قولوا للأسد مايستطيع فهمه

بقلم: عماد بربر

بعد أن تأزمت الأوضاع  وتمركزت البوارج قبال الساحل السوري   تراجع الأسد  خطوة كبيرة الى الوراء  , مبررا ذلك  باحترامه للرغبة الروسية   وليس بالخوف من  الصواريخ  ,والحقيقة هي ان تراجع الأسد ذو علاقة  بالخوف وكذلك  بالأوامر  الروسية, حيث أن الروس لايريدون مزيدا من التأزم   لأنهم لايحاربون من أجل أي كان ومن كان ,والعرض الروسي   يحقق يحقق أكثر مما طلبته امريكا  , لذلك لم يكن هناك  بديل عن قبول العرض الروسي .

الأسد متهم  سياسيا بالكذب والنفاق  ولا يصدقه  أحد وحاله كحال  القذافي  وصدام , وقد أكد مؤخرا   توقيعه على   اتفاقية منع انتشار الأسلحة الكيماوية  , ذلك دون أن يعرف تماما  شروط الانتساب الى مجموعة الدول الموقعة  , أو انه لايستطيع استيعاب  الشروط  المكتوبة  التي هي :

١-عدم حيازة الأسلحة الكيميائية أو تخزينها أو الاحتفاظ بها، أو نقلها بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى جهة أخرى، سواء أكانت فردا أو دولة أو منظمة.

٢- تدمير ما تخزنه أو تملكه من هذه الأسلحة في أي مكان يخضع لولايتها أو سيطرتها.

٣- تدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية التي تمتلكها أو تكون في حيازتها أو تكون قائمة في أي مكان يخضع لولايتها أو سيطرتها.

٤- منع علمائها وخبرائها أو تقنييها المتخصصين في الأسلحة الكيميائية من الشروع في أنشطة فردية أو لصالح جهة أخرى تتناقض والمعاهدة ، طالما أنهم تحت وصايتها وسلطتها القانونية”.

الشروط المكتوبة  لاتهم الأسد كثيرا  لأنه لم يفهمها ولم يستوعبها , لذلك لايريد الأسد تقديم البيانات الخاصة  بمكان الاسلحة  وكميتها ونوعيتها قبل ان تغير أمريكا سياستها تجاه  سلطة الأسد , على أمريكا الكف عن مساعدة الارهابيين  وعلى أمريكا   عدم تهديد الأسد  والتعهد بعدم  مهاجمته ,  أي أن الأسد عاد الىى عادته المألوفة  وهي اللف والدوران  والدجل  وعدم  احترام الانسان  , اذ أن للمواطن السوري أكبر  المصالح في تدمير هذه الأسلحة  , هذه الأسلحة تهدد أولا المواطن السوري  , وقد اثبتت الأحداث في الغوطة يوم ٢١-٨  وأحداث جوبر يوم أمس  على أن  الشعب السوري  هو الضحية الأولى  لسموم وكيماويات الأسد , الذي لم يستوعب لحد الآن  , على أنه لامفر له   من  الاستجابة لطلبات أمريكا  وبون مراوغة.

معروف عن الأسد  على أن أي قرار في سوريا بيده , ومعروف عنه أيضا  انفصاميته ,  حيث يفهم اأسد  الأمر كما يتصوره  وليس كما كتب  , وحد الديبلوماسيين الأمريكان  قال انه من الواجب  الانتباه الى هذه النقطة وارسال رسائل يستوعبها وبفهمها السيد الرئيس , والرئيس  اعتبر نفسه  بعد أن  قبل تجريده  جزئيا من السلاح  منتصراعلى امريكا ,  وحتى الطفل يعرف  على  التجريد من السلاح  هو نهاية المطاف في الحروب .

الرسائل التي يفهمها الأسد  هي رسائل  مكتوبة  بالبندقية   والسلطة  , والأسد مستعد لدفع أي ثمن مقابل استمرار سلطة آل الأسد , قالها صراحة  .. الأسد أو نحرق البلد  , وأمريكا تستطيع الحصول على أي تنازل منه مقابل   تعهدها بحماية سلطة العائلة , وأمريكا تعرف على أن الأسد حساس جدا تجاه السلطة , لذا  وكلته بحماية حدود  اسرائيل على مدى نصف قرن تقريبا .

احدى أكبر الرسائل التي لم يستوعبها الأسد هي  رسالة القذافي ورسالة صدام , ولطالما  لم يفهم الأسد هذه الرسائل , لذا فانه يسير  في نفس الطريق الذي سار به القذافي  وسار به صدام , والنهاية ستكون كنهاية القافي أو نهاية صدام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *