فعلا انها سلالة متميزة !

بقلم:ايلي عبدو

توفي باسل الأسد في حادث سيارة على طريق المطار  ,, أصبح شهيدا  وأعلن الحداد أربعين يوما  , وهل عرف المجتمع السوري  ضابطا توفي   بحادث سيارة  في دمشق  ثم  أعلن الحداد العام أربعين يوما ؟وهل عرف المجتمع السوري  ضابطا   توفي بحادث سيارة   وأطلق اسمه بعد ذلك على الصغير والكبير ..مطار باسب الأسد  ,  مكتبة باسل الأسد مشفى باسل الأسد  ..الخ , حتى مدرسة اللاييك الدمشقية العريقة  لم تسلم من تدنيسها  باسم الأسد  ,   اربعين يوما من الحداد العام , وقبل أربعين يوما تم ذبح ٤٠٠  ضابط  من قبل داعش  ولم   يعلن  الحداد عليهم لمدة أربعة دقائق.

بعد وفاة مانديلا  اعلنت الجامعة العربية الحداد لمدة يوم ,  وأعلنت مصر الحداد لمدة ثلاثة أيام , أما  الجزائر فقد اعلنت الحداد لمدة  ثمانية أيام  , وفي تونس  اعلن الحداد لمدة  يوم  , وفي موريتانيا  قام الحداد لثلاثة أيام  , وفي الضفة الغربية ليوم واحد ولم يستمر اعلان الحداد على كينيدي  أكثر من أيام   ,  ولا يوجد زعيم عالمي طال الحداد عليه كما طال على  باسل الأسد وعلى والده أيضا !.

ماذا يمكننا  استنتاجه  من  ذلك ؟. يمكننا استناج  مايلي  , عائلة الأسد تعتبر  نفسها  فردا فردا من عظماء التاريخ  وحيث  أقلعت  النساء عالميا عن  انجاب العظماء بعد ولادة  أبو سليمان   وبعد ولادة   محروسه  باسل  ,  لماذا  كل ذلك ؟

ونحن ننظر الى سوريا الآن  بعد نصف قرن من  حكم العائلة  لانر من العظمة الا الخراب  ولا نر من  الرفاهية الا الجوع  , كما أننا لانر  من  استرداد المسلوب من أرض الوطن  الا زيادة استلاب الوطن  , ولا نر من الاستقلال  الا  استعمارا  داخليا  مقرون باستعمار خارجي , أننا لانر مجتمعا سوريا  وانما جماعات  تعيش على الأرض السورية  وتعيث بهذه الأرض فسادا  ,  الدولة التي  قامت   وتطورت بشكل واعد بعد ١٩٤٦ فقدت كل معالم الدولة  , وحسب رأي الصليب الأحمر الدولي  لايوجد في سوريا الآن الا  جماعات مسلحة  ومنها جماعة الأسد المسلحة , أي أنه لاتوجد دولة   لأنه لايوجد قانون  ولا يوجد قضاء  ولا  يوجد عقداجتماعي .. يوجد العديد من السلطات  وكل منها   تقوم بعملية الجباية ,وأكثر   عمليات الجباية  وقاحة وحماقة  هي عمليات جباية  سلطة الأسد , التي تعتبر نفسها لحد الآن  شرعية  ومسؤولة  عن البلاد , وماهي معالم هذه المسؤولية ؟.

السلطة المسؤولة   هي السلطة  التي توفر الأمان    وتحمي الحدود  وتسيطر على  أرض الوطن , كما أنها السلطة التي تترجم توفيرها للأمان  ترجمة صحيحة , هناك  الأمان الغذائي  الغير متوفر  بوجود ١٢ مليون جائع , هناك الأمان  السياسي  الغير متوفر في الديكتاتورية  , هناك الأمان الفكري الغير متوفر  في جمهورية الخوف  , هناك  الأمان  النفسي والجسدي  الغير متوفر  عند نزوح ولجوء حوالي ٧ مليون سوري  , هناك الأمان  العرقي الغير  متوفر  تحت سلطة عائلية , هناك الأمان  الاقتصادي الغير متوفر  بوجود  الفساد الأسطوري   , هناك أمان العدالة الاجتماعية الغير متوفر  بغياب القضاء  , هناك  الأمان بما يخص العمل  , وهذا غير متوفر  بوجود  عطالة عمل لاشبيه لها في العالم  , هناك الأمان الثقافي  الغير متوفر  عند ملاحقة المثقفين  والمفكرين  , …الانسان السوري يعيش  بدون أمان  , وهذا ليس بالجديد  !.

العائلة  تريد أن تحكم والى الأبد  , وتريد أن تسرق والى الأبد  , وتريد  أن تفسد والى الأبد  وتريد منا  تتويج  أفرادها  بتاج العظماء  والملائكة  قسرا  , ومن لايتوج  المرحوم باسل  ووالده  يدخل السجن والى الأبد أيضا .انها فعلا تشكيلة غريبة رهيبة , ولا عجب أن تقود هذه التشكيلة البلاد  الى ماهي عليه اليوم  ..انقاض !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *