لقد كان هناك دولة , والآن !

بقلم :سيلفيا باكير:

في مقابلة  تلفيزيونية  مع السيد طالب ابراهيم ..الواجهة  الثقافية للنظام الأسدي ,صرح   السيد طالب ابراهيم  بالعديد من الأفكار   التي تتعلق بالدولة والثورة  والجماعات المسلحة ,   في البدء  انكر  السيد طالب اباهيم  قصف الدولة  العشوائي  , الدولة لاتقصف!!,  ولم تكد  زعقته  تفارق  الأذن حتى  أكد على الدولة تقصف  ,  الا أنها تقصف  الأغراب   ولا تقصف  الشعب السوري تاركا السامع في حيرة من أمره  ,  فاذا  لم يقصف النظام بالطائرات  فكيف يمكن تفسير الخراب   الأسطوري في سوريا  , هناك  احياء لم تعد موجودة , هناك مدن   أصبحت أنقاض , هناك تهديم  بكلفة ٧٠٠ مليار دولار  ,  ولا يمكن للأستاذ  طالب ابراهيم القول  على أن  ذلك حدث بفعل البنادق  والهاون ,   لأنه بمقدور الخبير العسكري   التمييز بين خراب  قذائف الطائرات   وخراب البنادق والهاون  ,  وكل  الخبراء  يؤكدون على أن الخراب تم بفعل  الطائرات  ,  وهذه حقيقة  لايستطيع  زعيق  وصراخ طالب ابراهيم  أن يدحضها .

بالنسبة  للثورة  فقد تحدث طالب ابراهيم  وكأنه الأسد بلحمه ودمه ,  لاتوجد ثورة  , وانما الموضوع عبارة عن غزوة خارجية  وعبارة عن حرب كونية  على سوريا  الأسد , كلام سمعناه  مئات المرات   وشبعنا من زيفه  , فاذا  كان الطرف الآخر  أجنبي  , فمع من  تتم المصالحات  في ريف دمشق  وفي حمص  وغيرها من المدن والمناطق  ,  ثم  هناك تعجب بما يخص استمرار الحرب  , فقد قال الرئيس,   ومن الطبيعي أن يردد القطيع مايقوله الرئيس , على أنه انتصر على أكثر من مئة وخمسين دولة   وبينهم  العديد من الدول العظمى ,  وبما أن الرئيس انتصر  فلماذا  لايتم توقيع  اتفاقيات الاستسلام  , كما حدث عام ١٩٦٧   وعام ١٩٧٣  , ويبدو هنا وكأن اسرائيل انتصرت  لأن  المستسلم كان  الأسد الأب  ولم يكن  للأسف الجيش الاسرائيلي , لقد أوقع الأسد  البلاد في ورطة حربية مع اسرائيل  كانت نتيجتها خسارة الجولان  من جهة , ومن جهة أخرى  شعر الأسد بالنصر  بعد واقعة الأيام الستة  , انتصرت سوريا  لأنه بقي وزيرا للدفاع  , حيث  رقى نفسه    مكافأة له  على انتصاراته الى رتبة رئيس الجمهورية   ونال  في استفتاء   أكثر من ٩٩,٩ ٪ من الأصوات , هنا اعترف الشعب  بالمكرمة الأسدية  واعترف  بتضحياة  القائد الخالد  الذي  وهب نفسه  منصب الرئيس  الى جانب  البعث  بمادته الثامنة ,  ومن يرى سوريا الآن  يستطيع  تقدير الجهود العملاقة  التي بذلها الأب ومن بعده  الابن  وكذلك الانجازات  الاسطورية  .. تحسن كل شيئ في سوريا   وعاش السوريون  بالرغد  , لذلك لايتصور  طالب ابراهيم ثورة في سوريا  ..رغد وحرية وديموقراطية وعدالة اجتماعية   في مجتمع مدني علماني ..فلماذا يثور السوريون ؟ لاسبب للثورة  , لذلك لاتوجد ثورة  وانما هجمة بغيضة خارجية وحرب كونية  تريد الحد من عملقة سوريا الأسد  , التي تحولت , حسب  تقديرات نضال  نعيسة( الحوار المتمدن , نضال نعيسة , مقالة سوريا العظمى , عام ٢٠٠٥ , بالله عليكم  تعرفوا على مقالة نضال نعيسة!, هناك مقالة أخرى  للكاتب نعيسة  يرى بها  ضرورة حيازة سوريا العظمى على مقعد دائم في مجلس  الأمن ..لقد قيل أن  العقل زينة  , وبه تزين نعيسه  وتبرج  , لله درك  ياطيب الذكر !) الى دولة عظمى  وحلت محل الاتحاد السوفييتي .

لقد ابدى  طالب ابراهيم تحسره على عدم حيازة سورية للسلاح النووي  ,  لأن ضرب حلب يستحق  سلاحا نوويا  ,  وكأن كيماوي الغوطة  لم يكن  نافعا  بالشكل الذي  اراده الاسد ,  وهل يمكن  أن نشارك طالب ابراهيم  التحسر  لعدم حيازة الأسد على سلاح نووي ؟   أقول له  نحمد الله ونشكره  على  عدم حيازة الأسد للسلاح النووي  , ونشكر الله  وأمريكا  صبحا ومساء   لتجريدها الأسد من  سمومه الكيماوية .. فبعد  بهدلة الغوطة  أصبح الأسد مرنا ولينا ومطواعا  وسلم الكيماوي  للأمريكان بدون أي تردد ,  ومن يستحق  حيازة الكيماوي  والنووي  يجب أن يكون  ذو عقل  , لذلك فانه محرم على الأسد حيازة  أي شيئ من هذا القبيل  , لأن الأسد  ليس برجل دولة  , وانما  رجل عصابات  , وهذا ما  أكده  طالب ابراهيم  بشكل غير مباشر  في حواره التلفيزيوني ,  الدولة  كما يراها طالب ابراهيم  ويراها الاسد أيضا  ليست  دولة , وانما تمثل  مايسمى “كيان ماقبل الدولة ” ,  ففي الدولة  لايمكن  لشخص من كان ومهما كان  أن يطالب  بقذف المدن  بالنووي , وفي الدولة  لايمكن لشخص تسبب بمقتل مئات الألوف  من المواطنين وحول البلاد الى أنقاض  أن  يبقى رئيسا.

اترككم مع  تسجيل حوار طالب ابراهيم  , راجيا لجميع ليلة سعيدة

لقد كان هناك دولة , والآن !” comment for

  1. طالب ابراهيم مختل العقل تماما وما قاله يوحي فقط بالزعرنة , لايوجد محلل سياسي ولايوجد سياسي أو مثقف أو شرطي أو موظف في العالم يسمح لنفسه أن يقول ماقاله مختل العقل و يتأسف لعدم امتلاك الجيش السوري للأسلحة النووية ! ولو امتلك ابن القحبة هذه الأسلحة لألقاها على رؤوس الحلبية والحمصية والديرية , ولو كانت لهذا الحيوان أي قيمة سياسية أو عسكرية لتمت ملاحقته من قبل الانتربول , هل يتجرأ أوروبي على التهديد بالسلاح النووي , ناهيكم عن التحسر لعدم التمكن من استعماله , لو قال ذلك أوروبي لدخل السجن فورا , ولو كان طالب ابراهيم اوروبيا لما دخل السجن وانما أحيل الى مستشفى للأمراض

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *