المسيحي المحبوب والعلوي المنكوب والسني المغضوب عليه

نبيهة حنا:

لايعرف المسيحي السوري  كم هو محبوب   وكم هو حرص  السلطة السورية  وغيرها   على حمايته ,أصلا لايعرف هذا المسيحي   أسبابا موضوعية لهذا الحب والحرص من قبل جماعات  لاتحب أحدا  ,المسيحي السوري  هو انسان عادي  ذو انتماء لوطن اسمه “سوريا”  ,ولا يعرف هذا المسيحي أي  معنى   لهذه الحماية التي يندثر الوطن في سياقها! , وكيف يمكن حماية المسيحي أو غير المسيحي عندما  يتحارب  الناس من   أجل  الأسد   أو  الخلافة  و تقوم قوة أو عصابة وفصائل  مسلحة  بتدمير وطن هذا المواطن  وذلك في سبيل  طائفة  أو  شخص أو عائلة …الأسد أو نحرق البلد !!!! ,من يحرق البلد  في سبيل الأسد أو  في  سبيل  الله  لايستطيع الدفاع عن أحد باستثناء نفسه  وخاصة مصالحه المادية الرخيصة .

رأيت  قبل  فترة  من  الزمن   حلقة  لا  أنساها   من  حلقات  الاتجاه   العاكس,  وقد تعجبت  من  بعض     أخطاء  فيصل    انه يدعوا الشبيحة لنقاش  أشخاص من علم وفهم , والحلقة التي  أعجبتني   وأحزنتي في  آن واحد كانت الحلقة التي جمعت شبيحا  وأمي سياسي اسمه   شريف شحادة  مع رجل الفهم والادراك والمعرفة  الذي هو ماهر شرف الدين , حلقة بدون توازن بين الأقطاب , فأر وفيل على طاولة !!!.

لقد استنكر فيصل القاسم  في  حلقة  سابقة  الطلب منه  عدم   دعوة  شبيحة,  قائلا  هذه هي بضاعة النظام   ولا يوجد أفضل منهم عند النظام  , وبذلك أكد  مقولة أدونيس   ,البعث لم ينجب مثقفا واحدا على مدى نصف قرن من الزمن ,وما قاله   شريف شحادة في هذه الحلقة  لايستقيم الا مع  تفكير بسيط بدائي عصبوي وتملقي , حيث  ظهر التملق  على أقصاه في نهاية الحلقة عندما رفع شريف شحادة صورة الأسد مؤشرا   على أن هذه البضاعة هي التي  ستقي العالم  من شرور الأشرار ..قائلا   النظام ليس طائفي لأنه لم يعيق حرية التعبد ..الخ  وكأن الممارسات الطائفية تقتصر على  أمر التعبد , طائفية الأسد ليست ذات  مضمون ديني  , والأسد ليس بذاك “المؤمن العلوي أو الشيعي ”  , وانما  يوظف  الأسد المشاعر الدينية  لتأمين الزبانية , والأسد لم يخدع بقية الطوائف كما خدع الطائفة العلوية , كما أن الأسد لم يلحق الأضرار بأي طائفة أخرى أكثر من اضراره بالطائفة العلوية  , التي هي من أكبر ضحاياه ,لنترككم  مع الحلقة  ومع المعلومات القيمة التي  قدمها  ماهر شرف الدين :

ااختذل شريف شحادة بتفكيرة الذي يدعو الى الشفقة عليه موضوع الطائفية بموضوع التعبد وبناء دور العبادة , جاهلا على أن  الانسان  لايعيش “ليتعبد” ولايعيش ليبني دور العبادة , وخاصة المسيحي  التي تربطه بشكل عام مع التعبد ودور العبادة وخاصة مع رجال الدين  علاقة  هامشية وهشة  , لا أعرف مسيحيا يتعبد  ولا أعرف مسيحيا  يذهب الى الكنسية  , ولا أعرف  مسيحيا  الا وله علاقة متوترة مع رجال الدين , المسيحي بشكل عام كل انسان أكثر وعيا  وموضوعية من   غيره وعلاقته  مع  الوطن   أكثر  نضجا  من  علاقة  غيره .. علاقة   أخذ وعطاء   وعلاقة  حقوق  وواجبات  , ولما  لاتعرف السلطة من المواطن الواعي ان كان مسيحي أو قرباطي الا  الأخذ ,لذلك  فقد  هذا المواطن “المصلحة”  بأن يبقى مواطن هذه الدولة وبحث  عن بلد آخر  ليكون وطنا له  , وهكذا كان وضع  المسيحي  الذي تواجد  في  وطن  لايساوي بينه وبين العلوي  ويفرض التباين  على المسيحي بقوة البندقية , لامصلحة للمسيحي أن يعيش في سوريا مواطنا من الدرجة الثانية , وبامكانه الحياة في فرنسا على سبيل المثال   في مجتمع كل مواطنيه من الدرجة الأولى  , لذا ترك المسيحي بلادا استعبدته  واحتقرته  وعاملته عنصريا  , وذهب الى بلاد ااحترمته  ولم  تميز بينه وبين الآخر ,لذا ا تحول هذا المسيحي من مستوطن هنا  الى مواطن هناك .

االاحصائيات التي  تؤكد  التناقص    الشديد  في عدد المسيحيين في البلاد  , تظهر  مدى  طائفية الأسد   ومدى جهويته , ومدى عائليته  وعشائريته  وعصبويته  اضافة الى تشبيحه  ودمويته وظلمه وديكتاتوريته وفرديته   ثم عنجهيته  ولصوصيته ونزاقته  ونزواته  ونهبه  واستفراده بالسلطة  وتفضيله الذات على الوطن  ,لقد   أصبحت  سوريا  مزرعة ولم  تعد   “وطن”,  ولكي يتمكن   ساكنها    من   العيش ماديا    عليه  الاسترزاق   عند    آل  االأسد  ,  ومن   لايتقن كار   الاسترزاق   أو من  غير  المسموح  له  بالاسترزاق  حتى  ولو   أتقن الكار   ,  هاجر  وهرب  وفي  مقدمتهم   المسيحي  (تناقص  عددهم  في  الخمسين  سنة  الأخيرة  الى  النصف)  والدرزي  والكردي …الخ ,    ….  ليس طوعا وانما قسرا ,تصوروا  ياناس  شريف  شحادة   يفكر !

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *