تلمن لايعرف خلفيات ميشيل سماحة وعلي المملوك أقول باختصار شديد على أن الأمن اللبناني قبض على ميشيل سماحة وبسيارته متفجرات , قال ان مصدرها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي المملوك , والهدف كان القيام بتفجيرات في لبنان , وبالنهاية تمت محاكمة الوزير السابق سماحة وعلي المملوك (غيلبيا) , وحكم على سماحة وكذلك على المملوك بالاعدام , المملوك فار , أما سماحة فيقبع في السجن , وحدث أن مرض سماحة أو تمارض , لذا وجب نقله الى المستشفى , وقد كان نقله الى المستشفى مناسبة جيدة للقيام بعملية اغتياله , وذلك كي يختفي وتختفي اسراره معه .
ماهي هذه الأسرار ؟ لاتوجد دولة بدون أسرار , الا أن هناك فروق في نوعية وكمية الأسراار بين مختلف الدول , وبما أننا الآن في سياق التطرق للوزير سماحة ورئيس مكتب الأمن القومي علي المملوك , لذلك ليس من المهم بحث أسرار بقية الدول , وانما التركيز بشكل مختصر على سوريا ولبنان , فالأسرار لها علاقة بنوعية ممارسات الدولة وأجهزتها , نظرة عابرة الى سوريا تظهر بسرعة العفن والاجرام في ممارسات ملحقات الاسد من شبيحة ومرتزقة وغيرهم , شغل الملحقات ورأسها الشاغل هو السرقة وتجاوز القانون واغتيال الرأي الآخر والهيمنة والتسلط والقتل ثم الخطف ..الخ لذا فان الأسرار التي في جعبة الوزير السابق سماحىة تنتمي الى ذات الفصيلة من الممارسات , وبما أن سماحة غير موجود تحت اشراف الاسد وفي سجونه , لذافانه قد يتكلم وقد يكون في كلامه فضيحة , وما العمل الآن مع سماحة ؟ .
على سماحة أن يصمت , ومن يضمن ذلك ؟ .
لا احد يستطيع ضمان ذلك الا موت سماحة حيث تموت اسراره معه , وكيف يمكن لسماحة أن يموت ؟ اما موتا طبيعيا أو موتا اصطناعيا , فالموت الطبيعي مستبعد الآن لظروف صحية , اما الموت الاصطناعي فله اربابه ومنفذيه ومن له خبرة عميقة به , وسجلات الاغتيالات في لبنان تشهد للأسد بذلك ولم يسلم أي مشاغب على الأسد من قنابله الموقوتة أو سياراته المفخخة .. اسألوا عائلة غسان توني أو العميد وسام حسن أو بشير الجميل أو كمال جنبلاط أو رينيه معوض أو الحريري , والقائمة أطول بكثير مما تم ذكره . في كل الاغتيلات كان هناك سبب مباشر , ولنأخذ قصة العميد وسام حسن المعارض الشديد لسوريا , فمن ذنوبه التي لايتحملها الأسد مثلا طلب العميد حسن مثول بثينة شعبان وعلي المملوك أمام القضاء اللبناني بخصوص عملية التهريب للأسلحة التي قام بها الوزير سماحة والأهداف التي اعترف بها سماحة للقضاء , لقد كلن الهدف اغتيال سياسيين لبنانيين معارضين للاسد , وذلك بالرغم من تحذير الأسد للحريري على أنه سيحرق ويكسر لبنان , الحريري بدأ بالتمرد ولم يعد راتب رستم غزالة ٣٠٠٠٠٠ دولار شهريا كان يقبضها من آل الحريري ( لقد صحح رستم غزالة بوقاحة لامثيل له خبر مقبوضاته في لبنان , الخبر قال على أنه كان يقبض ٥٠٠٠٠ ددولار شهريا , فما كان منه الا أن صحح هذا الخبر وقال على انه كان يقبض ٣٠٠٠٠٠ دولار شهريا , ثم قال , اذا كان راتبي من جهة واحدة في لبنان ٣٠٠٠٠٠ دولار شهريا , فكيف سيكون راتب من هو أعلى من رستم غزالة مثلا غازي كنعان وعبدالحليم خدام والأسد نفسه !) .
كما قلت لكل اغتيال أسبابه المباشرة وغير المباشرة , وبالنسبة لسماحة فالسبب المباشر هو الخوف من انفلات لسانه , والغير مباشر هو الرسالة التي يريد الأسد ايصالها الى اللبنانيين محذرا فيده وسياراته المفخخة ستطال كل مشاغب وحتى الصديق عندمل يصبح الصديق خطرا على الأسد .
الخطة كما رويت تقول بتوكيل حزب الله بمهمة تصفية سماحة اثناء نقله الى المستشفى .
ومن كشف ذلك كان وزير العدل اللبناني أشرف ريفي, حيث اتصل ريفي فورا بوزير الداخلية نهاد المشنوق والمدعي العام العسكري لاتخاذ الخطوات المناسبة , التي تم اتخاذها وأحبط مشروع الاسد عن طريق حزب الله ساعات قبل تنفيذه , وما هو المتوقع من حزب الله في هذه الحالة الا النفي القاطع لذلك وقد نفى حزب الله ببيان اشتراكه في التخطيط والتنفيذ, فمن يصدق ذلك ؟