بقلم:عدنان بيضون
قد ينزعج البعض من تسمية الدولة التي يكثر الحديث عنها الآن بالاسم المجازي علويستان , الا أن لهذا الاسم شيئ من الصحة, فالحيث أصلاعن دولة علوية , وبما أنها علوية يجب أن تكون مذهبية , ومن هنا يأتي الجزء الأزل من علويستان اي علوي , والجزء الثاني هو الجزء المذهبي , أي “ستان ” وذلك استنادا الى باكستان وأفغانستان وحما ستان . الخ , وكل هذه الاٍسماء افتراضية , علينا بالانتظار !, فالأسد سيجد لهذه الدولة اسما ما, والمهزلة في هذه الدولة ستكون كاملة اذا أطلق الأسد عليها مثلا اسم دولة العلويين العلمانية , وأقرب الى الواقع تسميتها باسم يختاره لها ملالي ايران , لأن جمهورية ايران الاسلامية ستكون أول وآخر دولة تعترف بها وستقدم لها العون والدعم .
عندما لاتفكر السلطة ورأسها بما يدور من أفكار في رؤوس السوريين علويين وسنة ومسيحيين وغيرهم , فهي قاصرة , وعندما تفكر السلطة ورأسها بدولة أساسها وأسسها مذهبية في القرن الحادي والعشرين فهي أشد قصورا , وعندما يظن البعض على أن الفشل في سوريا الأكبر سيليه نجاح في الأصغر , سيان ان كان اسمه كردستان أو علويستان أو سوريستان فهم أشد قصورا , اذلامكان في العالم الا للمجموعات الأكبر أو الكبيرة , وتقسيم سوريا الصغيرة نسبيا الى دويلات أصغر , سيحول هذه الدويلات الى ملحفات , مثلا شمال قبرص التركي .
بما انه لامفر للدولة العلوية من الاعتماد على دولة ايران الاسلامية , لذا فانه من المتوقع أن تصبغ ايران هذه الدولة بصبغتها , سيكون هناك مرشد أعلى وسيكون هناك تشابه في الهيمنة المذهبية على الدولة , التي لايمكن لها أن تكون علمانية تحت الرعاية الايرانية , وبما أن العلويون يشكلون في هذه الدولة أكثر من النصف بقليل , لذا سينتقل المرض السوري المذهبي الى هذه الدويلة وسينخرها ويقودها الى العدم , الا أن هذلا التنخر سوف لن يؤثر على سلطة عائلة الأسد , التي تقتات من التناقض بين فئات الشعب , كما هو الحال الآن في سوريا وكما كان الأمر في نصف القرن الماضي .
لامستقبل لأي فئة في سوريا تريد دويلة , ذلك لأنه لانهاية لعمليات الانقسام والانشقاق , وحتى الأكراد أدركوا ذلك , وهم لايريدون أكثر من استقلالية جزئية , وحتى هذه الاستقلالية الجزئية كانت مرفوضة من البعث العربي , الذي اطلق اسم الجمهورية “العربية” السورية على البلاد , وعلى الجيش أطلق اسم الجيش “العربي”السوري,الذي تحول بعدئذ الى كتائب الأسد وتحولت سوريا الى سوريا الأسد ,وذلك تأكيدا على عروبة سوريا ونفيا لغير ذلك مثلا القومية الكردية , قاوم البعث الأسدي الأكراد وجرد الكثير منهم من الجنسية السورية, وأحاطهم بالحزام العربي وهجرهم ,وتابع الأسد العلوي العملية اذ أحاطهم بالحزام العلوي وقتل من قتل منهم وشن الحروب ضدهم , وذلك على الرغم من كون الأكراد “قومية” وليسوا فرقة مذهبية , فهناك الكردي العلوي والكردي السني والكردي المسيحي.
الشيئ الذي لا أستطيع فهمه هو التالي : لقد قاوم العلويون الذين يسيطرون على الجيش والأمن سيطرة تامة وعلى رأسهم عائلة الأسد التي تسيطر على الوضع السوري سيطرة كاملة الأكراد بكل وسيلة حربية , بالطائرات والدبابات والقنابل والتهجير والتشريد والغاء الجنسية ..الخ , وذلك لمنعهم من تأسيس كيان مستقل بعض الشيئ عن الكيان السوري (فيدرالية ..الخ) , والعلويون ورأسهم يريدون الآن بأكثريتهم تأسيس دولة خاصة بهم ومستقلة تماما عن الوسط والشرق السوري , والبعض يقول على أن مخططات اقامةهذه الدولة ليست في أولها ,انما في مراحلها الأخيرة , كيف نستطيع فهم السلطة التي حاربت الأكراد بلا هوادة , والآن تمهد للانشقاق كعلاج للوضع السوري المزري , مع أن السلطة هي السؤولة عن هذا الوضع , وكل سلطة في دولة ما هي السؤولة عن وضع البلاد , وبدلا من رحيل السلطة , تقوم هذا السلطة بترحيل جزء من البلاد لتأسيس كيان مستقل , وذلك ضمانا لبقائها على الجزء بعد أن فشلت في الكل .
لايمكن القول على أن فئات الشعب السوري لايمكن لها أن تعيش مع بعضها البعض , الا أن الحياة صعبة بوجود هيمنة فئة على فئة أخرى , وهل يشك أحد بوجود هيمنة علوية اساسها القسر العسكري والأمني في البلاد , هل يمكن القول على أن الطائفة العلوية تمثل ” النخبة” التي عليها قيادة البعير الى شاطئ الأمان ؟
لقد أخطأت الطائفة في انقيادها للأسد البائد , الذي غرر بها واقعها في مطب الانشقاق والانقسام كعلاج لوضع سيئ سببته السلطة بذاتها وبفسادها وديكتاتوريتها وانغلاقها وعنصريتها وتنكرها للعدالة الاجتماعية والمساواة بين البشر , انه الاحتكار لكل شيئ , المادة الثامنة.. والأسد الى الأبد أو الأسد أو لا أحد , أو سوريا الأسد أو كتائب الأسد , أومطرح مابتدوس بدنا نصلي ونبوس ..الخ, ومن يتعرض لكل هذا الاذلال والهيمنة والاحتكار لايمكنه الا أن يكره ويحقد , آملا أن يبقى للحب والتفاهم مكتنا ولو صغيرا …
طاب مسائكم !