دخول قوات تركية الى سوريا ..الاستباحة بشكلها المطلق !
بقلم : جورج بنا :
دخلت قوات تركية في اطار عملية”ضريح سليمان شاه” يوم أمس سوريا الساعة التاسعة مساء, والقوة التي دخلت تألفت من ٣٩ دبابة و٥٧ عربة مدرعة و١٠٠ عربة و٥٧٢ جندي , حيث وصلت هذه القوة الى ضريح سليمان شاه ورفعت العلم
التركي على منطقة سورية (آشمة) , تمهيدا لنقل رفات سليمان شاه اليها , وذلك بعد نقل الرفات مؤقتا الى الأراضي التركية .
هل أتى التدخل التركي لحماية الرفات ؟ , دبلوماسيا قيل ذلك , أما الجهة السورية (جريدة الوطن) فلم تعترف بالاستباحة التركية لأرض سوريا ,وانما قالت على أن تركيا ادخلت الى سوريا ١٠٠٠ مرتزق لدعم الجبهة الشمالية , وعن الدبابات والعربات صمتت جريدة الوطن, ولم تكن جريدة تشرين أوضح من جريدة الوطن , فقدتجاهلت جريدة تشرين الأمر تماما بنتظار توجيهات رئاسية حول نوع الكذبة التي عليهم صنعها ..التفكير الآن على قدم وساق حول السؤال , ماذا نقول ؟ .
ظاهريا دخل الجيش التركي لحماية رفات سليمان شاه , واقعيا يجب اعتبار الدخول التركي عملية “جس نبض” , وجس النبض يعني , ماذا سيفعل الأسد بخصوص الدخول ؟ , هناك امكانية الردع التي لايقوى الأسد عليها وخاصة على عواقبها , فعندما يردع الأسد ستردعه تركيا , أي أن الحرب بكامل نتائجها ستقع بين تركيا والأسد, هناك أيضا الممارسة المعروفة ..استنكار ثم التوعد بالرد المناسب في االوقت والشكل المناسب ,والأسد أحجم حتى عن الاستنكار , ناهيكم من الصمت تجاه الرد المناسب بالشكل المناسب , هناك امكانية الخداع كالقول على أن تركيا طلبت موافقة الأسد على دخولها والأسد استجاب للطلب التركي استثناء , لذا استبقت تركيا كل ذلك بالاعلان على أنها اعلمت قوات التحالف فقط بالعملية .
عملية من هذا النوع كانت متوقعة وتبريرها دائما ممكن وذلك باختراع هذا التبرير , وبالرغم من توقع العملية , الا أن حدوثها على أرض الواقع لايسبب للانسان السوري الا القلق ليس بسبب الدخول بحد ذاته , وانما بسبب شمولية استباحة سوريا , التي تحتضن الآن ماهب ودب من الفئات المسلحة والدول التي تحارب على أرضها وفي سماها , فهل سقطت الاستباحة من السماء أو أن قيادة البلاد هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن هذه الاستباحة .
لايمكن استباحة دولة محترمة وتحترم نفسها , الا أن سوريا لم تعد دولة , وانما تحولت الى ارض’مشاع’ , فلا وجود لرئاسة شرعية , ولا وجود لقانون أو دستور , الفساد يعم الأرض , والتقتيل بلا هوادة , البلاد اصبحت كرخانة لها قواديها , أحدهم رئيسها بشار الى جانب أبوبكر وسليماني وحسن الضاحية والجولاني والافغاني والتونسي والشيعي والسني والقرباطي ..الخ لنها ليست دولة وانما كالبفرة التي تتعثر حيث السكاكين تكثر.
اين العجب من تدخل تركيا وتركيا التي تأوي أكثر من ١,٥ مليون لاجئ سوري , أليس من مصلحة تركيا حل الأزمة السورية على مزاجها وحسب رغبتها , عسكر قاسم سايماني يصول ويجول في سوريا دون وجود عبئ على ايران بسبب
اللجوء , ايران لم تقدم لحوالي ٨ مليون لاجئ ونازح سوري ليرة واحدة , نعم ارسلت مافيه الكفاية من عدة الحرب والقتل , هل يمكن للسوري أن يعتاش من أكل الرصاص والجثث ؟.
ثم هناك في سوريا فئات متعددة , منها من يحارب من أجل قيم معترف بها كالحرية والديموقراطية والحياة الكريمة , ومنها من يحارب من أجل استمرار الظلم والاستبداد والفساد والطغيان , منها فئات لها مطالب مشروعة الا أنها تفتقر على الامكانيات للوصول الى تحقيق هذه المطالب , ومنها فئات مطالبها غير مشورعة وتحارب من أجل قيم منحطة , الا أنها لاتفتقر الى العدة الحربية التي تسمح لها بالحفاظ على مكاسبها الدنيئة , فهل من ’الخيانة ’ أن تطلب الفئة الضعيفة والمغدورة مساعدة الغير , وهل من المنطقي وطنيا أن تقوم فئات بمساعدة الفئة الغادرة والمستغلة والمستعبدة ؟ , فايران تحتل البلاد عسكريا وما تقدمه انسانيا هو الصفر وتدعم جزار لاشبيه له في التاريخ …وهل هذا وطني ؟ .
دخول تركيا الى جانب الثورة هو أمر تشكر عليه , دخول ايران الى جانب الطاغية هو أمر يجب أن تعاقب عليه !
دخلت تركيا الى سوريا واستباحت حصانة الدولة السورية , أيضا دخل غيرها واستباح بل واحتل , النقطة التي تعطي تركيا الكثير من الأحقية في التدخل في سوريا هي وجود اقل من مليوني لاجئ بقليل , والحبل عل الجرار , الرقم سيصل عاجلاالى مليونين
تركيا تتكفل اليوم بحوالي ١٠٪ من الشعب السوري , لذا لها الحق في تقرير مايجب أن يحدث , السلطة السورية هجرت الناس الى تركيا والى مختلف بقاع الأرض , وماذا يفعل الأسد لأجل اللاجئين السوريين في تركيا؟ لاشيئ على الاطلاق ,
حتى احتلال سوريا من قبل تركيا هو أمر فيه الكثير من المنطق و فوجود ملاين اللاجئين السوريين في تركيا بهذا الشكل وبهذا العدد هو امر لايطاق وهو أمر يبرر الاطاحة بالشخص الذي سبب هذااللجوء , الصبر التركي لايعله صبر ىخر
بالنهاية سترسل تركيا قواتهاللاطاحىة بالأسد , لامفر لها من القيام بذلك ومن غير المهم ان اعتبر الاسد ذلك عدوانا سافرا ام لم يعتبره , فعندما تدخل تركيا الى سوريا سيكون الأسد على المزبلة , اني كسوري أؤيد التدخل التركي ولعتبرني الاسد خائنا , بالمقابل اعتبره منذ وقت طويل كخائن ماحدا أحسن من حدا
وأخيرا تكلم المعلم وقال ان ماقامت به تركيا هو أمر تعسفي , وماذا سيفعل المعلم ومعلمه أزاء التعسف التركي ,الذي رفع علمه على هضبة في قرية أشمة السورية والبعيدة حوالي ٢ كم عن حدود تركيا حيث سيستريح سليمان شاه في رفات مناسبة بعد ان انتقلت الرفات للمرة الثانية خلال القرن الماضي
اذا اعتقد الأسد على أنه سينتصر على هذا الحشد من اعدائه فهو بالواقع مختل عقليا , القوة العسكرية لها علاقة مباشرة بالعدد والعدة واعداء الأسد متفوقون بالعدد والعدة فلماذا يعاند بشار الأسد ؟ لاسبيل لانقاذه حتى لو ظهر المهدي