بقلم: نيسرين عبود
ادعى الشاعر أدونيس على أنه لم يكن بمقدور البعث انجاب مثقف واحد ,البعث العاقر كان بالرغم من ذلك أكثر انتاجية ثقافية من الأسدية, فعلى الأقل كان مؤسسوا البعث من المثقفين و ولم ينجبو بعد ذلك مثقفا واحدا , أما الأسدية فقد كان مؤسسها من محترفي الاجرام ووريثه كان أكثر اجراما من المؤسس , والحديث عن الثقافة الأسدية وتطبيقاتها هو كالحديث عن بول البعير واستتباباطه , هل استفاد مريض يوما من بول البعير؟ كذلك حال الأسدية .
السبب المباشر لكتابة هذه الأسطر كان مقالا كتبه السيد أحمد يوسف وعنونه بالعنوان التالي :سؤال الى سفهاء هيئة التنسيق وذلك في موقع فينكس , السيد أحمد يوسف كتب مايلي :
” أنتم تعرفون أن كل الأعداء – وأنتم منهم – فشلوا في مصادرة حق السوريين في تحديد من يختارونه رئيساً وأن الرئيس بشار الأسد سيبقى رئيساً رغماً عنكم وحذاء الجندي السوري فوق رؤوسكم لأنه بساطه هو صادق وأنتم كاذبون .. هو حريص على الشعب وأنتم ساهمتم بقتل الشعب .. هو يعمل لبناء مؤسسات الوطن أنتم دمرتم كل ما في الوطن .. وفي المحصلة الشعب يقف معه ويحتقركم.
وبعد كل ذلك فحقيقة أنا لا أعرف لماذا أنتم مستعجلون على مؤتمر جنيف 2 لأنه سيعني بكل بساطة وضع رؤوسكم في الأرض وفقدان ما تبقى من ماء الوجه لديكم هذا إن كان في وجهكم حياء.
فلنفترض أن مؤتمر جنيف 2 عقد فإن أهم نتيجتين ستصدران عنه هي الإقرار مرغمين ببقاء السيد الرئيس بشار الأسد رئيساُ وتشكيل حكومة تضم معترضين ولنفترض أنه في لحظة سوداء من تاريخ بلدنا تم اختيار (عضو) أو اكثر منكم في هذه الحكومة أمثال حسن عبد فورد أو الإرهابي رجاء الناصر أو مفبرك شهود العيان هيثم مناع – وأنا أعرف بأن كل هدفكم منصب ولو على خازوق – حينها ألن تكونوا ملزمين – بقوة حذاء الجندي السوري – أن تقفوا أمام سيدكم الرئيس بشار الأسد وتقسموا اليمين (وأنتم كاذبوووووون) على الإخلاص للدستور والوطن الذي عملتم على هدمه؟؟
عندها اي مصداقية ستبقى لكم؟ واي كرامة تبقى في رؤوسكم؟ (هذا إن وجد منها شيء) وكيف ستواجهون من صدق كذبكم ومن تسببتم بقتل ابنائهم وأنتم تحرضون على الرئيس والدولة والوطن وكيف سيقف رجاء الناصر مثلاً أمام زوجته (أم طارق) ويبرر لها لماذا قتل ابنه وهو يحمل السلاح بوجه بلده وجيش بلده وهو يبيع دمه الآن؟ وكيف ستواجهون أيضاً من تسببتم بتشريدهم من أهل دوما وداريا والمعضمية ودرعا وحلب وغيرهم من ابناء الوطن؟؟.
وعلى فكره – وحتى أزيد من الشماتة بكم – أؤكد لكم أنه لايوجد لا جنيف ولا بطيخ ولا يوجد على الطاولة سوى خطة الرئيس بشار الأسد التي اعلنها في دار الأوبرا وأعتقد أنه بموجب هذه الخطة لا يوجد لكم مكاناً فيها لأنكم اقل وطنية وشرفاً واخلاقاً من أن يكون لكم اي دور في سورية المستقبل التي ستكون لأبناء الشهداء والجرحى والمهجرين والطيبين من مجتمعنا ممن دافعوا عن هذا الوطن ضد ظلاميتكم وإجرامكم وطبعاً هذا إلا إذا أقريتم بأنكم كنتم أعداء للوطن وأنكم كنتم مجرمين وسفلة بما يكفي وايضاً تقديم كل فروض الندم وعندها ربما (طبعاً ربما) نقبلكم ونحن نضع أيادينا على أنوفنا.”
من حق احمد يوسف اعتبار هيئة التنسيق “أعداء ” هذاشأن كل سفيه , أما أن يقول على أن الأعداء فشلوا في مصادرة حق السوريين في تحديد من يختاروه رئيسا , فهذه هي قمامة وزبالة المقولات , فهل يستطيع السيد أحمد يوسف تذكيرنا بانتخابات كسح السيد بشار الأسد بها منافسيه , وهل انتخب الشعب السوري خلال الخمسين سنة الماضية رئاسيا ,الاستفتاء ليس انتخاب ,والاستفتاء أسفر عن نتيجة واحدة لاغير , وهي “التزوير” التزوير نجح في الاستفتاء وليس حافظ الاسد أو بشار الأسد , لم تكن هناك انتخابات , وبالتالي لم تكن هناك مصادرة, ولا لزوم لأي مصادرة في انتخابات حرة , لأن مايمكن للأسد الحصول عليه بدون تزوير لايتجاوز ٥٪ من أصوات الشعب , أي أصوات نصف الطائفة العلوية لا أكثر .
استياء الكلتب في مقالته الغراء من المصادرة مثير للعجب , فقبل أن يجف حبر عبارته الأولى , تابع بالقول على أن” الرئيس بشار الأسد سيبقى رئيساً رغماً عنكم” , أي أنه يريد مصادرة ارادتهم حيث سيبقى الأسد رئيسا بالرغم من معارضتهم , والقصد بهم هو الشعب , الذي لم يسمح له الاسد يوما بالتعبير عن رأيه , فمن يصادر حق السوريين في تحديد من يختاروه رئيسا ليس الا الأسد , والأسد لم يصادر حق السوريين في اختيار رئيسهم فقط , وانما صادر كل حقوق السوريين حيث أصبح الشعب السوري كالقطيع , ولو كان الأسد متأكدا من ولاء الشعب السوري له لما استخدم الاستفتاء بدلا عن الانتخاب ولما اضطر الى التزوير ,فنتائج ٩٩٪ لصالح الأسد ليست الا تزويرة منحطة .
ممارسة الشتيمة هي حكر على السفهاء , والسيد الكاتب مارسها بامتياز بقوله على أن الأسد صادق وانتم كذبة , الى جانب السفاهة مارس الكلتب الهذيان بقوله على ان نظام الأسد الشمولي يسعى الى بناء المؤسسات , وهل يوجد في السلطة الا مؤسسة واحدة هي مؤسسة الأسد ؟ , اضافة الى ذلك لايستقيم الوضع المؤسساتي مع الشمولية والديكنانورية , وهل يريد الكاتب المحترم الادعاء بأن الأسد ليس ديكتاتوري وليس شمولي ؟
وعن وقوف الشعب مع الأسد , نسأل ماهي فوائد الاسد للشعب وهل الشعب بذلك الغباء لكي يقف الى جانب من قتل مئات الألوف وشرد الملاين وحول الشعب السوري الى شعب جائع يقتات من المساعدات التي تقدمها اليونيسيف بتمويل من الغرب ,الرئيس الذي يقف وراءه كل شعب هوالرئيس الذي يؤمن الرخاء والحرية والعدالة والاستقرار لشعبه , ليس الرئيس الذي يشعل نيران الحروب الأهلية وليس الرئيس الذي يشرد شعبه بين لاجئ ونازح ويحول المواطنين الى متسولين , هل يعرف الرئيس شيئا عن سعر كيلو البندورة أو قنينة الغاز أو القروج , وهل يهتم هذا الرئيس الذي سرق ما لايقل عن ٧٠ مليار دولار من أموال الشعب وساعد غيره من اللصوص على سرقةأضعاف هذا المبلغ ,من يهتم بالمواطن لاينشر الفساد ولا يقصف الأحياء المدنية بالصواريخ والسموم ولا يهدم أكثر من ٥٠٪ من البنية التحتية السورية , وما هو السبب الذي يدفع المواطن السوري للاعجاب بالأسد ؟
ليست السفاهة والسفافة والسفالة هي الخواص الوحيدة التي تميز اذناب الأسد عن باقي المخلوقات البشرية ,وكما قلت في الأسطر السابقة هناك الهذيان , ومن الضروري اضافة صفات أخرى منها التجاهل والجهل أو كلاهما و الكاتب تحدث عن جينيف 2 مهددا متوعدا , ولما٫ العجلة يامعارضة ؟ , فنتائج جينيف ٢ ستون مذلة للمعارضة , وقدعرف الكاتب عالم الغيب ماسيفرزه جينيف ٢ وأهم نتائج جينيف ٢ ستكون أولا الإقرار ارغاميا ببقاء السيد الرئيس بشار الأسد رئيساُ وتشكيل حكومة تضم معترضين ولنفترض أنه في لحظة سوداء من تاريخ بلدنا تم اختيار (عضو) أو اكثر منكم في هذه الحكومة أمثال حسن عبد فورد أو الإرهابي رجاء الناصر أو مفبرك شهود العيان هيثم مناع – وأنا أعرف بأن كل هدفكم منصب ولو على خازوق – حينها ألن تكونوا ملزمين – بقوة حذاء الجندي السوري – أن تقفوا أمام سيدكم الرئيس بشار الأسد وتقسموا اليمين (وأنتم كاذبوووووون) على الإخلاص للدستور والوطن الذي عملتم على هدمه؟؟.
هل يمكن للوضاعة والحقارة والتجاهل ثم الجهل أن يكون أعظم , الكاتب المغرور يتطاول على مقررات جينيف ٢ مع انه لم يقرأ شيئا عنها ,وقارئ نص جينيف ٢ يجد في المادة السادسة قرارا بتشكيل حكومة انتقاليةذات صلاحيات كاملة وذلك للتحضير الى انتخابات , وتستبعد المادة السادسة أن يكون للأسد أي دور سياسي في البناء الديموقراطي , ولا أعرف من أين أتى السيد أحمد يوسف بالمعلومة التي طرحها وهي أن جينيف٢ سيؤكد رئاسة الأسد, هل هذا جهل أو تجاهل أو بالأحرى احتقار للمواطن , من يريد التحدث عن جينيف ٢ عليه التعرف على نصوص جينيف ٢ أولا ,ثم اعلان رفض أو قبول جينيف ٢ .
بعد التهديد والوعيد والتقريع والشتيمة , اراد السيد أحمد يوسف أن يكون . حسب تعبيره .شامتا ومؤكدا ا بأنه سوف لن يوجد جينيف ٢ (لاجينيف٢ ولا بطيخ), ومبشرا بأنه على الطاولة لايوجد الا خطة الرئيس الأسد التي بشر بها في خطبة دار الأبرا , معلومة جديدة جدا , , اذ أن الدول الكبرى لم تتفاوض على مضامين خطبة الرئيس , ولم توقع أمريكا ولا روسيا على خطة الرئيس التي اعلنها في خطبته , وفي خطبته لم يعلن الرئيس شيئا , لقد كانت خطبة هزيلة وخاوية من أي فكرة ثم انها كانت عامرة بالهذيان والتناقضات , لذا فقد كان على الكاتب الملهم أن يتقيد بعض الشيئ بما قررته الدول الكبرى , واذا لم يتقيد الأسد بذلك فهناك المادة السابعة ,وحتى بدون المادة السابعة فقد انصاع الأسد لمطالب أمريكا بعد تلويح بالصواريخ بدون قيد أو شرط , حيث يتم الآن تجريده من السلاح الكيماوي , وسوف لن ينته الأمر بنزع السلاح الكيماوي , وليكن ذلك أكيدا بالنسبة للكاتب الأحمق , اذ لامكان للأسد في سوريا الجديدة .
اهمية ماكتبه السيد أحمد يوسف لا تتجاوز الصفر , والذي دفعني لنشر مقاله والتعليق على القمامة التي كتبها هي ضرورة التعريف بالأدبيات الأسدية بشكل عام , السيد أحمد يوسف هو صورة عن الأسد وأتباعه وعن طرق تفكيرهم ونزاقتهم وانحطاطهم , وعندما تطلب المعارضة اجتثاث الأسد ونظامه فهي لاتطلب ما هو غير ضروري ,من الضروري جدا اجتثاث الأسد ونظامه , وبدون هذا الاجتثاث ستؤول سوريا الى الوضع الصومالي ,وسيكون هناك حركات شبيهة بحركة الشباب , ولا لزوم للانتظار طويلا , فالآن يوجد داعش وتوجد النصرة وغيرهم ,ولا يمكن مكافحة هؤلاء الا بعد رحيل شبيههم الأسد ونظامه .