كما ارادها بشار ..عن داعش والطائفة العلوية
بقلم:غسان مفلح
كان يجب أن يكون العنوان عن داعش والسوريين، لكن هكذا أرادها الاسد بجرائمه بحق شعبنا السوري، التي قل نظيرها في التاريخ القديم والمعاصر. عندما أراد داعش أراد حضورها وغض الطرف عنها، لكي تحضر ضد الثورة وتشوه صورتها، وتفعل ما فعلت.
في لفتة لا تحتاج لكثير من الاشارات للتدليل على انعدام الضمير، هو وملالي قم في طهران. ولا تحتاج أيضا للتدليل على إن باراك اوباما كان يغطي هذه الخطوة الداعشية من خلال تغطيته للاسد وجرائمه. عندما كانت داعش تقتل بقيادات الجيش الحر وتجتاح المناطق المحررة، بمساندة برميلية وصاروخية من جحافل الاسد، كان الموالون يهللون لداعش، على ماتفعله بالمناطق المحررة من اسدهم. يبررون التنسيق معها من قبل الاسد. لم نسمع صوتا مناهضا لداعش من هؤلاء إلا عندما اعدمت داعش بطريقة اجرامية جنود الاسد في الطبقة والفرقة17 الشهر الماضي.
قبلها كل افعال داعش كان مرحبا بها. كان العنوان لديهم داعش والسوريين” فخار يكسر بعضه” كما يقول المثل. أما بعدما قامت داعش بما قامت به، اصبح العنوان داعش والعلويين.. لكن السوريين لم يتخذوا نفس الموقف من جرائم داعش. المعارضة كلها ادانت داعش والنظام معا وحملتهما مسؤولية ما حدث بالطبقة. سلخ ممنهج ودموي قام ويقوم به الاسد، لسلخ العلويين عن سوريتهم. لا اتحدث عن التقسيم والجغرافيا السياسية. بل اتحدث عن الجغرافيا النفسية في التقسيم. الجغرافيا الوطنية بالهم المشترك.
نعم اراد آل الاسد بناء جدار من الدم بين العلويين وبقية السوريين. كي يبقى العلويون حراسه وبقية الشعب السوري عبيده. الخطورة بالامر هنا، أن يتحول هذا الجدار إلى جدار فصل عنصري من جهة، وتقسيم على الارض من جهة أخرى. الواضح بعد ما قامت به داعش، أن آل الاسد قد احكموا سيطرتهم على الطائفة. يطرح بعضنا كيف يمكننا مواجهة هذه السياسة؟ ما يبنى بالدم من جدران عازلة يحتاج ربما لسنين طويلة لأن تمحيه من الضمائر حتى لو محتيه في السياسة.
قبل داعش لم يتم ارتكاب أي مجزرة من قبل جماهير الثورة وقواها المسلحة بحق العلويين. رغم ان الامكانية العسكرية كانت قائمة. هذا مؤشر على أن جماهير الثورة السورية هي كانت وماتزال الحاضن الحقيقي للسورية المتطلعة للحرية، بينما جماهير الموالاة هي الحاضنة الحقيقية للسورنة والجريمة، التي قادتها جرائم الاسد باقتدار مدعوم دوليا. بعض الاصوات تطالب بادانة كل جريمة تقوم بها داعش، وتطمينات من الجيش الحر!! الذي يواجه داعش ايضا واسدهم مستمر في قصف المدن السورية التي لاتتواجد فيها داعش، بل لايزال يمهد لها الطريق في هجومها على الجيش الحر المتواجد في تلك المناطق، بقصفها بالصواريخ والبراميل، شمال حلب وادلب نموذجا.
لا يخفى على أحد أن داعش احتلال خارجي من مرتزقة تم تغطيته دوليا، أو لنقل غض الطرف عنه. على رأس من غطاه ليدخل سورية هم إيران وروسيا والاسد والمالكي. على مبدأ ملالي قم “اضرب السنة بالسنة” رغم ان داعش قوة احتراب ما فوق قومية وما فوق دينية بالتالي، وإيران تنظر لهم بوصفهم اداة سنية لضرب السنة وهنا السنة هم جماهير الثورة السورية.
رغم خبث بعض المثقفين، من أن داعش هي النموذج السني للحكم. هذا النموذج غير الموجود إلا في تهويماتهم في الواقع. لأنه لا يوجد في التاريخ الاسلامي النموذج السني للحكم. هذه محل نقاش آخر. داعش هي اجتهاد سياسي معاصر لزوم السياسة الدولية والاقليمية، توجت بالقاعدة وطالبان. لاداعي للحديث عمن كان خلف افغانستان وماجرى فيها. الآن يتحدث بعضهم عن الخوف على العلويين من داعش.
هؤلاء لم يتحدثوا عما فعلته وتفعله داعش بالسنة في سورية والاكراد والمسيحية في الموصل. لم يعد هنالك ضمانة لاحد من الموت في سوريا. كل هذا بفضل الاسد. كل الكذب الاسدي مكشوف لكن مواليه لا يريدون تصديقه. هنا تكمن المشكلة، والسؤال لماذا لا يريدون تصديق ان اسدهم كذاب في كل ما قاله ويقوله؟ في الاجابة ربما ما يجعل شعبنا يتجاوز جدار الدم هذا.. على الاقل يضع لبنة في هذا البناء الجديد لسورية الجديدة.
عدنا إلى المربع الاول عند بعض النشطاء وكثر الحديث عن دولة المواطنة. من يقرأ ما يكتب الآن، يظن أن الشعب السوري لم يسمع من قبل بدولة المواطنة، ولا يعرف ما هي!! ولا الاسد وقتلته لايعرفون معنى دولة المواطنة!! لا يوجد مواطن سوري- عدا قلة هم كتلة الاسد وبعض الاسلاميين!!- لايريد دولة المواطنة وأن تصبح سورية مثل اي دولة اوروبية. حتى في بلاد المهجر السوريون اكثر جاليات تلتزم القوانين، ونسبة الجريمة والتشدد الاسلاموي بينهم ضعيف مقارنة بغيرهم من الجاليات. أتحدث هنا عن متابعات في فرنسا والمانيا وسويسرا وبلجيكا. ثنائية داعش والاسد جزء من حلها أن يصبح العلويين خارجها. لهذا يجب اسقاطها.
من يعتقد من السياسيين أنه عندما يفلس يهرب باتجاه الحديث والكتابة في مواضيع ذات طابع تنظيري، مثل دولة المواطنة وقضية حقوق الانسان، والاسلام السياسي..الخ المعزوفات التي كانت تلاك تحت بسطار الاسد. إنه اعتقاد فاشل. السياسة هي المدخل والمخرج وفيها يتم البحث والتثقيف.. بعد إذن داعش والاسديين وبعض المثقفين والناشطين.
استنتاجا يمكن القول على أنه للثورة طيف جماهيري واسع وللسلطة طيف جماهري ضيق , وطيف السلطة تقلص الى حدود داخل الطائفة العلوية , وحتى العديد من أفراد هذه الطائفة لايرون في بشار الأسد الا بلية لابد منها ..انهم خائفون من داعش ومشتقاتها , وللخوف تبرير مقبول ومنطقي
ليس من المنتظر ان يتمكن الأسد من الديمومة في وضع يتمثل بهيمنة جزء كبير من الطائفة العلوية على ماتبقى من الشعب السوري ..ذلك مناقض للتاريخ , الا أن العديد من أفراد هذه الطائفة لايجدون مفرا آمنا , وبالنهاية سيجد هؤلاء المفر المنطقي عبر اتحادهم مع بقية الشعب وفك ارتباطهم مع عائلة الاسد , ذلك الارتباط الذي لم يقدم لهم الا الموت للعديد منهم والاثراء للقليل منهم , سيجد الكثير من أبناء هذه الطائفة على المدى القريب على أنه لامستقبل لهم مع الأسد , والآن يمكن رؤية هذا المستقبل بالعين المجردة … مئات من القرى أصبحت خالية من العنصر الشبابي , وما بقي من الكهول والأيتام والارامل هائم على وجهه بعد أن خسر الغالي ولم يكسب حتى الرخيص وان لم يتمكن هؤلاء من ادراك ذلك اليوم فسيدركون ذلك غدا أو بعد غد اذ لامصلحة لهم بالتيتم من اجل بشار الأسد وحتى لامصلحة لهم بالتيتم من اجل الوطن الذي حوله الاسد الى قاتل للمواطنين , لايجوز للوطن أن يقتل لأان وظيفةالوطن هي احترام الحياة , الوطن الذي يقتل هو قاتل ومجرم وجدير بالخيانة (محمد الماغوط).