اغتصبتم الحكم في سوريا بانقلاب عسكري في سبعينات القرن العشرين، سرحتم كل الضباط البارزين من أبناء الطائفة السنية واعتقلتم كل من وقف بوجه انقلابكم الطائفي، تم تسليم كل المناصب الأمنية الفاعلة لضباط من أبناء طائفتكم تحديداً، سيطرتم على الاقتصاد والمرافق الحساسة وجمعتم حولكم السماسرة والمنتفعين من أبناء باقي الطوائف، وزعتم بعض المناصب “غير الهامة” على باقي الطوائف لذر الرماد في عيون الشعب المغلوب على أمره وهؤلاء عليهم رقابة مستمرة، حكمتم سوريا بالنار والحديد، حرمتم السوريين الكورد من أدنى حقوق المواطنة، نشرتم الرعب والرشوة والفساد والمحسوبية في كل مفاصل الدولة، جعلتم من سوريا بلداً متأخراً، بنية تحتية مدمرة مرافق عامة مهترئة، فساد رشوة كراهية أنانية شك فساد خوف، تخيلوا مشكلة انقطاع الكهرباء استمرت لأربعين عاما في سوريا، في الوقت الذي صرفتم به على حربكم القذرة على الشعب ما يمكن أن يبني مفاعلات عملاقة تغذي كل الشرق الأوسط بالكهرباء، حولتم المؤسسة العسكرية لبؤرة من الفساد والرشوة والمحسوبية، ضباط من أبناء طائفتكم يمتلكون السيارات الفارهه وتوزع عليهم الشقق السكنية والامتيازات وكلما ازداد ولاؤهم ازدادت امتيازاتهم، وضباط من باقي الطوائف تركب سيارات الشحن العسكرية “الزيل” والمواصلات العامة، وأصبحت السيارة البسيطة حلما لهم فقط لأنهم ليسوا من طائفتكم “الكريمة”، حتى أبناء طائفتكم من العسكر والموظفين “البسطاء” الذين ألقيتم لهم “بعض” الفتات لم ينجوا منكم ودمرتم عقولهم وجعلتموهم وقوداً لحربكم القذرة على الشعب السوري، زرعتم في رؤوسهم أن الجميع أعداء لهم، جمعتم حولكم الفاسدين والمنتفعين والجبناء والمخدرين عقلياً من باقي أطياف الشعب لم يسلم من شركم أحد، فرقتم بين أبناء الشعب الواحد، نشرتم ثقافة المؤامرة والشك بين الناٍس، وبشكل ممنهج عبر مدراسكم البعثية من المرحلة الابتدائية حتى الجامعات التي يشرف عليها العواينية وكتاب التقارير من أزلامكم، دمرتم التعليم والنقابات والجميعات والمؤسسات ألغيتم المجتمع المدني واختزلتم الوطن في شخص الديكتاتور وعائلته، دمرتم أجيالاً بكاملها، وحين ثار الشعب السوري لينتقل بسوريا نحو دولة مدنية ديموقراطية، اتهمتم الشعب الثائر بالطائفية والمؤامرة والخيانة، قتلتم نصف مليون سوري واعتقلتم مثلهم ودمرتم مدنا بكاملها على رؤوس أهلها. استخدمتم كل صنوف الأسلحة التي خزنتموها لسنوات طوال من عرق وتعب وجهد الشعب السوري، هجرتم الملايين واستعنتم بكل المليشيات الطائفية التي هي على شاكلتكم، وفتحتم سوريا للاحتلال الإيراني وللمليشيات الطائفية، من اليوم الأول “قلتم الأسد أو نحرق البلد”، خوّنتم كل الشعب السوري، وكل العرب وكل العالم وكل من قال لكم كفى قتلا كفى فسادا كفى ظلما، ارحلوا عن السلطة ودعوا الشعب يبني وطناً حراً، فمن هو الطائفي؟ الشعب أم أنتم يا من لم يعرف التاريخ خيانة بحجم خيانتكم!!