مجازر برسم “الأسد أو نحرق البلد”

بقلم :جورج بنا

اني مفتتن جدا بشعار  الأسد أو نحرق البلد , ذلك  لأن هذا الشعار ضرب أرقاما قياسية في العديد من   المعايير , فلو أخذنا معيار الوقاحة , لوجدنا  انه لامنازع  له  في وقاحته ,الشعار احتكر أيضا الصراحة والوضوح , أما الحيوانية فلا أظن على انه توجد  أي قامة حيوانية تعلو  قامة شعار الأسد أو نحرق البلد , وعن دقة التنفيذ  والتطابق بين القول والفعل  فالأمر مذهل , اذ هناك تناسب طردي بين تآكل الأسد  وتآكل البلد , وعندما  تأكل الثورة الأسد كاملا , سيأكل الحريق  البلد كاملا ,  فالشعار يتبنى منطقية  أسدية تقول  الأسد هو سوريا وسوريا هي الأسد  , وهذاماتعبر عنه عبارة “سوريا الأسد” أصدق تعبير .

لست هنا في سياق تحليل هذا الشعار  , وانما في البحث عن علاقة هذا الشعار بالمجازر  أبويا  , فالشعار هو  أب وأم المجازر , ذلك لأن حرق البلد من أجل  الأسد لايتم  كعملية عينية  ليزرية بدون دماء , سيول الدماء   في سياق تطبيق هذا الشعار  هو أمر مفروغ منه , ومن  يعتمد شعارا حيوانيا بائسا  كشعار الأسد  أو نحرق البلد , انما يقولها صراحة ..هناك مجزرة  كبرى  , وأنا أبوها وأمها ..أم المجازر ومن أجل ذلك  هناك أم المعارك

أعجب من الذين  يتحدثون في سوريا عن  المجازر بصيغة الجمع , تارة مجزرة  خان العسل  وتارة مجزرة  بابا عمرو أو الخالدية  أو الزهراء , وأظن على أن هناك نوع من “المؤامرة “على المجزرة  , يريدون تفتيتها  وتجزأتها  وتقسيمها , فالمجزرة  هي  مجزرة واحدة , انها استحقاق وانجاز أسدي  يجد تطبيقا له  هنا وهناك تحت أسماء محتلفة , ففي قرية البيضاء جرت عملية “تنظيف” للقرية  , وهناك من  يسمي ذلك “تأديب ” للقرية , حيث  لالزوم   لأي عملية تنظيف أخرى في البيضاء مستقبلا  , حيث لايوجد بشر  , لا توجد  أقذار , ولا حاجة للتنظيف , والأمر مشابه في الخالدية  وفي بابا عمرو , ولا أخفيكم سرا ان قلت على أن  السلطة الأسدية  المعروفة “بنظافتها”  هي التي تقوم بالتنظيف  ..جديرة بهذه المهمة  !, وقد  نظفت العديد من مناطق البلاد من سكانها  , فقثد   سويت الخالدية مؤخرا بالأرض  وأصبحت “نظيفة”  وهكذا سيكون حال المناطق الأخرى , ومن يريد  أن يبقى حجرا على حجر في سوريا  فعليه  بمناصرة  العلمانية الأسدية ..والى الأبد !.

المجزرة  بناء علية واحدة , وليس مهم اطلاقا  من ينفذها  وكيف ينفذها  , ففي الزهراء الحبيبة على قلب الرئيس   خزن الأسد مفرقعاته بين  بيوت المواطنين , أتت القذيفة وفجرت  كل شيئ  , ثم بدأ  السوري بتعداد شهدائه …مئات  من الشهداء في الزهراء , ومئات من الفطائص  في الخالدية , والآخرن  يستعمملون المفردات بشكل معاكس …هناك مئات من الشهداء  في الخالدية ومئات من الفطائص في الزهراء ..المهم  لاتوجد خالدية  بعد الآن ولاتوجد الزهراء  , وكل ذلك يمكن ربطه بشعار الأسد أو نحرق البلد , لولا تطبيقات هذا الشعار  لبقيت الخالدية وبقي بابا عمرو والزهراء  وخان العسل  ونبل    وحي الورور … شعار لايميز بين العدو والصديق ..شعار وكأن به يتحقق نوعا من  عدالة المجازر بين البشر, والبرهان على ذلك هو حال أتباع  الأسد من الطائفة , التي تريد  استمرار هيمنتها , فقد  ابتلع الموت  عشرات الألوف من شبانها  ,  تقديرا حوالي سبعين ألف شاب , ارسلهم الأسد للموت من أجل الأسد , وبالله عليكم  لاتقولوا انهم  ماتوا شهداء أجل سوريا  ,هناك جهة أخرى تستشهد  أيضا من أجل سوريا , والحق يقف بمعظمه الى جانب هذه الجهة , اننا حقيقة  بصدد ظالم ومظلوم  , ومعظم الحق منطقيا  على جانب المظلوم .

انها مجزرة واحدة  , يرتكبها واحد  هو الأسد ,  ومهما تعددت مواطن ارتكابها  واختلفت انتمآت  ضحاياها   وتنوعت  أساليبها , انها واحدة  ومرتكبها  هو  ؤ                                                                               شخص الأسد  , وما أجرم الأسد بحق أحد أكثر من اجرامه بحق الطائفة التي يدعي حمايتها ويرغمها على حمايته والموت من أجله , لقد أدخل الطائفة في متاهات اللعبة  الطائفية القذرة , وما جنت الطائفة من هذه اللعبة الا  القتلى  والعداء  التاريخي  للطوائف الأخرى , وبالنتيجة  يحرق الأسد البلد بشرا وحجرا ..مؤيدا ومعارضا , انها مجزرة مستمرة منذ نصف قرن ,الأسدية  قتلت كل شيئ  , الأخلاق ..العدالة ..الحقيقة ..المواطنية ..الحرية   ..السياسة ..الأحزاب  وأولهم البعث , نشرت الفساد  الأسطوري  وخربت مؤسسات  الدولة , وبالتالي  انهت وجود الدولة  , وحولت هذه الدولة الى مزرعة  ووكر للمجرمين والعصابات , وأكثر العصابات مهنية اجرامية هي عصاباته ,  وبهذه المناسبة  أرغب في التنويه  الى ماحدث يوم أمس على يد عصابة الجيش الوطني الأسدي (الشبيحة ) من نهب وسرقة   العديد من البيوت التي أخلاها ساكنوها عند وقوع التفجير في حمص نهار أمس.في  منطقة “ضاحية الوليد السكنية”، حيث وقع الانفجار الرهيب في مستودع كبير للذخيرة، وفي  منطقة”الشماس” المقابلة لها، هرب سكان هذه المناطق  بعد التفجير , وعندما عادوا الى منازلهم وجدوها فارغة , وحتى الأبوابوالشبابيك جرى خلعها  وسرقتها , ومن فعل ذلك غير الجيش الوطني (الشبيحة) التي تسيطر على المنطقة ؟, أليس ذلك مجزرة اقتصاية  بحق  المسروقين ؟  ومن أين لهم شراء  حاجيات جديدة وأبواب وشبابيك ؟.

المجزرة  واحدة  ومستمرة وان تعددت مظاهرها , اليس القضاء على الحرية مجزرة  ؟  وهل مقتل انسان في السجن تحت التعذيب ليس مجزرة؟  ويقال على  ان  سجون الأسد تطرح يوميا  مئة قتيل تحت التعذيب .. كل يوم  تخرج مئة جثة  معظمها شبابية من السجون السورية ..هل  انقطع يوما ما في نصف القرن الماضي انتاج  الجثث في السجون , وماذا يمكن تسمية ذلك ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *