دفاعا عن السيد الرئيس بشار حافظ الأسد

بقلم : خطيب بدلة

حاصَ شانئو السيد الرئيس بشار الأسد، ولاصوا،… وفتشوا، وبحبشوا، ولابوا، ونكشوا الأرض من تحت خطابه التاريخي (بالمناسبة: كل خطابات هذا الزلمة تاريخية!)، مُؤَمِّلين أن تسعفَهم فطنتُهم، وتساعدهم الظروفُ والحيثيات إلى التقاط ثغرة، أو مشكلة، أو زللاً ينفذون منه لتحقيق مآربهم، دون جدوى، فالرجل كان، والحمد لله، في قمة التوازن، وخطابُه في ذروة المتانة والإتقان. 

قالوا: كان حرياً به، من أجل الشرعية الدستورية، أن يخطب، ويؤدي القَسَم أمام مجلس الشعب، انسجاماً مع مبادئ الدستور. 

وبذلك يكونون قد ارتكبوا خطأ أقل ما يمكن أن يقال فيه إنه «قاتل»، فالسيد الرئيس ما عاد بحاجة لإثبات شرعيته أمام أحد، لأن والده، القائد الخالد حافظ الأسد، هو من أكثر رؤساء العالم شرعية،… فهو، للإنصاف، لم يكن ينوي أن يغتصب السلطة في سوريا- كما يروج الشانئون أنفسهم- بل إنه لبى نداءات الجماهير السورية التي كان بعضها يغني له: «قود السفينة يا معلم»، وبعضها الآخر يقول: «طلبنا من الله المدد- فجاءنا حافظ الأسد»، وحينما حاول الإخوان المسلمون أن يزحلقوه ضربهم ضربة لا ينبت فوقها شعر، وقتل، كرمى لخاطرهم، عشرات الألوف من السوريين، وبذلك ارتفعت شرعيته حتى بلغت الأوج. 

وفي سنة 2000، حينما توفي القائد الخالد (والشانئون يقولون: نَفَق)، اندفعت الجماهير الكادحة، وغير الكادحة، تتوسل للدكتور بشار الأسد أن يتقدم لقيادة السفينة، لسبب بسيط جداً أن سوريا، وكان تعداد سكانها قليل جداً لا يتجاوز 22 مليون نسمة، كانت تعاني من «قحط» في الرجال بشكل فظيع، إذ لم يكن فيها رجل واحد يصلح لهذه المهمة التاريخية! فابتسم الدكتور بشار، واعتذر للشعب عن هذه المهمة العظيمة، لأن عوده- يا قلبي عليه- ما يزال طرياً، وخبرتُه في السياسة لم تكن على ما يرام، أضف إلى ذلك أن الدستور الذي عَلَّمَه والدُه أن يحبه ويحترمه، لا يسمح بتوليه مقاليد الحكم! فهدرت الجماهير- يا قلبي عليها- وهاجت، وماجت، وقالت له بلسان حالها: 

– بلا دستور بلا بطيخ مبسمر! عندك أخونا عضو مجلس الشعب «أبو خالد إخلاصي»، يعدل أحسن دستور في خمس دقائق!… 

ولكن أبا خالد، واللجنة التي شكلها من أعضاء المجلس، خيب ظن الجماهير وعدل الدستور في أربع دقائق ونصف فقط! 

ثم كيف يخطب في مجلس الشعب؟ ألن يكون، وقتها، هدفاً واضحاً لنيران العصابات الإجرامية المسلحة التي تنفذ المؤامرة الكونية عليه؟ 

ههنا عاد المُبغضون إلى الصيد في الماء العكر وقالوا: ولكن «المدعو» بشار الأسد كان مستبداً مثل والده، بدليل أنه حكمنا أربع عشرة سنة بموجب ما يسمى «الاستفتاء»، حيث ترسل القيادةُ القطرية اسمه إلى مجلس الشعب، بوصفه مرشحاً رئاسياً وحيداً، ومجلس الشعب يوافق، ثم يقوم عناصر المخابرات بإجبار الناس على كتابة كلمة «نعم» للقائد، ولجان الاستفتاء تنتخب بالنيابة عمن يحضر وعمن يغيب، وعن الأحياء والأموات، وعن أطفال الأنابيب، والخُدَّج، دواليك حتى يكون عدد المستفتين أكبر من عدد الأشخاص الذين يحق لهم الاستفتاء! وينجح الزلمة، وتطلع النسبة تسعات فاصلة تسعات!

هذا الكلام، هو الآخر، مردود على أصحابه.. لأن فيه استهانة واضحة بأعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، إذ يتم التحدث عنهم وكأنهم «كَوْرَس» يرددون ما يُملى عليهم دون مناقشة أو تفكير، وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء مجلس الشعب السوري الذين عُرِفَ عنهم الولعُ بالرفض، والممانعة، واستخدام حرف النفي (لا) حيال أي مشروع يطرح عليهم.. ولكن، ولأنهم مُنْتَخَبُون من قبل الشعب، والشعب يريد أن يكون بشار رئيساً، لا يسعهم إلا أن يستجيبوا لرغبات الشعب، ويقولوا «نعم» للقائد التاريخي.

ولعل أخطر ما ورد في ترهات مبغضي السيد الرئيس هو انتقادهم لما ورد في حديثه حول الأخلاق. ولا سيما قولهم: من أين له الأخلاق؟

أنا، محسوبكم، أريد أن أخبركم من أين جاءت له الأخلاق.

فالرجل، عدا عن كونه رئيساً ابن رئيس، وعدا عن كونه طبيباً مثقفاً ومتعلماً ومهذباً، متأثر بوالده الذي خصص، في الثمانينيات، خطاباً طويلاً عريضاً لموضوع «الحَنفية»، أو، كما يقال، في دمشق: «الفيجة»!

قال، وقتها، إن كنتم تذكرون: إذا رأينا مواطناً سورياً يمر بحنفية مياه تنقط، ولا يقوم بإصلاحها، وتركيب «جلدة» لها، يجب أن نتعامل معه بالتنديد والتشهير.

ولك يا أخي قسماً بالله عيب عليكم. إذا كان والده، وهو رجل لم يحصل من العلم سوى البكالوريا، حريصاً على أموال الشعب إلى درجة حرصه على الحنفية، فكيف لا يكون، وهو الطبيب المختص بالعيون، أخلاقياً إلى هذه الدرجة المرعبة؟!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *