بعد استراحة ليست بالقصيرة تابعت قراءة مقابلة الرئيس بشار الأسد مع مجلة دير شبيجل , والسؤال التالي ادهشني بصراحته … انك أنت شخصيا السبب في التمرد الذي حصل , البشر ثاروا ضد الفساد والعبودية , والبشر طالبوا بديموقراطيو حقيقية , انهم يعتقدون على ان كل ذلك غير ممكن لطالما تواجدت في السلطة ! .
أما الجواب فكان أسديا بامتياز , وأسديا يعني غير مسبوق بقلة أدبه ونقص تهذيبه حيث ان أحط شكل من أشكال الحوار هو الاجابة على سؤال بسؤال آخر , في الاجابة سأل بشار الأسد ان كان الثوار يمثلون الناس في سوريا , أو أنهم يمتثلون لارادة غريبة ؟ يقيمون في فنادق الخمسة نجوم ويمولون أنفسهم من الغريب الذي يفرض عليهم ارادته , ولا توجد قاعدة شعبية لهؤلاء في سوريا , ,من أين للأسد أن يعرف ان كان لهؤلاء قاعجة في سوريا , وهل انتصر عليهم في انتخابات نزيهة ؟ ثم ان جواب فخامة الرئيس يتضمن اتكارا تاما لموجبات الثورة , ولماذا يثور الانسان السوري في جمهورية العدالة والعز والرز ؟ , في جمهورية الحرية والديموقراطية , في جمهورية القضاء النزيه , في جمهورية الشبيحة وجمهورية المادة الثامنة وفي جمهورية الخوف ؟ ,لماذا كل هذا الاعتراض على سلطة لاتعرف السرقة ولا تعرف اللصوصية وغير متهمة بانتهاك حقوق الانسان ؟ محبوبة من العالم بأسره ومرحب بها في المحافل الدولية ..سوريا أصبحت جنة من جنائن الأرض تحت العناية الأسدية , ولاتعرف سيادته لماذا يثور من استلم جثة أخيه وعليها آثار التعذيب بعد ان اعتقلته المخابرات الجوية قبل ثلاثة أسابيع , لايعرف فخامة الرئيس لماذا أثور , الا أنه يعرف كيف يمنعني من القراءة ولايسمح لي بالتعرف عل مقال لأدونيس أو ياسين الحاج صالح أو صادق جلال العظم , يعرف كيف يمنعني من النوم لأني أخاف منه ومن زبانيته وشبيحته ,ومن يمنع شبيحا من اعتقالي وزجي في السجن أو حتى قتلي أو اغتصابي ليولد لي ولد في السجن , يعرف كيف يمنعني من الكلام ويعرف كيف يجعل مني سجينة رأي , يعرف كيف يدمر حياتي ويجعل منها وضعا مشابها للموت , وكيف لي أن أستمر في الحياة عندما يصبح راتبي شهريا ٧ كيلو غرامات من اللحم , ومن أين لي أن اضعم أطفالي وزوجي قابع في السجن منذ ثلاثة سنوات ؟ , كيف سأدفع اجرة البيت وكيف لي أن أسدد فواتي الفساد . لاخراج القيد فاتورة ولتسجيل دكانة ورثتها من أهلي يجب على دفع رسوما ورشاوى أكثر من سعر الدكانة , الرئيس لايعرف لماذا يثور اهل تلميذ ارسلوا اولادهم الى المدرسة للتعلم , ولم يمارسو في المدرسة الا تمجيد الأسد .. الموجه يصرخ , رئيسنا الى الأبد , وجواب أولادي هو حافظ الأسد , وهل من الممكن أن يرفض أحدهم الاعتراف بولاية الأسد الى الأبد ؟ .
لا ألقن اولادي شيئا , وانما اربيهم تربية تسمح لهم بالتفكير والتحليل , أم سيادته فقد قضى على التفكير والتحليل , انه الوحيد الذي يفكر والوحيد الذي يحلل والوحيد الذي في رأسه عقل ومن لايفكر كما يفكر سعادة الرئيس فهو وهابي أو عميل للمخابرات الاسرائيلية أو المخابرات التركية أو غيرها من المخابرات , انه بشكل ما متآمر على الوطن , والأسد يعرف على انه لاتوجد قاعدة لفكر غيرفكره , لقد تأله وتأبد وقام بكل هذه الموبقات وهو لاير سببا لثورة ضده , بائس أنت يايشار الأسد !
لفتت مجلة دير شبيجل لنتباه بشار الأسد الى اشكالية الشرعية , الرئيس الذي يقتل ابناء بلده فاقد للشرعية , والرئيس الذي يقتل الأطفال بالغاز فاقد للشرعية , وهذا ماعبر عنه الرئيس أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة . جواب بشار الأسد كان التالي : أوباما رئيس للولايات المتحدة ولا يحق له فرض رئيس ما لرئاسة سوريا , أما موضوع الشرعية المفقودة فلم يعلق عليه حضرة الرئيس بكلمة , والسؤال أصلا لم يكن من هو رئيس الولايات المتحدة , نعرف جميعا الجواب , السؤال كان حول الشرعية , وبنظر الرئيس الأسد لايحق لأوباما أي يدلي برأيه حول رئاسة الأسد ..ممنوع عليه ذلك , وكأن أوباما مواطنا سوريا , ممنوع على أوباما ذلك , الا أنه مسموح للأسد أن يتحدث عن الاستعمار الأمريكي والمؤامرة الأمريكية , الأسد يتعامل مع العالم كما يتعامل مع الشعب السوري , فحليمة لاتغير عادتها القديمة .
عندما يسأل صحفي رئيسا عن موضوع شرعيته , يجب على هذا الرئيس أن يجيب على السؤال , والجواب لايمكن أن يكون قاصرا وساقطا كما أجاب بشار الأسد