عن الذبابة والفيل ومجابهة النجوم

بقلم :نيسرين عبود

وضع مفكر الأسدية نارام سرجون  لمقالته  العنوان التالي :أوباما وجها لوجه مع بشار قلب الأسد  ..في حرب النجوم ,  والعنوان  هو أيضا المقالة   ,فالصفحات  التي توضعت تحت هذا العنوان  لم تقل أكثر من أن الأسد  نجم يقابل نجما آخر هو أوباما   وعلى سوية واحدة منه , كما كان الحال في نهاية القرن الماضي  عندما  دارت رحى حرب النجوم بين  ريغن أمريكا   وبريجينيف السوفييتي , أي أن السيد سرجون يريد القول على أن سورييا الأسد هي من مصاف الاتحاد السوفييتي , الذي  اانهزم أمام أمريكا , أما سوريا الأسد بقيادة بشار قلب الأسد فستنتصر على أمريكا , وقد انتصرت فعليا على زبانية أوباما في الغوطة.

لذا هرع أوباما لنجدة حلفائه  وحاول ابتزاز العالم . ثم ينتقل مفكر الأسدية فجأة الى  مصارحة أحرى   , اذ يقول على أنه لايؤمن بكل الديموقراطيات الغربية لأنه عايشها ,  ومن عاش في الغرب كما عاش السرجون  يستطيع فهم ذلك .حقيقة يكذب نارام سرجون , فهو لم يعيش في الغرب , وانما  زار الغرب  أو بالاحرى الشرق الأوروبي  مثلا رومانيا  حيث اشترى شهادة الدوكتوراه  من هناك  وأصبح  اسمه اللواء الدكتور بهجت سليمان , الاسم نارام سرجون هو الاسم الحركي للواء الدكتور بهجت سليمان ,أكبر لص  في الشرق  وهو الآن سغير الأسد في عمان .

ثم  يروي لنا   بهجت سليمان (نارام سرجون) قصته مع الديموقراطيات الأوروبية  , ومن عاش فعلا في أوروبا  يكتشف فورا  على أن  السرجون لم يكن هناك الا سائح على حساب الدولة السورية , ثم يفضح نفسه بالقول على أنه يعرف بعض البرلمانيين الأوروبيين  , حيث أكتشف عندهم  قصر النظر  ونقصان في الثقافة ..ومن تجليات بهجت سليمان  كان  استنتاجه على أن  الشعوب الأوروبية لاتنتخب , بل ينتخب لها, وبنظر السيد سرجون فان الشعوب التي تنتخب هي الشعوب “المقاتلة”  مثل الشعب الفيتنامي  ويقصد السرجون الشعب السوري  أيضا , ولم  يحدثنا  السيد سرجون عن نتائج انتخابات الأسد  الذي نال  ١٠٠٪ من الأصوات , هل انتخب الشعب السوري ؟ , أو انه انتخب له , هكذا يثرثر ثرثار الأسدية  بدون خجل .

لقد امتعض   اللواء الدكتور بهجت سليمان من تفاهة  السياسيين الأوروبيين  ,وسأل  كيف تنتخب هذه الشعوب جاهلا  كديفيد كاميرون  الذي  لايستطيع ارتجال كلمة في البرلمان وانما يقرأ من الورقة التي كتبت له , وكيف ينتخب الشعب الفرنسي   سكيرا  كساركوزي , الذي قد  يهدد  أمن البلاد   باتخاذه قرارات في حالة السكر , رجل مخمور قد يقود بلاده الى الكارثة !,. وكيف تنتخب أمريكا  جورج بوش  أو شبيهه أوباما راعي البقرر من ثقافة رعاة البقر, الذي  يعرف أنه يمكن أن يطلق الرصاص على الهنود الحمر ويبيدهم .. ولكن من أمامه ليسوا هنودا حمرا .. فأصابعهم على الزناد أيضا, ,ومع أن أوباما لم يطلق النار على الهنود الحمر , السرجون يريد القول على أن أصابع الأسود على الزناد , لذا  ارتعشت أمريكا خوفا ,وقعت في  الفخ  بعد نهوض  “محور سورية”(المؤلف من سوريا وروسيا والصين) وعمقه الهائل نحو روسيا والصين, مما جعل أمريكا في “كماشة”  محور سوريا , لذا قررت أمريكا  ضرب رأس الكماشة(رأس الحلف)  في سوريا , ولم يقل لنا  اللواء الدكتور  شيئا عن    أسباب  تخلي رأس الكماشة السوري  عن  اسلحته الكيماوية  لمجرد تهديد امريكا لرأس الكماشة , وهل أمريكا  التي ترتعش  خوفا  أو رأس الكماشة يرتعش .., ثم يتابع مفكر الأسدية هذيانه  بالقول ان  أوباما يقف  في مواجهة بشار الأسد الذي يقف خلفه جيش حديدي لم ينزل الى المعركة بعد بسلاحه الاستراتيجي الذي يتجدد كل يوم والذي جعلته الأزمة أقوى استراتيجيا لأن عملية التحديث والتطوير بالسلاح المتطور التي تمت خلال السنتين الأخيرتين بجهود روسية وايرانية تعادل السنوات الخمس عشرة الأخيرة وشكلت له قفزة كبيرة للغاية جعلته جيشا مثقلا بالسلاح ونسخة قريبة الى حد كبير من الجيش الروسي .. وحسب عسكري سوري مهم فان مخزونات السلاح الاستراتيجي مشبعة و”لم يعد هناك متسع للمزيد” ..,

حديث السيد اللواء الدكتور بهجت سليمان عن  السلاح الاستراتيجي أي الكيماوي  كان قبل  يوم ٢١-٨-٢٠١٣ , ولم يكن اللواء يتصور  انه سيتم  تجريد الأسد من هذا السلاح بعد  واقعة الغوطة  فالمقال كتب قبل ٢١-٨  , وحبذا لو يتحفنا السيد اللواء الدكتور  برأيه  حول  تطور قوة الجيش السوري بعد فقدانه للسلاح  الكيماوي الاستراتيجي ,  هل بقي  الجيش السوري بقوة الجيش الروسي ؟, أو أنه أصبح  أقل مقدرة قتالية  من جيش نصر الله , السيد اللواء لم يكن  يتصور  على أن الأمور  ستتطور بالشكل الذي تطورت به  , ولم يكن يتصور على أن  الأسد سيسارع  لقبول  أي  حل لمشكلة الكيماوي , بعد أن تجمعت حاملات الطائرات قبال الشاطئ السوري  وبعد أن تبين له على أن أمريكا جادة  في انذارها له , ولم يكن يتصور  ان  نصر الله سيلزم الصمت وان روسيا   لاتحارب من أجل أحد ولا من أجل الأسد  والصين منشغلة ببيع  لعب الأطفال ,  لا لزوم  للتعليق على  هذيانات اللواء الأخرى المتعلقة “برشاقة” الجيش السوري وقوة جيش نصر الله والجيش الايراني  ,  كل ذلك عنتريات كلامية  لاصلة لها بالواقع المذري  للجيش السوري  الذي فقد السيطرة على أكثر من نصف البلاد .

كما قلت في البداية  ان العنوان هو المقال  , فالنص بكامله مخصص  لمديح الأسد وبروظته في برواظ ريشار قلب الأسد  ووضعه على مستوى واحد مع أوباما ..من الصعب أن تنتفخ الذبابة لتصبح بحجم الفيل

١٨-٩-٢٠١٣

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *