فجر إنسانية المجتمع الدولي .. الكساسبة يذكر ببربرية تنظيم الدولة..

 بقلم : عوض سليمان:

هل سمع المجتمع الدولي بحمزة الخطيب، وهل استمع إلى أنات أمه عندما استقبلته مشوهاً مثقب الجسد

عندما كان السوريون يتظاهرون في بداية الثورة، بشكل سلمي يطالبون بحريتهم وكرامتهم، كان شبيحة الأسد يقتلون الناس دون تمييز بين صغير أو كبير، رجل أو امرأة. انتشرت آلاف المصورات في مواقع التواصل الاجتماعي لشباب سوريين تم حرقهم، وضع عليهم البنزين وطلب منهم تأليه بشار الأسد، فرفضوا، فتم حرقهم أحياء، كانوا يتألمون ويصرخون ويركضون في كل اتجاه يستطيعون أن يصلوا إليه فهم مربوطون إلى سيارات الشبيحة. كنا نراهم وقد اسودت جلودهم وبدؤوا يسقطون. كانت أمهاتهم تتوسل وتبكي وتتألم، وكان البربريون يضحكون منهنّ، فاغتصابهنّ سيكون بعد قليل .

لم نترك مسؤولاً أوروبيا أو أمريكيا وصلنا إلى عنوانه ولم نرسل له مثل تلك الفيديوهات، لكن إنسانيتهم لم تتحرك، ولم يتحدثوا عن بربرية بشار الأسد وهمجيته، ولم يشعروا بالرعب كما شعر بان كيمون عندما رأى فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

في قرية خربة غزالة قام ذيول الأسد بسحب الماء من مقلتّيْ أحد المدنيين وهو حي يرزق، حتى عميت عيناه ثم تم إطلاق سراحه ضريراً تخويفاً للسوريين، لكن أوباما لم يشعر بهمجية بشار الأسد، ولم يُصب بالأذى.

هل سمع المجتمع الدولي بحمزة الخطيب، وهل استمع إلى أنات أمه عندما استقبلته مشوهاً مثقب الجسد مجبوب الذكر. لماذا لم يتحدث المجتمع المتمدن عن الهمجية والبربرية وكل تلك الألفاظ التي رسخ هو معانيها في العالم.

لو تحرك الغرب وقتها وأوقف الأسد في سبيل الإنسانية وتحدياً للبربرية، ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم وما سمعنا أصلاً بقصة الطيار الأردني .

لا تزال الصور التي نشرتها زمان الوصل مؤخراً لأقسى أنواع التعذيب موجودة، ويمكن العودة إليها بسهولة، لا تزال تنبئ عن همجية أشد من همجية الحيوان في الغاب، وإلى جانب ضحاياها صور جلاديها مكشوفة الوجه مستهزئة، فلماذا لم تتفجر إنسانية الولايات المتحدة وبان كيمون، ولماذا لم يشعروا بالرعب خاصّة، مع ملاحظة أن هؤلاء الشهداء قضوا دون قتال ولم يعتدوا على أحد بل تم تعذيبهم في السجون لمجرد أرائهم ومطالبتهم بالعدل والحرية.

قتلُ بشار الأسد لمئات الآلاف من السوريين ، وتذويب الثوار بالأسيد، واغتصاب النساء وثقب رؤوس الأطفال بالمثقاب الكهربائي واحتلال سورية واستخدام الصواريخ والطائرات لتدمير المدن، كل ذلك ليس بربرية ولم يُشعر أحداً بالرعب. لكن مصورة الكساسبة وحدها هي التي عبرت عن الهمجية واللاإنسانية.

عدة آلاف شهيد في صباح واحد، قتلهم الأسد بالسلاح الكيماوي معظمهم من الأطفال والنساء، لكن دموع أوباما لم تنهمر، كان همه الحصول على السلاح وليفعل بشار ما يشاء ولو قتل أهل سورية كلهم.
أ فليس غريباً بعد كل ذلك أن تتفجر إنسانية أوباما وأوروبا وبان كيمون لمصورة قُتل فيها رجل واحد كان قبل أيام في حالة حرب مع قاتليه.

أ ليس من العجيب أن ينسى أوباما مليون ونصف عراقي حرقتهم وحرقت قلوب أمهاتهم طائرات الإف 16. وهل نسي أن بلاده قتلت مائة مليون هندي أحمر وأبادت أمة بأكملها ولم تعتذر عن ذلك حتى اليوم.
هل سمع أحد منا عن تفجر حالة الإنسانية في أمريكا وعند بان كيمون والدول الغربية حزناً على مسلمين في بورما يحرقون أحياء ويذبحون استمتاعاً وتسلية، وهل شعر هؤلاء بالرعب لما حدث في أفريقيا الوسطى، أم حُجبت تلك المصورات عنهم حتى لا تنخدش إنسانيتهم وتنجرح مشاعرهم الرقيقة.

أسفي على الأردن الذي يخوض حرباً لا علاقة له بها، ويقبل أن يحارب بالنيابة عن الولايات المتحدة، فيسقط طياروه بيد التنظيم ليقتلوا بينما يعود الأمريكان إلى بيوتهم سالمين.

أسفنا بالغ أن يقول الملك الأردني أن معاذ الكساسبة كان يدافع عن الأردن وعن الأمة، هل أخطأ الملك بالدولة التي تحتل أرضه وتهدد وجوده، أ لم يكن أجدى للكساسبة أن يوجه صواريخه إلى تل أبيب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *