عن المقاومة والممانعة ومراحلها كتب ناهض الحتر مقالا حاول به دفع محور المقاومة والممانعة لتخليصنا الفوري والنهائي من اسرائيل , وأول ما أثار شيئا من التعجب كان العنوان , فالعنوان يتحدث عن مرحلة الجولان في المقاومة , هنا يجب الاستفسار حول بعض النقاط , أولها الحديث عن مرحلة يعني وجود مرحلة أخرى , الآن مرحلة الجولان ومن المؤكد على أنه توجد مرحلة سابقة , وماذا ستكون هذه المرحلة ان لم تكن في لبنان , وليتفضل الكاتب الحتر باخبارنا عن منجزات مرحة لبنان ,فنحن نهتم جدا ا بأمتار الأرض وليس بالأمور المعنوية , ارتفاع معنويات حزب الله أو انخفاضها لايطعمنا خبزا ولا يعيد الأرض .
سوف لن يكون باستطاعة الحتر ذكر الأمتار المربعة التي استردها الممانع والمقاوم اللبناني- الايراني , لأنه لاوجود لهذه الأمتار المربعة , بل بالعكس فقد افرغت اتفاقية ٢٠٠٦ مع اسرائيل الجنوب اللبناني من حزب الله , وحزب الله وقع مرغما على اتفاقية يلتزم الحزب بموجبها بعدم تجاوز الليطاني جنوبا وبنشر قوات الجيش اللبناني جنوب الليطاني . مرحلة جنوب لبنان من المقاومة والممانعة كانت كارثة اقتصادية وانسانية وعسكرية أصابت لبنان , وقد هددت اسرائيل مجددا وحذرت من تجاوز أي خط أحمر ترسمه , نصر الله فهم ذلك وتفهمه , لذلك عكس اتجاه سير قواته الى الشمال حيث انه يحارب اسرائيل الآن في حلب وعفرين و كسب ومعلرة النعمان, يزايد في العرقوبة ويذبح في الغوطة المنكوبة. يستشهد ناهض الحتر بعبارة قالها الراحل حافظ الأسد بمناسبة القرار الاسرائيلي بضم الجولان الى اسرائيل , قال الأسد ” لاتقع الجولان على حدود سوريا بل في وسطها ” وذلك في اشارة الى عزمه على اعادة الجولان اضافة الى اعادة كامل فلسطين , حيث يصبح الجولان في وسط دولة الأسد السورية الطبيعية , بدون أي شك يفرح تحقيق ذلك حقا كل الشعب السوري عندما يصبح الجولان واقعيا في وسط سوريا , الا أنه لايفرح الشعب السوري اطلاقا أن يكذب الأسد عليه , ولايفرح الشعب السوري ابدا ان يتاجر الأسد بأحلامه , وأن يبيعه الأسد ثرثرة ووعودا هوائية مقابل تقبل الشعب السوري لحكمه الفاجعة , والسعر الذي على الشعب السوري دفعه لقاء رهموجة من الثرثرة عال جدا , لأنه قد يخطر على بال الأسد مناوشة اسرائيل كما كان الحال ١٩٦٧ و١٩٧٣ , ونتيجة مغامرة من هذا النوع فقدان سوريا لمزيد من الأراضي ناهيكم عن المصاريف , والأسدبثرثرته يستهزئ بعقل الانسان السوري , حيث يعرف كل سوري على أنه ليس بمقدور الأسد الا الهزيمة واعطاء الأوامر الفذة بالانسحاب “على كيفك” , فهل يتفضل الأسد أو على الأقل مؤيده الحتر بشرح امكانية الانتصار على اسرائيل آنيا ومستقبلا أيضا , الشعب السوري يريد من الأسد شرحا لهذه الوعود واذا خاض الأسد حربا وخسرها فيجب أن يخسر كرسيه و يجب أن يحاكم و لأن توريط البلاد بالحروب الخاسرة هو خيانة للبلاد , ولا أظن أنه بامكان التاريخ أن يعيد نفسه وأن يترقى وزير دفاع الى منصب رئيس للجمهورية بعد هزيمة منكرة .
بياع الهواء والسمك في الماء لايقوى على مجابهة اسرائيل , وسياسته هي سبب عدم مقدرته , الأسد يقتدر على تقتيل الشعب السوري ولسنوات , الا أنه لايقتدر على محاربة اسرائيل لأيام وساعات , انه المسؤول عن اضعاف سوريا و ذلك لأنه رئيس بصلاحات مطلقة , , فبياع الهواء والسمك في الماء يرسل غيره من السوريين الى السجن للتعذيب لعشرين سنة ومن النادر أن يخرج السوري من سجونه حيا وذلك بتهمة اضعاف الشعور القومي (المادة ٢٨٣) , وماذا فعل الأسد بالوضع القومي عمليا ؟ هل ازدادت سوريا تحت حكمه قوة ومناعة وشفافية وديموقراطية وحرية واشتراكيةووحدة ؟ اليس من الحق والعدل أن يمكث الأسد عشرون عاما تحت التعذيب وحسب المادة ٢٨٣ وأن لايخرج من السجن حيا لأنه أضعف البلاد بمشاعرها وجيشها واقتصادها ورقيها وسياستها . الحتر يظن أنه ليس لأطراف محور المقاومة وللحليف الروسي ماتخشاه من حرب شاملة مع اسرائيل , ثم يردف قائلا على أن سوريا ستتحمل هنا كلفة باهظة , أليس هذه الكلفة الباهظة هي مايخشاه الانسان السوري , ثم يقول الحتر على أن حربا ترفع سعر برميل النفط الى ١٠٠ دولار ليست خيارا سيئا , فيا سيد حتر مالنا ومال سعر البرميل , وهل على سوريا تحمل التكاليف الباهظة من أجل رفع سعر البرميل , وفي سياق رفع الأسعار ستزداد عائدات دول أخرى مثل السعودية والخليج , ثم أين هي مصلحة سوريا في رفع سعر البترول ؟ , فسوريا تستورد البنزين والمازوت , , وسوريا غير قادرة على تمويل المحروقات حتى عندما كانت كلفتها متدنية , الناس ينتظرون عل محطات المحروقات ساعات أو أيام حتى يتمكنوا من الحصول على بعض الليترات من البنزينأو المازوت , وكم ستكون فرحة المواطن السوري عالية عندما تزداد تكاليف المحروقات الى الضعف !, بعد أن ازدادت الاٍسعار في الفترة الماضية بمعدل خمسة أضعاف.
عندما يقول الحتر على ان محور المقاومة وروسيا ليس لهم مايخشوه من حرب شاملة مع اسرائيل , فأغلب الظن على أن الحتر يتوقع نصرا عسكريا على اسرائيل , وفي حال النصر لا أهمية لموضوع البترول بالنسبة لسوريا ..سيان ان ارتفع السعر أو انخفض , ولكن الحرب تحتمل النصر وتحتمل الهزيمة , وماذا سيحدث في حال الهزيمة ؟ واذا اعتقد الحتر على أن اسرائيل ستقف على خط الهدنة من عام ١٩٧٣ فانه بهذا لايستحق لقب المحلل السياسي , وفي حال الهزيمة هل ستقف اسرائيل على الخط الأزرق اللبناني , بالتأكيد ستقطتع قطعة من لبنان اضافة الى القطعة من سوريا ناهيكم عن الاختلاطات الأخرى كاتفاقيات الاستسلام والتعهد بالهدوء عل الحدود الجديدة أي باتفاقية جديدة كتلك التفاقية من عام ٢٠٦ مع لبنان والتفاقية ١٩٧٣ مع سوريا , وقد يرتفع سعر النفط , وبالتأكيد ستكون عندها فرحة الحتر عامرة , , أما حزننا فسيكون شبه قاتل .