وكون عدد ضحاياها أقل من ألف شخص لايغيير أسس ممارسة جريمة الابادة الجماعية بأي شكل .

لايقتصر الاجرام في العالم على قضية بني قريظة , فالعالم يعج بقصص مشابهة , لذلك كانت هناك سياسة الاعتذار التي لايمكن اعتبارها أمرا شكليا وانما تعهدا بعدم تكرار ماحدث , لذلك سقط المستشار الألماني براند راكعا أما م النصب التذكاري لانتفاضة وارسو …معتذرا ومتعهدا , قبل ذلك استخدم مستشار الماني آخر هو آديناور سياسة التناسي والتعويض المادي … وعفا الله عما مضى !, وفي عام 1995 قدم رئيس وزراء االيابان اعتذارا , وعن تطاولات القساوسة والبابوات قد البابا فرانسيس اعتذارا عام 2014 , وعام 1998 قدم كلينتون اعتذارا عن تجارة العبيد , اعتذرت استراليا من “الأجيال التي سرقت ” عام 2008 , لست على دراية كاملة بكل التعهدات والاعتذارات , الا أنه من المؤكد وجود تقصير وتأخير في ممارستها وهذا لاينفي جودة مبدئها وخلفيتها .
لامنطقية ولا أخلاقية في استنكار ظلم الآخرين عندما نصر على    تقديس ظلمنا , اننا في هذا الخصوص اعداء ذاتنا قبل أن يكون الآخر عدونا !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *