الماسونية وتفوق الانسان ..

مفيد    بيطار ,  نبيهة   حنا :

تاريخ "الماسونية" في سوريا | سوريات   لم  تعد  الماسونية   حركة  بباطن وظاهر   ,فالظاهر   الآن  هو  الباطن  , أهل  الماسون  يتحدثون  عن ماسونيتهم    بصراحة   , والمدهش   في  الأمر هو أن   المعارف   التي  يملكها   الآن  كثيرون عن  الماسونية   لم تغير  الصيغة  السابقة  عنها ,  فالماسونة  منظمة محترمة  جدا   في   كل    أنحاء  العالم  ومحتقرة  جدا   في    أوساط  العالم  العربي   ,لقد تحولت  في    الأوساط  العربية  الى  شر ومصدر  كل شر  ,  الى  عنوان  للخيانة  والتخريب   ..الى  شتيمة ..الى   اجرام  ..فكل  اجرام  في  العالم  هو  من  صنع   الماسونية  وكل  مؤامرة    وخيانة  هي ماسونية ..انها  الوحش بجسد  بشري ,  لابل   أسوء  من  ذلك  بكثير .

لكن  بالمقابل   يجدر  طرح السؤال  عن  الدافع الذي حمل معظم رجال    البلاد  العربية   الشرفاء  مثل  الأمير عبد القادر الجزائري  على تأسيس    أول محفل ماسوني في سوريا  عام ١٨٨٩ , وهل كان   أنطون سعادة مجرما  عندما  التحق بالماسونية   ( استقال  بعد  ذلك لأسباب  تتعلق بأممية الماسونية  التي  لاتستقيم مع   القومية السورية ),كذلك حال  والده, وهل كان داوود المارديني خائنا ومتآمرا  على  وطنه  , أو  عثمان سلطان  أو  خليل الهبل أومصطفى القباني  أو مصطفى شوقي  أو عبد الرزاق عابدين   أو رفيق  الجلاد  أو  مصطفى القلعي ,   أو  حتى    الأفغاني      ومحمد   عبده  ..الخ ,  والسؤال   أيضا عن  الخائن  فارس الخوري والخائن  جبران لويس    أو مصطفى السباعي  وعبد الرحمن   الشهبندر ثم   أمين الاسطواني    وعبده  القدسي  , ثم ابراهيم كنعان  وجمال فيصلل الذي   أصبح قائدا للجيش السوري , ونعمان  أبو شعر  وجميل بيهم  وسعيد صباغة  وجبران تويني   ومنح هارون  وسعيد الغزي  وسجعان عارج , وماذا عن  الأمير  محمد سعيد  حفيد الأمير عبد القادر   الجزائري ,ثم وجيه الحفار ورئيس غرفة تجارة دمشق  بدر الدين  الشلاح  وابراهيم كنعان  ثم د.حاج   ويس وبشير المعصراني  ,والكثير غيرهم , نحب   التأكيد   بأن     انطون  سعادة   لم   يوجه   في  كتاب   استقالته  أي  اتهام   للماسونية …

  الماسونية السورية جمعت كل هؤلاء , ولا يستطيع  أي منا  اتهام  أحدا منهم  بالخيانة والاجرام  والفساد  , وعند مقارنة كل هؤلاء الكبار  مع  الأشخاص   الذين تحكموا  ويتحكموا    بالدول   العربية ,   يمكن   التعرف   على  أسباب   الانحطاط   والتردي عموما ,  والسوري    خصوصا   تحت  رايات  البغدادي  والجولاني   والشيشاني   والعرعور  وغيرهم .

 ليس بدون سبب جمعت الماسونية كل كبار العالم , وليس بدون سبب جمع  الاخوان كل حثالات العالم , هنا يتوجب على المراقب طرح السؤال التالي , لماذا ؟؟ وهل كبار العالم ومنهم كبار سوريا  زنادقة   خونة  أشقياء , وهل  بالمقارنة  جماعة   الاخوان أنقياء أتقياء ؟؟؟,  البنية  الفكرية   هي   سبب  احتضان   الحركة  الماسونية   للكبار  واحتضان   الكبار   للماسونية ,   البنية  الفكرية  المتحررة  من   الطائفية  والتعصب الطائفي   ,   انها  عقلية   الأمير  عبد  القادر  الجزائري   الماسونية  ,  التي  قادته   غي  عام  1860  ليلعب  دورا   انسانيا  خلوقا انسانيا   في   المجازر     الطائفية    آنذاك  ,    وهو   ما  دفع  فارس  الخوري   ليكون  سوريا   قبل اي   شيئ   آخر    ,    وما  ذكر  عن  فارس  الخوري   وعن  عبد  القادر  الجزائري   ينطبق   على  جميع  الأسماء الأخرى  .

  لموقف البعض المهمش  المشوه  والعدائي  للماسونية  سببا واحدا ,هو كون الماسونية نقيض   المذهبية  ,  وفي  ظروف  يتحول    بها    المعتقد     السماوي    ووجوده   الى  ترجمة   للانسان  ووجوده  ,  تصبح  الماسونية   خطرا   على    الانسان  الخادم     للتيولوجية    ولنفسه     المتماهية  معها    ,   يشعر   هؤلاء بأن   شروط   بقائهم    لاتكتمل   الى   بشروط   بقاء    العقيدة ,  وهذا هو   عين   الضلال   .

  الماسونية  مدنية     علمانية  ,  ومن   هنا   يأتي     العداء    لها   من   قبل  الجهات        التيولوجية  الطائفية  ,     لذا    يجب   الفتك    بالماسونية   والتعامل   معها   كالتعامل   مع   العلمانية   , والفتك   يتم   عادة    بالتشويه   أولا   ,  ومصنع  التشوييه   هو  الخيال  والخرافة , ووقود  هذا  المصنع  هو  الكذب ,   وكل   ما  يقود  الى  مايسمى  صناعة  العدو  ,   الخيال  والكذب  والحاجة  الى  عدو حول الماسونية الى عصابة قاتلة لم تترك  أحدا  في العالم على قيد الحياة ! ,  ولم  تترك  بلادا  الا   وخربتها  ولا  مؤامرة  الا  وحاكتها ,  الا  أننا    لانعرف     بشكل  محدد   اغتيالا   وحدا   على   يد   الماسونية,  ولا  ديكتاتورا واحدا  انتمى  للماسونية , ولا  جزارا   قاتلا    أسس  محفلا  ماسونيا !.

   معظم كبار العالم من  السياسين   ينتمون   الى   الماسونية ,  يحركون العالم كسياسين   وليس  كماسونيين   , حثالة العالم من  الاخوان لايستطيعون  تحريك أكثر من شاحنة عرض لبيع الأزيديات  بالمزاد   العلني  أو   صنع قفص لحرق البشر  أحياء  , الماسونية موضع احترام, لأن   الماسونيين بشكل عام محترمين ,   ومن   يحترم    الاخوان    في   هذا   العالم   وفي   هذا   العصر ؟ من يحترم البغدادي والشيشاني والجولاني والعرعوري  والبيانوني  وجزارين  الغوطة  والزنكي  وأمثالهم  ..؟

 الماسونية هي  حركة بالعديد  من معالم العلمانية, فهي تهدف الى  فصل الدين عن الدولة , وهذا  مايسميه    الاخونج   القضاء على  المعتقدات ,  ,انها حركة  مدنية  تهدف  الى  اعتماد  القوانين الوضعية   بدلا من  القوانين الشرعية  ,  أنها حركة  تدعوا الى حرية  الفكر  والعقيدة  ,   وبموقفها  من  الخالق   تقف  الى جانب  نيتشه , حركة تريد    من الانسان  أن يتفوق على  الخالق , انها تأخذ من النفس   والعقل  الانساني    معبودا  لها   ,  لذا    لاعجب   أن ينتمي اليها   الأمير عبد القادر الجزائري أو أنطون سعادة   أو  فارس الخوري    أو بدر الدين الشلاح  وغيرهم , وعلى    المستوى    العالمي     معظم    المفكرين   والفلاسعة   والعلماء  ومشاهير   الفنانين   وغيرهم 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *