مصيرنا ! , اما تحرير ثم تدمير , أو تدمير ثم تحرير

بقلم : تيسير عمار

بعد أن حول الأسد الطائفة العلوية  الى  ارامل ويتامي , يبحث الآن عن مصدر جديد للوقود البشري , لم يكفيه  مقتل حوالي ٥٠  ألف شاب علوي  , وبالمجمل أكثر من ١٥٠ ألف سوري , الآن يريد  الحاق الشباب المسيحي   بقوافل التوابيت , فالعنصر البشري    أصبح   قليلا , والمعاوضة من قبل ايران  وحزب الله  لم تكن أساسا كافية  وذلك على الرغم من وقاحة التدخل العسكري السافر والرسمي  في شؤزن دولة  أخرى, مما سيدفع  عاجلا أم آجلا دولا  أخرى للتدخل  الرسمي السافر في شؤون هذه الدولة  , وبذلك يصدق تعريف  الأسد للحرب السورية  على أنها حربا  كونية .

على الرغم من التدخل الايراني  بالرجال والعتاد وبالرغم من فصائل حزب الله وكتائب  أبوالفضل ثم  المرتزقة من روسيا ومصر (طيارين) ,واللجان الشعبية  والشبيحة والذبيحة   , أصيب الاسد  بالمرض الذي أصاب  كتائب المعارضة العسكرية  في البدء ,  يحتلون ويحررون  ثم تأتي طائرات الاسد لتكمل التدمير , وبعد ذلك  يأتي جيش الأسد” العربي الباسل”   ويحرر المنطقة منهم  , وبعد أيام  يحتاج الاسد الى الرجال  في مكان آخر  , عندها تأتي  العساكر المعارضة  لتدمر  وتحتل وتحرر , وهكذا دواليليك , والمثل  الموضح هو ماحدث في معلولا , التي حررت  لعدة مرات  ودمرت لعدة مرات .

الأسد يستطيع  ولو جزئيا   التأثير على  اختيار ساحة الكر والفر , ولسبب في نفس يعقوب   يتم كر وفر الأسد هذه الأيام في مدن  ذات أكثرية مسيحية  ..صدد , معلولا  ..الخ ,ونقس يعقوب تعرف السبب . فالأسد غير معجب بالأداء الحربي المسيحي  , ويريد بكل وسيلة ممكنة  جر المسيحيين الى الحرب  الى جانبه ,  السنة تهددهم ! , وليس لهم الا العنف والحلف مع  العلويين , واذا كان موت العلويين من أجل الأسد باطل  ولا علاقة له بسوريا  , وانما بالمزرعة  ومالكها , فكيف يمكن  تفسير موت المسيحيين من أجل الأسد ؟؟؟؟؟, ليس فقط باطل  وانما جنون,وهل قيمة البلد أدنى من قيمة الأسد؟؟ بلد  تحول  الى  مقبرة  كبيرة مع  أسد  يصول ويجول بين  الجثث قيمتهم  أقل من فرنك  سوري .

معادلة الأسد سوف لن تزبط , ذلك لأنه  من المستحيل التعامل مع المسيحيين كطائفة أو فئة  أو مجموعة متحدة   وشبه واحدة في اتجاهها  , كالطائفة العلوية مثلا , فكل مسيحي هو حزب بحد ذاته  وعدد  آراء مسيحيو سوريا  يعادل عدد أفراد مسيحيو سوريا , والأسد سيفشل  وقد فشل في لعب ورقته المسيحية  بشكل عام  ,بالرغم من بعض النجاحات البؤرية    كما هو الوضع في نواحي مرمريتا مع الرفيق الشبيح بشر اليازجي , الذي جلب بلاء  التحرير والتدمير  الى  بلدته والى  وادي النصارة .

سيفشل الأسد  في لعبة ورقة المسيحيين  لأسباب أكثر جوهرية ,فمسيحيو سوريا  هم من  أكثر المعارضات رفضا للأسد , وصمت بعضهم أو أكثريتهم  لايدل على تقبلهم  لللأسدية ,والأسدية  حولتهم الى  مواطنين من الدرجة  الثانية ,ساهمت في دفعهم الى الهحرة , وتريد الآن  زجهم في الحروب الأهلية , وأعجب من قصور الأسد العقلي , ألييس من  المنطقي أن يسأل الأسد نفسه في لحظة نأملية  عن المنجزات التي حققتها  أسدينه للجميع وخاصة المسيحيين  , ماهو حال الحريات  أو الديموقراطية أو  مستوى المعيشة   أو النمو  الاقتصادي  , وما وضع   كارثة تزايد عدد السوريين  , وأين هي المشاريع  الكفيلة بامتصاص تزايد عدد السكان  ,  وعن  شجون وشؤون السجون  والمعتقلات , والمسيحي كغيرة من البشر  لايحب الاستبداد  ولا  اغتيال الحريات  ولا الاعتداء على كرامته   , ولا يحب  التوريث , أي أنه بكلمة أخرى  لايستطيع  التحالف مع الأسد

كل هذه الأفكار    لاتدخل في رأس الأسد , لأنه لايوجد في رأسه عقل  , والأسد لايستوعب  كل هذه الأمور , والشيئ الوحيد الذي يفهمه هو الشيئ الذي يمارسه ,انه العنف  والنقنيل , ونظرا لعدم ممارسة أغلبية مسيحيو سوريا  للعنف  والتقتيل , ينهيأ للأسد  على  أن المسيحي يريده  ويؤيده ويدافع عته ,…أوهام !, ان لم تكن الورقة المسيحية آخر  أوراق الأسد  فانها بدوت شك من الأوراق الأخيرة, والأحلاف مع الأسد هي أحلاف  ضد البلد  , ومن يحارب الأسد  , انما يعمل على انقاذ البلد ,

خيار الأّسد للكر والفر في بلدات ذات أكثرية مسيحية , سيوقظ المزيد من الرفض المسيحي  للأسد , فالقتل في الحرب أقل أهمية  من الحرب بحد ذاتها  , ومن  أشعل نيران الحرب  كان الأسد بتعنته وأصوليته وجنونه ورجعيته  وفساده , وكل من قتل في هذه الحرب  انما هو قتيل الأسد , لذا يجوز  هنا  التذكير  بمقولة  بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *