وادي النصارى , أو وادي النضارة

بقلم :سيلفيا باكير

 يوم أمس الأول قتل في وادي النصارى ( السلطة العلمانية !  غيرت اسمه ليصبح وادي النضارة ) أكثر من عشرة مواطنين  معظمهم من بلدة مرمريتا,والموضوع بطبيعة الحال مؤلم جدا , الا انه  بالمقارنة مع مقتل مئات الالوف  من السوريين  وتهجير ثم نزوح الملاين  ليس بالأمر  الخارق  لطبيعة التوحش السوري ,  التوحش السوري  يعرف اعدادا  أخرى من القتلى , مقتل أي انسان   هو جريمة  , ومقتل أكثر من مواطن  لايغير كثيرا من خواص الجريمة  , فالبلاد في حرب أهلية  , ومن يريد التحسر  والتباكي على القتلى , عليه  أولا  التعرف على أسباب الموت السوري  وعليه معرفة المسؤول عن  هذا الموت  , سيان ان كان ان الميت  مسيحيا أو سنيا أو علويا أو غير ذلك .

 المسؤول رسميا  عن أمن  الكيان السوري وأمن كل مواطن هي السلطة  الأسدية , التي   تحتكر  قيادة البلاد  , سيان من قام بالقتل , وسيان من  قتل  , فالمسؤولية تقع على عاتق السلطة , وعندما لاتستطيع السلطة حماية المواطن , فعليها بالرحيل ,  ولو رحلت  كأي سلطة فاشلة ومجرمة  , لما  قتل أبناء مرمريتا  و ولما قتل أبناء درعا أو حلب أو دير الزور او دمشق أو خان العسل أو حماه …الخ .  

المريب  بعد حادثة وادي النصارى المؤلمة كغيرها  هي محاولة  زبانية السلطة  توظيف هذه الحادثة في عملية الحشد  الطائفي  , وهذا مانراه واضحا  من العنوان الذي تصدر الخبر الذي نشره موقع الحقيقة  (نزار نيوف ), العنوان  يتهم  عصابات  صبرا وكيلو  بارتكاب الجريمة , ولماذا اختار نيوف  عصابات صبرا وكيلو فقط من بين العصابات المتعددة والعديدة , والتي لاتتألف فقط من العصابات  المعارضة  وانما بشكل رئيسي من  عصابات  كتائب الاسد  ومن الشبيحة وازلامهم مثل  بشر اليازجي  في مرمريتا , ولبشر اليازجي تاريخ أسود   في تقتيل  أهل الوادي , الا أن ذلك لايهم المحرض نيوف  , فالمحرض نيوف  له رسالة , وهذه الرسالة تريد القول للمسيحيين  , من يقتلكم هم عصابات مسيحية بقيادة المسيحي صبرا والمسيحي كيلو , لذا عليكم  بصبرا وكيلو ,   أي  بالنتيجة عليكم بالولاء للأسد ,  فعدو عدوي هو صديقي  ولما كان صبرا وكيلو من أعداء الأسد  , لذا فان الأسد أصبح من أصدقاء المسيحيين  , وعليهم  بنصرته  ودعمه ضد  اعداء المسيحيين من أمثال صبرا وكيلو . 

 من يقرأ تفاصيل خبر نيوف  يصطدم  بتفاصيل  لاتدين المسيحي صبرا ولا تدين كيلو  , وانما تدين  أفراد من كتائب الأسد , وهم بالاسم العميد هيثم ديوب  من المخابرات العسكرية والعقيد  مفيد وردة , ثم المدني العلوي  مظهر حيدر , وهؤلاء هم المسؤولين ,حسب نيوف ,عن عملية التقتيل  وما هي علاقة  صبرا  وكيلو عندئذ  بالموضوع ؟,  فنيوف يقول في تفاصيل خبره   على  أن القتلة هم من أفراد المخابرات العسكرية , وكيف يستقيم ذلك مع العنوان الذي يتهم صبرا  وكيلو  في عملية القتل ؟ .  

انها محاولة من محاولات عديدة هدفها زج المسيحيين الى جانب الأسد  في الحرب الدائرة الآن  ,  الا أن المسيحيين على درجة مقبولة من الوعي  لمصالحهم , ليس للمسيحي مصلحة مع الأسد , لأن المسيحي  في سوريا الأسد هو مواطن من الدرجة الثالثة , وقد  هاجر أكثر من نصف المسيحيين  الى  خارج البلاد في العهد الأسدي , اسألوا اهالي مرمريتا  المسيحية  عن أوضاعهم  , وهل يوجد في مرمريتا رئيس دائرة واحدة من الطائفة المسيحية , والأمر  لايختلف عن مدن أخرى , اسألوا أهالي صافيتا  عن رؤساء الدوائر  وعن الفساد  , لايوجد في صافيتا رئيس دائرة واحدة من الطائفة المسيحية , كذلك حال الحسكة  والمدن الكردية  , اذ لايوجد الا العلوي  كرئيس  لدائرة  ولا يوجد الا العلوي  كرجل أمن (مخابرات ) ولا يوجد من يرتشي الا  العلوي أيضا.

 للمسيحي مصلحة بالحرية والديموقراطية والمساواة , والأسد  لم يقدم  للمسيحي أو للمواطن بشكل عام الا الفساد والاستبداد والاستعباد  , وما هي دوافع  المسيحي لكي يحارب  من أجل الأسد ؟. 

 يقولون ان هدف  الحرب من أجل الأسد   هو  تفادي من هو أسوء منه , ولما  كان من الواضح لكل مسيحي ولكل مواطن واع  , على أنه ليس للنصرة  والقاعدة وغيرهم أي مستقبل سياسي في سوريا , ليس لأبو البنات الشيشاني  أو الجولاني أي مكان في التشكيلة , التي ستكون مسؤولة عن سوريا في مرحلة مابعد الأسد.

 حيلة استخدام النصرة وغيرها كفزيعة  لم تعد فعالة كما كان الحال في الماضي القريب  , واجب الأسد هو أن يرحل , وبعد رحيله  سيجد الشعب السوري  طريقه  الى  أهدافه المشروعة  , من  يعرقل مسيرة الشعب السوري الى حياة أفضل  ليست النصرة  وانما الأسد ,يا ليته يستطيع فهم ذلك

وادي النصارى , أو وادي النضارة” comment for

  1. ليس لحادثة وادي النصارى أي خلفية مذهبية ,  لقد كان من الخطأ الغير مقصود وضع الحاجز الأمني بالقرب الشديد من الفندق , فعناصر الدفاع الوطني أي اللجان الشعبية أميون عسكريا ولا يعرفون مخاطر موقع الحاجز , كما أنهم لم يدركو مخاطر وضع الذخائر في الزهراء في حمص , وجود الحاجز قرب الفندق قاد الى مقتل عدد من المدنيين الغير معنيين بالأمر , وحقيقة من الصعب معرفة بأي رصاص قتلوا , الا أنهم قتلوا عندما هاجم الثوار الحاجز وقتلوا العديد من أفراده , كما قتل من المهاجمين عدد غير معروف تماما , لاعلاقة للدين بالحادثة , خاصة لم يكن قتل المسيحيين مقصود , ولماذا تقتل الثورة المسيحيين , في حين ان أكثريتهم الساحقة تؤيد الثورة , ولم يتطوع منهم أحد , والمطلوب للخدمة الالزامية هرب الى لبنان , وهناك عدد من التشسكيلات العسكرية المسيحية الى جانب الثورة , في حين لايقف مسلح واحد الى جانب الأسد
    محاولة نزار نيوف الطائفية والتحريضية مفضموحة ,وعندما نقول هناك أشياء منحطة , وأشياء وسط , وأشياءراقية , نستطيع للتوضيح اعطاء أمثلة , لايوجد أحط من صحافة نزار نيوف , محتكر الكذب والدجل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *