هل المثقفون قتلة ؟؟

بقلم: نيسرين عبود

تحت عنوان  ” المثقفون القتلة !” كتب سليم عبود(لا أعرف ان كان الكاتب هو الروائي سليم عبود أو  شخص آخر يحمل نفس الاسم ) مقالا  قصيرا  نشره موقع  طائفي هو فينكس ,  والمقال  بدأ بالتناقض حتى في العنوان ,    فهل  أصلا  يوجد  مثقفون قتلة  , المثقف لايقتل  , والقاتل لايمكن أن يكون مثقفا , وحتى لو  بحثنا  في صفة “المثقف ”  واختلاف تعاريفها   ومضامينها  حسب  الدارس وحسب مدرسته  فلا نجد من قال  على أن المثقف يمكن أن يقتل باستثناء سبليم عبود  الذي  تحدث عن  المثقف القاتل .

لسليم عبود الحق  في انشاء مدرسة فكرية خاصة به  كمدرسة غرامشي  ومدرسة ادوارد سعيد , الا أن  ماكتبه سليم عبود  لايكفي  لانشاء هذه المدرسة  بعكس غرامشي وسعيد , فحديثه عن دور المثقف  تحول الى ثرثرة بعد أن  ربطه  بالأسد , وهذا يعني  على أن  تحدث عن المثقف , وكأنه غرامشي الذي تحدث عن المثقف “العضوي” , ثم يستشهد  السيد سليم عبود  بأقوال من ادوارد سعيد  حول دور النثقف  الذي عليه معرفة الكثير  وتحقيق الكثير  , وكل هذا الكلام صحيح ,

فجأة  يقذف سليم عبود كل ماكتبه نقلا  عن  الكبار في سلة المهملات ,  وينتقل الى  النمض الأسدي   في التخوين والتكفير   والدعاية المبتذلة  ثم تشويه الحقائق  أذ قال  على أن المثقف  هو الذي رسم الخطوط العريضة للمشروع  “النهضوي، الوحدوي من عبد الناصر إلى حافظ الأسد” ,  والحقيقة هي أنه لم يكن للمثقف  أي دور  في رسم الخطوط العريضة لديكتاتورية الأسد أو ديكتاتورية عبد الناصر  , لقد كافح الأسد  المثقفين  وقتلهم وسجنهم  وشردهم  ومنع    الرأي الآخر  ومارس الارهاب الفكري , ومن هو ذلك المثقف  الذي نصح الأسد بالقيام بما قام به ؟  هل نصح المثقف باغتيال الفكر   ومنع ممارسة السياسة  , وأي مثقف نصحه  بارتكاب المجازر  ؟ وهل  تمكن االبعث  ومن بعده الأسدية من انجاب مثقف واحد ؟  وعلى هذا السؤال أجاب أدونيس بالكثير من الوضوح , البعث لايعرف الا ثقافة القتل  والمجازر والاستبداد  والاستعباد ..انظروا الى  رجال فكر الأسدية  من خالد العبود الى  بسام أبو عبد الله الى شريف شحادة الى  طالب ابراهيم  الى معاد محمد ..الخ  هل  يمثل هؤلاء  فئة “النخبة” المثقفة ؟؟.

وعن المشروع الوحدوي  النهضوي   ,فهل عبد الناصر  رجل الوحدة والنهضة ؟ ,   والى أين سار العالم العربي  تحت مشروع ناصر  والأسد  ؟  هل نرى وحدة ؟ وهل نرى نهضة  ؟ . لاوحدة ولا نهضة انما خيانة واجرام واعتباطية  وهزائم أما أسرائيل  , فقر وتشرذم وانقسامات  وأنانية  وتقتيل   وسياسة قادت الى   كوارث عملاقة   , وماذا بقي من سوريا  الا  الأشلاء  والتدمير والتقتيل   وحوالي عشرة ملاين مشرد وعشرة ملاين جائع ..وهل هذه نهضة؟ .

ثم يتابع  السيد  سليم عبود , حيث يصل الى استنتاج غريب عجيب :”في هذه المرحلة، أعداد كبيرة من المثقفين: من شعراء، وكتاب، وفنانين تخلت عن دورها الطليعي، إما بالوقوف السلبي على أرصفة الأحداث ترقب الوطن، أو باعت نفسها، وعقولها، وأصواتها، وإبداعها للأنظمة النفطية،ولأسياد هذه الأنظمة النفطية.
فكانوا” القتلة للشعب السوري”.

لايسمح  السيد سليم عبود للمثقف  أن يفكر  , واذا  فكر باتجاه لايناسبه  ويناسب معلمه بشار الأسد  فهو ضال  بائع لضميره  , ولا اعرف  كيف  يستقيم الصاق  صفة “المثقف ” على  بائع الضمير ,  وأين هي البراهين على  خيانة شخص مثل ياسين الحاج صالح أو صادق جلال العظم أو ممدوح عدوان  أو فؤاد الحميرة  أو  رندة قسيس أو  ديمة ونوس أو ..أو ؟ ثم يختتم الروائي  مقاله بالسؤال  :  “هل يلعب المثقف العربي اليوم الدور المطلوب منه في هذا الزمن الصعب الذي يمر فيه الوطن، أم انه أضل طريقه ، أو أن جهات اشترته ، ووظفت طاقاته في الاتجاه المعاكس.” , والجواب نعم يلعب المثقف العربي دوره  في هذا الزمن الصعب  وذلك بوقوفه  الى جانب  الحرية ضد الاستبداد  ووقوفه الى جانب  العدالة الاجتماعية ضد الفساد ثم وقوفه الى جانب الديموقراطية والشفافية  ضد الديكتاتورية  والاستغلال

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *