يتوهم من يظن على أن المعارضة وهم

ربا منصور:

 كثرت في الآونة الأخيرة  زيارات  الصحافة الأجنبية الى  سوريا  لاجراء مقابلة مع السيد الرئيس ,الأسئلة تتكرر  والأجوبة  أيضا , عمليا لاشيئ جديد , والانطباع االشخصي الذي تركه  الأسدعند الصحفي البرتغالي (التلفيزيون البرتغالي) سوف  لن يكون  بالجديد  مقارنة  بالانطباعات  التي تركتها  مقابلات  سابقة لدى  الصحافيين , فبعد شكرهم للرئيس  و رحيلهم   قالوا على أن  سيادة الرئيس اما كاذب أو مجنون  ..ياللعار !   ا

كمؤيدا أستطيع  تفهم  اهتمام  بشار الأسد  في الفترة الأخيرة بالصحافة العالمية   , كمعارض  يفرحني  نشر بشار الأسد لغسيله القذر   بعد كل مقابلة, فبعد كل مقابلة  يزداد الشك بقواه العقلية  ويزداد الانطباع بأن حل المشكلة السورية  معه غير ممكن , وحيث أنه كرر   في آخر  مقابلة  ماقاله في اأول مقابلة ,لذا فان  قراءة نص المقابلة  أصبح مملا ..لاشيئ جديد  ..لغة خشبية وموقف  خشبي  وشعارات  وأجوبة  لايقبلها العقل, كل جواب هو عبارة عن  انحطاط في النظرة  والمحاكاة . وسوف لن أقوم  بالتعرض لكل اجاباته  , وانما سأقتصر على   جوابه بخصوص المعارضة  , حيث اعتبرت سانا   ذلك الجواب على أنه من أهم أجوبة الأسد , وذلك من خلال   ذكر هذا الجواب في  المقدمة لنشرها  للحوار  بين بشار الأسد وبين الصحفي البرتغالي ,  فسانا  منبهرة  جدا  بمقولة بشار الأسد على أن   المعارضة المعتدلة مجرد “وهم”, وكأنه  بمقدور  هذا الاعتبار تدمير المعارضة , وقد  توهم  من   اعتقد بذلك !

لقد قال  بشار الأسد  ذلك لصحفي أوروبي , وليس  لصحفي من كوريا الشمالية, فبشار الأسد لم يعرف على أن توصيف  معارضة  بأنها “وهم”  لاتدخل في عقل  أوروبي , ومن يدعي ذلك في أوروبا  انما هو مهووس أو مجنون ,  وقد أرادبشار الأسد بطريقة فطرية ساذجة تبرير القضاء على الأوهام التي يجب أن تسجن وتعذب وتقتل  , الأوهام مفسدة للعقل  ومن فسد عقله صبح نفاية بشرية  , لذا يجب  التخلص من هذه النفايات البشرية , وما قاله كان حقيقة برسم محاولات عديدة تبذل للنيل من المعارضة والحط من شأنها ومكانتها والاساءة اليها  ومن جدوى وجودها وبقائها ، فهي  وهم عاجز عن فعل التغيير  ولا ضرورة للتغييراصلا لذا لاضرورة لمعارضة , ولا يعارض بشار الأسد  الا المجرمين من النصرة وداعش  , لايعارضه الا الارهاب   , وهل يمكن اعتبار الارهاب معارضة ؟.

للم  يشرح بشار الأسد الحالة “الوهمية” للمعارضة  .. اسباب التوهم ونتائج الأوهام !, ونتيجة  تحليلات الاسد  هي انه لاتوجد في ممارسته للسلطة  أي شائبة  وانه على حق ولم يخطئ يوما ما , وكل الشعب الغير ارهابي ورائه , لذا فهو باق بارادة الشعب  كغيره في أوروبا  وغيرها من الديموقراطيات, فهو  ديموقراطي غريزيا ! والديموقراطية  من طبيعته وطبائعه , وما يقوم به  صح ١٠٠٪, وله من النباهة  مايمكنه من تصحيح المسيرة  , انه يعارض نفسه  ويؤيد نفسه  , لذا لالزوم  في البلاد الا للاسد .

الحل برأي بشار الأسد سياسي , الا أنه لايوجد من يعا رضه  لكي يحل المشكلة معه  , لذلك لايوجد حل سياسي  , وحروبه وبراميله  وصواريخه  موجهة فقط  على العصابات المسلحة  , التي قويت بشكل أرغمه  على دعوة الحلفاء  لنصرته  , ولا توجد أي جدوى من محاولة اقناع الأسد  بوجهة نظر أخرى  , عصي على  التنوير وعلى النصيحة ولا رأي يعلو رأيه  , انه يتنكر ويتجاهل  وهو أصلا جاهل  ,ولو لم يكن بمنتهى الجهل  لما  أكد بتصرياته حول  المعارضة  ديكتاتوريته  , فالديكتاتورية لاتعرف معارضة   , ولولا جهله لما  ادعى العلمانية  , اذ لا علمانية دون معارضة , ولا  ديموقراطية دون تنافسية  ,  وبتصريحاته هذه   يؤكد نظرة اليساري غرامشي  الذي قال في فترة صعود  الفاشيات في ايطاليا وألمانيا  بأن التغيير  في ظل وضع فاشي  كوضع الأسد  لايمكن أن يتم  الا عن طريق الخارج  .. وبالواقع  سوف لن ينقلب الأسد الا  بواسطة الخارج ,  انه نسخة طبق الأصل عن القذافي  وعن صدام  ونهايته ستكون نسخة طبق الاصل عن نهايتهم .

لقد اختار الأسد بتنكره لوجود معارضة  طريق الحرب الذي  لاعودة به ,حرب لايستطيع هو وحلفائه حسمها   وجهله منعه من التعرف على هذه الحقيقة , ولو اعترف بالمعارضة  لكان بامكانه  نظريا  ايجاد حل للاشكالية  الكارثية   , انه عثرة في طريقه  ومشكلة ذاته  والمدمر  لنفسه وبلاده , قصير النظر  ضبابي الرؤية  , ولم يسأل الأسد نفسه  الى متى سيحارب حزب الله الى جانبه  ,والى متى ستستمر ايران بدعمه  , وكيف له تمريق  احتلال بلاده من قبل  كتائب زينب  وأبو الفضل  العباس  ومرتزقة  الشيعة  , وكيف سيستطيع  بفئة من الشعب تعادل ١٠٪ من سكانه السيطرة على ماتبقى وضده أيضا  تقف  قوى  اقليمية مثل الخليج والسعودية وتركيا الى جانب قوى عالمية مثا امريكا والغرب  , هل صدق بشار الأسد كذبته بخصوص انتصاره في الحرب الكونية  , ,اي انتصار هذا الذي تم بواسطته تدمير البلاد ؟.

لقد بهدل البلاد بأجوبته القاصرة , وماذا سيقول  انسان على  قدر بسيط من التحضر  عند  تعرفه على مقولة الأسد ..”المعارضة المعتدلة  وهم “…ان الوهم  يتوهم !

يتوهم من يظن على أن المعارضة وهم” comment for

  1. حجم المعارضة يتناسب طردا مع حجم فساد الحكم , كلما ازداد الفشل في ادارة البلاد , ازدادت المعا رضة شرعية وضرورة , كل هذه المبادئ لاتنطيق على سوريا الأسد , فسوريا الأسد لم تعد دولة وانما انقرضت وتحولت الى مزرعة .
    من يعتبر فشل الادارة وهم يستطيع القول على أن المعارضة وهم , ومن ينظر الى سوريا لايستطيع القول على أن ادارة البلاد كانت ممتازة , وخراب البلاد ليس وهما , لذا فان المعارضة موجودة وذات حجم كبير وليست وهم , الأسد يتجاهلها ليس لأنها غير موجودة , وانما لأنه جاهل , وهذه هي نهاية كل بلاد يحكمها جاهل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *