الجيش العقائدي ..وطن ..شرف ..اخلاص

بقلم:  عبدو قطريب

ألا يحق للمواطن السوري  أن يسأل   جيشا في عيده  التاسع والستين  عن منجزاته   ثم مقارنة  هذه المنجزات مع تكاليفه , وبالنهاية يحكم المواطن على  هذه المؤسسة أي مؤسسة الجيش   بما يراه مناسبا ,  ,اول  أمر  يخطر على بال المواطن  هو أمر عقائدية الجيش  ,  وهنا  ليس السؤال  ان كان الجيش وطني أو غير وطني ,  وانما  عن مدلول  مفردة  “عقائدي”   وما هو القصد منها تماما , علما بأن  العالم لايعرف الاما ندر جيوشا عقائدية ,

كتاب الجيش العربي السوري    يوضح الأمر  , والمنطلقات  النظرية لحزب البعث توضح الأمر أكثر  , هذه المنطلقات  ترفض  مبدأ  ابعاد الجيش عن السياسة  , وذلك حرصا على  عدم  حرمان جزءا من الشعب  من ممارسة حقوقهم السياسية  ,   وفي مقررات الحزب  قيل ان الجيش العقائدي   ليس جيشا للحرب فقط , وانما للاعمار أيضا  ,  جاء أيضا في في المنطلقات النظرية  للبعث   ضرورة كون هذا الجيش  مستندا الى أبناء الطبقة الكادحة  وأن يلتزم   عقيدة الحزب والثورة ,  ومن هنا  فانه  من الواضح على أن الجيش هو جيش البعث  البعثي  الملتزم  بالحزب  ,  وبعد أن   تحول البعث الى الأسدية  , يجب القول  على أن الجيش  أصبح جيش الأسد  ,  والأسدية لم تبخل على هذا الجيش باللقب والاسم المناسب , لقد سموه , وبحق, كتائب الأسد.

بعد الغاء المادة الثامنة  , لم يعد , على الأقل نظريا, حزب البعث قائد الدولة والمجتمع  , الا أن الجيش بقي  “عقائديا ” أي بعثيا  ,  أي انه  في سياق التعددية  والتوازي بين الفئات السياسية  ,هناك فئة تملك جيش  , وهذه الفئة هي فئة البعث أو فئة الأسد , ومن هنا  فانه من المنطقي  الغاء  عبارة  الجيش العربي السوري  , لأن هذا الجيش  ليس عربي  ولا هو سوري , انما  هو بعثي  وأسدي , وعندما  تؤسس فئة    سياسية في دولة ما  جيشا خاصا بها  يطلق على هذا الجيش اسم “ميليشيا” , فالجيش حكر على  الدولة بكامل  فئاتها  وليس على الاسد أو البعث , بينما الميليشيا  فهي حكر على فئة معينة  , وبهذه الميليشيا   قد تحارب هذه الفئة الفئات الأخرى  , كحزب الله مثلا  , وهل يمكن   تسمية كتائب حزب الله  بالجيش اللبناني  , ثم هل يمكن  تسمية فصائل داعش  العسكرية  بالجيش العربي السوري , لذا فان المواطن  هنا ينطلق من  ميليشيا وليس من جيش  , والمواطن الشيوعي مثلا  يسأل نفسه هنا   عن علاقته بميليشيا الأسد  , ولماذا عليه  تمويل هذه الميليشيا  , واذا  كان للأسد  تشكيل ميليشيات خاصة به  , فلماذا لايحق  للشيوعي  أن يشكل أيضا  ميليشياته  , أي  اننا هنا بصد حالة  تكاثرها منطقي , اننا في في “كيان” دولة  الميليشيات  , لذا  لايستحق هذا الكيان  اسم دولة    ,  ولا نختلف هنا  على  اطلاق الاسم المناسب   لهذا الكيان  الذي هو بالتأكيد  ليس بدولة  وانما  من اللائق به على سبيل المثال تسميته   بكيان العصابات  أو غير ذلك ..كيان الطوائف  ..كيان العائلات    او كيان المافياويات أو كيان الشبيحة  أو كيان المرتزقة  ..الخ

ماذا فعلت هذه الكتائب  بشكل عام في السنين السبعين الأخيرة ؟  هل يمكن القول على  أنها عمرت  أو بنت  أو احترمت الديموقراطية  أو الحريات  , وهل يمكن القول على أن  هذه الكتائب لم تكن   فاسدة  ؟  وكمثال بسيط   هل يعرف المواطن  الساذج  كيف يصل  دخل  العقيد أو المقدم  أو اللواء  الساحلي  الى أكثر من ملاين الليرات ؟  الجواب  يعطيه بكل صراحة   جندي  أو رقيب أو ملازم  في الخدمة الالزامية , حيث يجلس هذا المجند في بيته  ويمارس  عمله الخاص به   دون أن يلتحق بقطعته  ,  وعند السؤال عن آلية ذلك  يأتيك الجواب  التالي  , هذا المجند يدفع  لقائد قطعته  اولا راتبه الشهري  وثانيا  راتب آخر يتفق عليه مع قائد القطعة   , حتى يصل المجموع الى   حدود  ال ٥٠٠٠٠ الى ١٠٠٠٠٠ ليرة سورية  ,  واذا   تمكن قائد القطعة من ارسال  ١٠ الى ٢٠   عسكري الى بيوتهم   ويتقاضى  من خلال ذلك  مبلغا   أكثر من مليون ليرة سورية  , لذا فانه بامكان السيد العقيد  بناء الفيلات    ثم  ممارسة تمويل الأعمال التجارية  .. شركة القدموس هي شركة  يملكها  عمليا علي دوبا ,  والعقارات التي يشتريها   السيد  وهيب  الغانم  في طرطوس  هي عقارات تعود ملكيتها  الى  صهر الرئيس المتوفي  لآصف شوكت , وحتى رأس المال الذي  يعمل  به تاجر الحديد  وهيب الغانم  هو  من مال الضباط  آصف شوكت  , ومعظم تجار السيارات  يعملون  بمال الجنرالات , ومن هنا  يصطدم المواطن  بحقيقة مرة ثانية  , الأولى  كانت  اشكالية الوطنية  ,  وقد  تعرف المواطن على جيشا  ليس بالجيش الوطني , وانما  ميليشيا خاصة  , والثانية  هي  اشكالية “الشرف” , أين هي هذه الأفعال من الشرف المدني أو العسكري ؟؟

الاشكالية الثالثة هي  اشكالية “الاخلاص”  وعلى  دباباتهم  يكتب أفراد هذا الجيش (ميليشيا)   عبارات  تدمغهم  بخاصة عدم الاخلاص للوطن  .. الأسد  أو نحرق البلد  !!,  الأسد أو لا أحد  !!, هذه شعارات  تدل على أن الأسد أولا  وبعد الأسد يأتي  البلد  , وهذه الشعارات  هي غير شعار وحدة حرية اشتراكية  , هذه الشعارات تطبق  بحذافيرها  ,  ونراهم الآن يحرقون البلد من أجل الأسد  , أي أن  اخلاص  الميليشيا هو  لرب عملها   أي للأسد ,  الذي يرغم البلد على  دفع تكاليف فرقته العسكرية , انه بذلك يسرق البلد “قانونيا”  اضافة الى سرقته للبلد بشكل غير قانوني  ,  والسؤال   هنا  هل من  الواجب الاحتفال   بذكرى تأسيس هذه الميليشيا قبل  حوالي السبعين عاما  ؟؟

لقد  اقتصر   البحث هنا  على  شعار الجيش ..وطن ..شرف ..اخلاص  , ولم  أتطرق الى  مواضيع أخرى  مثلا الانقلابات العسكرية   ثم  تدمير المدن   وقتل الناس  ..هل  فعلت اسرائيل بغزة  أبشع مما  فعلت ميليشيات الاسد بالشعب السوري  , وهل فعلت اسرائيل   بسوريا  كما فعلت كتائب الأسد بها  , ثم عن  نتائج الحروب  التي  اشعلتها  مراهقة  العسكر وغباء  وزير دفاعهم عام ١٩٦٧  ,  هل  استرجع  “الجيش العربي السوري” شبرا واحدا من الأرض المحتلة ؟  باختصار لايستحق هذا الجيش  الا الازدراء  ويا ليته  لم يولد  !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *