سوريا ليست عربية ..

سيريانو :
عزيزنا العروبي السوري، لا تعجب، بل تواضع لسوريتك وتعلَّم..

 مشروع الإحتلال_العربي_القرشي الذي أسَّسته الإمبراطوريات الحاكمة قبل 1400 سنة في سوريا، وبقي وتمدَّد حتى تبدَّد، لا يعني أن سوريا_عربية، فجميعنا نعلم أن سوريا حضارة قبل أن تكون دولة، وأنها كانت قبل أن يكون فيها شيءٌ إسمه عرب بآلاف السنين.. كوننا نتحدث العربية اليوم مع سوريين عرَّبهم الإحتلال العربي القرشي، وصاروا لا يجيدون التحدُّث إلا بلغته العربية، فذلك لا يعني أن سوريا عربية.. سوريا كلمة ليست عربية، دمشق كلمة ليست عربية، حلب و حمص و حماة و تدمر و اللاذقية و طرطوس و درعا، إلى آخر أسماء الحواضر_السورية، جميعها كلمات تشهد صارخة أن سوريا ليست عربية.. عزيزنا العروبي السوري، سوريا تشهد بكل ما فيها أنها ليست عربية..
العروبة مشروع سياسي عسكري، حاكم بالقوة والقهر والقتل والإغتصاب، مع شعاراتٍ إلهية وثقافية وأخلاقية مزيَّفة، أسَّسته روما وفارس في سوريا قبل 1400 سنة، بقي وتمدَّد حتى تبدَّد، ثم أعادت إنتاجه بريطانيا في جزيرة العرب قبل حوالي مائة سنة، وتمدَّد، ثم حمله جمال_عبد_الناصر في مصر، وتمدَّد، ثم تنازع عليه حافظ_الأسد في سوريا، و صدام_حسين في العراق، حتى تبدَّد.. فشل المشروع العروبي وتبدَّد، لأنه ببساطة مزيَّف، حمله المستعربون لصالح إمبراطوريات، وحاربه العرب لصالح إمبراطوريات مضادَّة.. لا يجوز للسوريين الإستمرار في مشروعٍ مزيَّف، وهدر مقدَّراتهم الوجدانية والحضارية والإقتصادية في محاولاتٍ عبثية خاسرة لإحيائه وهو رميم.
 العرب قومية من القوميات التي إستوطنت سوريا، لا مانع لدى سوريا أن يحملوا هويتها السورية، فيكونون عرب سوريين،طالما كانوا يحملون قيم حضارتها، ويشاركون بقية القوميات السورية في بنيانها،ولكن لا يجوز للعرب إغتصاب هوية_سوريا وجعلها زوراً عربية، كما لا يجوز لغيرهم من القوميات التي إستوطنت سوريا إغتصاب هويتها لصالح أيِّ قوميةٍ من قومياتهم..
 بالمناسبة، أمريكا تتحدث الإنكليزية ولا تحمل الهوية الإنكليزية ولا القومية الإنكليزية، كذلك سويسرا تتحدث الفرنسية ولا تحمل الهوية الفرنسية ولا القومية الفرنسية.. وإذا كان في سوريا من هو مصِرٌّ على تعريب سوريا فهو ببساطة مزيِّف وطائفي قومي، وهو بذلك لا يختلف عن زيف وطائفية داعش الإجرامية..
عزيزنا العروبي السوري، ما دمت ضد الطائفية فآمن بالهوية السورية، ولا تروِّج لعروبة سوريا، يمكنك أن تكون عربياً تحت مظلة الهوية_السورية، ولا يمكنك أن تجعل سوريا عربية، فسوريا أكبر منك ومن كل العرب.. كلمة العربية في إسم الجمهورية هي كلمة تزييف وتمزيق لهوية سوريا ونسيجها الوطني والإجتماعي والحضاري، وهي جهر وقح بالطائفية، هي خطيئة منتنة لا يكفِّرها إلا نزعها.. إنها سوريا أيها السوري، فخامة إسمها وحضارتها تكفيك شرفاً وفخراً وتزيد، وهويتها السورية وحدها لا شريك لها هي المظلَّة الجامعة لقوميتك ولكلِّ القوميات التي إستوطنت أرضها منذ آلاف السنين .
السوريون حول العالم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *