وزاد في الطنبور نغما! جريدة البعث وثقافة الدبكة

بقلم :نضال المارد

أطلت علينا جريدة البعث بعددها من يوم ٢٥-٥-٢٠١٤  قائلة “عبثاً تحاول بعض الدول المتآمرة على الشعب السوري التشويش على الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية والتأثير في معنويات وإرادة السوريين ورغبتهم باختيار من يقود بلادهم في المرحلة القادمة، فمنذ إعلان رئيس مجلس الشعب عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، لم تتوقف هذه الدول يوماً عن التحريض السياسي ضد الدولة السورية، في سعي منها لتعطيل الحياة السياسية في سورية وحرمان أبناء سورية من ممارسة حقهم الدستوري، الذي كفلته الدساتير العالمية وتضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بنص صريح وواضح، كما لم تتوقف مجموعاتها الإرهابية المسلحة عن ممارسة أساليب القتل والإرهاب بحق أبناء الشعب السوري، في محاولات أخيرة للنيل من صمود الدولة السورية، والتشكيك بقدرتها على القيام بواجباتها الدستورية والقانونية، لكن السوريين، وبالتوازي مع تلك المحاولات، يثبتون يومياً إصرارهم على قهر الإرهاب ومموليه وداعميه، ويبدون رغبتهم في حياة حرة كريمة بذلوا لأجلها أغلى ما يملكون.”

لقد كانت سطور البعث مقطعا من مقالة أطول , وما اختذلته من المقال ليس ذو قيمة كبيرة , اذ   انه يقتصر على  توصيف  حالة الأهازيج والفرح  والدبكة  في مختلف انحاء سوريا  الخاضعة للسلطة الأسدية  ,  ولم   تخبرنا الجريدة الغراء عن    حالة الدبكة   مثلا في درعا أو دير الزور أو ادلب  او حلب  أو غيرهم من المناطق التي لاتخضع لسلطة الأسد , كما قلت فان موضوع ثقافة الدبكة  التي تمارسها قطعان من الشعب السوري  ليست  مصب اهتمامي  ,  فالمهم  هو ماقالته الجريدة  عن  الدول المتآمرة  التي  تشوش على  الاستحقاق الدستوري  لانتخاب رئاسة الجمهورية  ,  وهذه العبارة  أدهشتني ان لم أقل أذهلتني   بصفاقتها  ووقاحتها , لأنها  تستحمر البشر  وتعتمد كليا على خاصة   فقدان  الذاكرة  عند  الشعب , والشعب لايفقد ذاكرته بتلك السهولة ,   وأي من أفراد  الشعب الذي  تحاول الاسدية تحويله الى قطيع  يتذكر تماما ويعرف بما فيه الكفاية  عن الاستحقاقات  الدستورية العديدة في نصف القرن الماضي  , وكيف  تعاملت الأسدية مع هذه الاستحقاقات  التي تم رفسها  بالبوط العسكري  ,  هل كان   اغتصاب الدستور عام ٢٠٠٠  استحقاقا دستوريا  ؟ وهل  كانت نتائج الاستفاء  دستورية ؟  وهل  اتى الأسد الأب الى سدة الحكم دستوريا  ؟ وهل تم توريث السلطة بشكل دستوري ؟ ..لاهذا ولا ذاك ! , والتشدق بالدستور  هو فصل تهريجي   بايخ , ولا أظن على أن  مواطن ذو عقل  يأخذ هذا الكلام مأخذ الجدية , انها اللغة الخشبية المخاتلة الكاذبة التي   تعودنا على سماعها  منذ عقود .

الطامة الكبرى   كانت  في  العبارة  التالية ” لم تتوقف هذه الدول يوماً عن التحريض السياسي ضد الدولة السورية، في سعي منها لتعطيل الحياة السياسية في سورية وحرمان أبناء سورية من ممارسة حقهم الدستوري”   فتعطيل الحياة السياسية  لمدة خمسين عاما  كان  من صنع الدول المتآمرة  على الشعب السوري , وليس من صنع الأسدية , ولما كان تعطيل الحياة السياسية   في نصف القرن الماضي  أمرا  لاشك به   ولا شك بفاعله , لذا يمكن  الاستنتاج  بأن الأسدية انصاعت في تعطيلها للحياة السياسية  لرغبة الدول المتآمرة  , أي أن الدول المتآمرة هي التي فرضت على الأسد  ادخال المادة الثامنة في الدستور , وهي التي  قالت للأسد عليه بسجن  من له رأي آخر  , وهي التي ابتدعت    منظومة سجناء الرأي  , وهي التي  ادخلت   مئات الألوف من المواطنين الى السجون   حيث  تم قتل  عشرات الألوف منهم تحت التعذيب  , وهي التي أوعزت للأسد   بالقاء البراميل المتفجرة على الناس   وهي التي أطلقت الرصاص على المتظاهرين  ..الخ  , من كل ذلك  يجب القول على أن  القائد الخالد  والقائد الى الأبد   انصاعوا الى  أوامر  الدول المتآمرة  وفعلوا فعلتهم المنكرة  , هل  هذا  صحيح ؟؟؟ , واذا صح ذلك ! فهل من الحكمة انتخاب  شخص  تبت انصياعه  للدول المتآمرة ؟.

للحديث تتمة  عند جريدة عند الجريدة الغراء ,  الجريدة تحدثت   عن الحق الدستوري للمواطن السوري  الذي كفلته  الدساتير العالمية    وتضمنه  الاعلان العالمي  لحقوق الانسان  بنص صريح وواضح ,  , أليس  ماقيل مهزلة ؟   وفي أي مناسبة  تم  احترام  حقوق المواطن السوري  في  نصف القرن الماضي ؟ , اليست الديكتاتورية  بطبيعتها  احتقار  لحقوق الانسان ؟  وعن اي دساتير عالمية تتحدث  جريدة البعث ,  وماذا  قالت المنظمات الراعية  للاعلان العالمي  لحقوق الانسان  حول  الأسدية  وطريقة تداول السلطة في سوريا ؟ ,ألم  تتم ادانة السلطة السورية  في الجمعية العامة للأم المتحدة   بتهمة  الاجرام بحق  الانسانية  , وماذا تفعل  محكمة الجنايات الدولية هذه الأيام  , أليست منشغلة باكمال   اضبارة  الاتهام  بحق  المسؤولين في السلطة  وعلى راسهم بشار الاسد ؟ .

قبل أيام   اسقط الفيتو الروسي الصيني  مشروع قرار فرنسي   في مجلس الأمن  طالب  باحالة الجرائم ضد الانسانية   التي حدثت في كامل  سوريا  الى محكمة الجنايات الدولية , فرحة  الأسد وأتباعه كانت كبيرة   بتعطيل القرار , لماذا  ياترى ؟؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *