من أوصل البلاد الى ماتريده “المؤامرة “؟؟

نبيهة  حنا

يؤمن  السيد بشار الاسد وأتباعه  بما يسمى المؤامرة  , وبفرضية المؤامرة يبررون  كل هزيمة  , اذ لولا “المؤامرة ” لكان هناك النصر المبين , وحتى مع  المؤامرة  انتصرت الأسدية دوما  في الحروب مثلا  ٦٧  و٧٣   وضد الأمريكان   وفي التحرر من الفقر   وفي ارساء قواعد الديموقراطية الغير مسبوقة في الشرق  ..الأسدية  كما  قال   المذيع جوزيف بشور  , لاتعرف الا اعراس الانتصارات , عندما نال الأسد الأب ١٠٠٪ من أصوات  الشعب السوري  وصف هذا المذيع (لا أعرف ان كان لايزال  حيا أو انتقل  الى رحمته تعالى )   الاستفتاء بأنه  “عرس ” الديموقراطية  , وبناء مدارس تحفيظ القرأن  تم وصفه  بانه “عرس” المدنية ” , وحسب  المذيع بشور لايعرف الأسد أبا وابن الا الأعراس  , أعراس الانتصارات على  العدو  محليا وعالميا  , انها المؤامرة  والمال والفساد العالمي  , الذي لاوجود له في سوريا  هو الذي  دفع  التطرف في أوكرانيا    للانقضاض على الشرعية المتمثلة بالرئيس  يانوكوفيتس  , والآن يتآمرون على فنزويلا  ,  المؤامرة أطاحت   بالأخ معمر في ليبيا    وبمبارك في مصر , والمؤأمرات  تتربص  بحزب الله  ونصر الله  وبالثورة الخمينية ,  التاريخ يبكي  على القذافي  وعلى يانوكوفيتس وعلى  زين العابدين وعلي عبد الله صالح  , التاريخ يفخر بالأسد وانجازاته  التي يراها حتى الأعمى في سوريا   ,التاريخ يفخر  بالقيادة الحكيمة   وبالقائد الفذ بشار الأسد الذي انتصر في الحرب الكونية على  ١٣٦ على الأقل  ,وذلك بالرغم من كون الشعب السوري مؤلف عمليا من عملاء تكفيريين فقط  ووهابيين ,  قادهم الضلال الى  المشاركة بالمؤامرة  والتي  سيفتك بها صمود وممانعة الأسد. 

لا  أريد انتهاج  أسلوب  الأسد  ومن ورائه بما يخص المؤامرة  والخيانة   , ولا أقول  على أن من يقف وراء الاسد هم  زبانية  وعملاء مأجورين  , انما أريد  القول مجازا  على أنهم  فئة تناضل من أجل القيم السامية  كالحرية والديموقراطية  والعدالة   الاجتماعية   وهم  لايدعمون الفساد ولا الطائفية  , انهم من قوم الشرفاء   , ولأنهم كذلك  فانهم يدعمون الأسد  وعائلة الأسد , ذلك  لكون هذه  العائلة تمثل تلك القيم  السياسية والانسانية السامية , وذلك  انطلافا من المبدأ الذي يقول  لايمكن أن أكون  حرا عند  تأييدي للاستعباد , ولا يمكن  أن أكون شريفا   عند مناصرتي للرزيلة , ولا يمكن أن أكون ديموقراطيا  عندما أدعم الديكتاتورية  ..الخ .

هل  يستقيم دعمهم للأسد مع  دفاعهم عن الحرية والديموقراطية  والعدالة الاجتماعية واللاطائفية  والنظافة  المسلكية   ؟  وهل  يمكن أن نجد في الأسد ماهو غير طائفي  لكي نقول ان هؤلاء  يدافعون عن المدنية  ؟  . لو قلبنا الأسد رأسا على عقب  وبحثنا   في رأسه  وقلبه  وعقله عن تلك القيم التي يدعي   اتباعه الدفاع عنها   , فسوف لن نجد الا العكس من ذلك , فلا هو  ذلك الديموقلراطي   , ولا هو ذلك التحرري , ثم انه  اقرب الى الجزار والجلاد منه الى البشر  , أي أنه  متنكص حيوانيا, وعن المسلكية النظيفة   والغير متمثلة بالفساد فحدث ولا حرج ,  وهل تعرف الانسانية حاكما  أفسدمن الأسد    , ألم يعترف شخصيا  بالفساد  الذي لايريد محاربته , ألم يعترف شحصيا بعدم وجود الديموقراطية  في دولة تحكمها  عائلته منذ ٥٠ عاما بشكل مطلق  , ومن اعاقه عن   نشر ديموقراطية قال عنها وزير خارجيته على أنها ستكون قدوة  غير مسبوقة في الشرق  , وهل  الأسد  ديموقراطيا”قدوة” ؟, هناك المئات من الأسئلة  التي تبرهن   أجوبتها على أن الأسد  ليس الا  فاشل  وأفشل الدولة السورية , أفغنها وصوملها  وقتل  شعبها  , وهدم بيوتها   وحرر الفساد من قيود الأخلاق والقانون ..الخ ,

الزبانية  تبحث لاهثة  عن مزابل شبيهة  بالمزبلة السوريا  لكي تتحسر عليها  , وقد وجدوا ذلك في   الأوكرائيني    يانوكوفيتس صاحب الخمس عشر مليار دولار ,  ووجدوا ذلك في  شبيهه الفنزويلي  ,  ولا أعرف سببا لافتتتانهم بيانوكوفيتس  عندما  يكونوا  كما يدعون  أحرار شرفاء وديموقراطنيين , لايكبرون ولا يكفرون   و يناصرون العدالة  والمدنية , ومن  يتبع الأسد  يؤيد  زميله يانوكوفيتس  بالرغم من التباين الشديد “كما”  بين بشار ويانوكوفيتس   ففي رزائله لايمثل  أكثر من ١٪ من رزائل الأسد   , قتل العشرات  , الا أنه لم يقتل مئات الألوف  كالأسد, نهب  ولكن ليس كالأسد,   أفسد  ولا يشكل افساده ٠,١٪ من افساد الأسد  , وديكتاتوريته  ليست مطلقة كديكتاتورية المعام بشار  , لم يهدم حجرا في حين هدم بشار البلاد ,  وطائفي لم يكن كالأسد  ,  انما  أحب المال كحب  الأسد للمال   , وأحب القصور  التي  لايعرف الأسد غيرها .

عندما نجد ذلك  التعاكس والتضارب  بين  الدفاع  نظريا عن مبادئ سامية , والدفاع عمليا عن  شحصية سياسية   لايتمثل  بها الا العكس  من هذه المبادئ  فماذا يمكننا القول عن هؤلاء المدافعين والمؤيدين ؟

  أبسط مايمكن قوله  هو ان هؤلاء كذبة  , ولا يمكن أن تربطهم مع الأسد  الا علاقة “الاسترزاق” أي أنهم مرتزقة , وبخصوص العمالة والخيانة  , فمن هو العميل الخائن ياترى ؟؟ واذا حولنا فرضية المؤامرة على سوريا تجاوزا الى نظرية , واذا  كان لهذه المؤامرة أن تخرب وتهدم  سوريا  وتقتل شعبها  , فمن هو  ذاك الذي  أوصل المؤامرة الى تحقيق  أهدافها ؟, الاجابة يجب أن  تكون بالصمت   أو  بالهمس   , والا تأتي المخابرات  للجرجرة   ..طاب نهاركم

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *