الدول السورية المتحاربة

بقلم:جورج بنا 

البعض يظن على أن  قيام كيان  جديد , أي دولة جديدة  أمر سهل , وعندما يريد البعض  الانشقاق عن كيان معترف به  كدولة عالميا ,يكون لهم مايريدون !, فالواقع يبرهن عكس ذلك , وهاهم الأكراد يحاولون منذ عشرات السنين  ولم ينجحوا لحد الآن  (يجب التنويه الى دولة ماهاباد الكردية في ايران  , التي عاشت ١١ شهرا فقط عام ١٩٤٦)و وفي اسبانيا يريد البعض الانشقاق  , الذي لم  يحدث لحد الآن  وفي الشيشان لم يسمح بوتين بذلك , والأمثلة عديدة جدا , وحتى   في سوريا  انتهت دولة العلويين بعد حوالي عشر سنوات من  اعلانها تلبية  لرغبة بعض الزعامات العلوية, وهناك حالات تم بها الانشقاق  بشيئ من النجاح  كالسودان  وتشيكوسولوفاكيا  ويوغوسلافيا . وفي جميع الحالات تقريبا كان المسؤول عن الانشقاق السلطة المركزية  وأخطائها  أوعدم مقدرتها على معالجة  الأخطاء  كما هو حال السودان  ويوغوسلافيا . 

موضوعنا هو دولة العلويين ,, ومن الملاحظ على أن طريقة التفكير بهذه القضية  تعتمد على واقع لم يعد له وجود , والواقع الذي اردت الاشارة اليه هو واقع الهيمنة العلوية , حيث  يظن بعض العلويون  ان أمر قيام دولة علوية متعلق بهم فقط , وذلك انطلاقا  من وضع كان سائدا لنصف قرن من الزمن , حيث كان زمام الأمور بأيديهم , يقولون لها كوني  , فتكن !. 

لنأخذ على سبيل المثال  أحدهم ( نوار قسومة) يقول السيد قسمومة  على أن العلويين في الساحل هم أكثرية , ولا يستطيع أحفاد  ابنة أبي بكر (تنوها الى عائشة والغزوة الأخيرة ) تغيير هذا الواقع و وما سوف ينجح به أحفاد ابنة ابي بكر  هو اقناع الأكثرية  الساحقة من العلويين  على أن التقسيم  هو الحل الوحيد أمامهم  للنجاة من الموت  والسبي . 

من يفكر في عبارات نوار  قسومة  يصل الى بعض النتائج   التي  لاتدعم كثيرا  الهدف الذي يريد قسومة الوصول اليه  وهو الانشقاق , فالعبارات توحي  على  ان التقسيم سيكون نتيجة  لهزيمة عسكرية  علوية أسدية , لأنه في حال انتصار الأسد عسكريا  ستبقى سوريا موحدة  شكليا , والوحدة الشكلية تعود  الى كون انتصار الأسد يعني بقاء الهيمنة العلوية  , وبقاء الهيمنة العلوية يعني على أن البلاد مقسمة فعليا , فلا وحدة لشعب عندما يهيمن قسم منه على القسم الآخر ,  اننا الآن عمليا  في سوريا المقسمة ,  والتقسيم عمره نصف قرن من الزمن , وهدفنا هو توحيد سوريا شعبا وبالتالي جغرافيا  عن طريق  حكم ديموقراطي  وتحرري , وعن طريق سلطة تمارس  العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين , نجاح الثورة  وتمكنها من تحقيق اهدافها في الحرية والديموقراطية والمساواة  سوف يوحد سوريا شعبا , ذلك لأن الديموقراطية لاتسمح بالتذبيح  ولا تسمح  بالتهجير ولا تسمح  ولا تسمح بالهيمنة  , التي هي أساس  الانشقاقات والتقسيمات .

 ثم يضرب الكاتب قسومة  مثلا من من الحالة الكردية , ويقول على أن  الأكراد سيقسمون أيضا  ,ولم يقل لنا الكاتب لماذا يريد الأكراد التقسيم , وكل من يعرف شيئا عن التاريخ السوري , يعرف على أن الأكراد , وهم أقلية قومية , وعددهم نسبيا هو أكبر من عدد العلويين , يريدون  التقسيم  لأن الحياة تحت الهيمنة العلوية لم تعد تطاق  , فقد احاطهم الأسد بالحزام العربي , واحاط الحزام العربي بالحزام العلوي , وسلبهم  هويتهم  السورية , حيث اعلنهم على أنهم غرباء  ,  واعادة الهوية السورية مؤخرا لهم ليس الا نوعا من الرشوة  لكي يقفوا عسكريا مع النظام  , الذي وعدهم بالاستقلال , والأكراد  يعرفون بشكل جيد  هذه الحيل  , لذا  لم يحارب الأكراد مع الأسد  , لأنهم يعرفون على أن وعوده  فارغة , وسينقض عليهم عندما تسمح له الظروف بذلك , والأكراد يريدون الاستقلال  لأن سوريا الأسد لم تؤمن لهم العدالة الاجتماعية  ولاالحرية ولا المساواة , ولا يوجد أي سبب منطقي  لانشقاق الأكراد عندما تكون هناك ديموقراطية ومساواة ,لذا فان المسبب  لنزعة الأكراد الانفصالية هي الأسدية  ومارساتها الديكتاتورية  والاجرامية بحق الشعب الكردي , وكم من كردي  مات تحت التعذيب أو  اغتيل , وليس آخرهم  تمو , وقد ماتوا لأنهم ارادو  لكردستان الاستقلال , وهل يريد السيد قسومة منا اغتيال من يريد  الاستقلال العلوي , وهل يريد قسومة  انتزاع الهوية السورية من مئة ألف من العلويين ,وهل يريد قسومة  انشاءحزام  عربي حول جبال العلويين  , وحول الحزام العربي حزام سني ؟ , اليست المعاملة  بالمثل  حق ؟. 

الاسئلة التي   لم يجيب السيد قسومة وأمثاله عليها كثيرة, اليكم بعضها  :لنفترض على أن الأسد خسر  الصراع مع المعارضة المسلحة   وذهب الى الساحل  ليقيم دولة علوية , ثم اعلن قيام هذه الدولة  تحت قيادتة, وهو الديموقراطي  حتى النخاع , والحديث عن دولة “علوية ”  ولماذا هذه الدولة “علوية”  اليس أكثر من ٤٣٪ من سكان الساحل  من غير الطائفة العلوية  , وكيف لهؤلاء الانطواء تحت جناح دولة “علوية” ؟  أهذه هي  ديموقراطية الأسد وديموقراطية قسومة , الا أن قسومة  وجد حلا لهذه المشكلة ,فقسومة  يقترح  تطهير الساحل   من الجيوب السنية  والعربية  , أي أن العلويين ليسوا عرب  , وما هوالقصد  العملي من كلمة  “تطهير”  ؟ هل يعني ذلك “تصفية ”  , واذا كان التطهير يعني تصفية  , فكيف سيكون حال العلويين في المناطق السنية  , هل سيجري تطهير المناطق منهم أي تصفيتهم ؟ وما هو حال المسيحيين  والتركمان  والاسماعليين  وغيرهم  ؟هل ستكون تصفيتهم ضرورية ؟  وسؤال آخر  , اذا خسر الأسد المعركة وذهب الى القرداحة  ,  هذا يعني انتصار  المعارضة المسلحة  , وعلى أي حدود من مملكة الأسد  ستقف هذه المعارضة عسكريا  ؟  هل يعلن الأسد دولة العلويين في القرداحة   , ثم تقف المعارضة المنتصرة عسكريا على الحدود التي يرغبها الأسد وتتفرج  , أليس كل ذلك  ضرب  من الجنون  والهذيان , من انتصر في سوريا  على الأسد سوف لن يتوقف  عند أي حدود  يرسمها الأسد , والوضع الدولي  سيساعد هذه المعارضة  , فمن حقيقة سيعترف بدولة الأسد في القرداحة , لربما ايران وحزب الله  , وهل يكفي ذلك لقيام دولة ؟. 

 الأكثرية العلوية  دعمت الأسد كرئيس للجمهورية السورية , الذي  أمن لهذه الأكثرية  نوعا من الهيمنة , وماذا سيقدم الأسد لأكثرية الطائفة العلوية في جمهورية القرداحة العلوية , لقد سرقوا البلاد  عندما كانوا في دمشق  ,وأي بلاد سيسرقون عند وجودهم في القرداحة ؟ . 

 تجزأة سوريا  بعد نصف قرن من الحكم الأسدي  هو برهان على فشل الأسدية  , وكيف  ستنجح الأسدية في القرداحة ؟ هل بممارسات الفساد مثلا  ؟ أو  بأجهزة الأمن أو  بالممارسات التي  نعرفها  في دمشق , وهل سيقبل الشعب العلوي   بالأسد الى الأبد في القرداحة , أو هل سيقبل الشعب  العلوي  (لقد أهملت وجود غير العلويين في دولة القرداحة  , لأن تصفية غير العلويين هو من ضمن البرنامج الاستقلالي  للعلويين )   بمضمون شعار الأسد أو لا أحد  ,  وهل سيقبل كل الشعب العلوي بالانشقاق ؟  يقال توجد معارضة علوية  قوية ضد الأسد , هل ستقبل المعارضة العلوية  بمشروع التقسيم ؟..حقيقة توجد أسئلة عديدة جدا  لم يعالجها كاتب مقال ” غوزة  علويستان ” السيد قسومة , ولو حاول علاجها  لما  كتب السفاف الي كتبه  , لاتوازن بين  أهمية الموضوع وعمقه  , وبين سطحية  طروحات السيد قسومة , وأساسا  ليس لتافه كالسيد قسومة  أن يتدخل في أمور كهذه , اختصاصه الشتم  , ويا ليته  بقي في اختصاصه .

  قرأت مقالة  قسومة ,وأعجب  من جورج بنا كيف  يعلق على هذه التفاهة ,  قسومة يقول  على ان قيام دولة علوية  حتمي , ثم يقول على أن انتصار الأسد  شبه أكيد وحتمي  ,  أي أن الأسد باق , والتقسيم سيحدث  , وهل سبيقى الأسد رئيسا للجمهورية السورية ؟ , أو انه سينتقل  الى رئاسة جمهورية العلويين في القرداحة ,وحتى لو كان اختصاص قسومة الشتم فقط مطلوب منه الحد الأدنى من  المنطقية , وأن لايناقض نفسه بنفسه , الأسد المنتصر يقسم !, لماذا  وهو الذي يدعي على أن الاستعمار يريد التقسيم , وفي مقال التقسيم بقلم قسومة   لم ينس  الكاتب  اشتم , لسبب في نفسه يقول على أن ياسين الحاج صالح  يمارس الهذيان  , ولم يقل لنا اخصائي الشتيمة   كيف يمارس ياسين الحاج صالح الهذيان وفي أي مجال .  صدق  أدونيس بقوله ..البعث لم ينجب  مثقفا واحدا .

 من يبشر بالتقسيم يعترف بهزيمة الأسد , ومن حيث لايدري  اعترف  قسومة  بهزيمة الأسد   , حتى قبل وقوعها, كم أنت غبي  ياقسومة . لا أعرف انسانا  يكتب تحت  اسمين مستعارين الأول رائد شما والثاني نوار قسومة كاتب مقال غزوة علويستان  , ثم انه يعترف بذلك   ,والملاحظ  على  أن  الكتابات تحت اسم قسومة موالية للأسد, والكتابات تحت اسم رائد شما  معارضة للأسد , ابتكار يحفظ طريق الرجعة  هنيئا لك ياقسومة على هذا المقال , ولنبحث عن  ماسيكتبه رائد شما بهذا الخصوص , سيكون العكس تماما  ,  الكاتب مستقيم جدا بممارسة الدجل 

الدول السورية المتحاربة” comments for

  1. قرأت مقالة قسومة ,وأعجب من جورج بنا كيف يعلق على هذه التفاهة , قسومة يقول على ان قيام دولة علوية حتمي , ثم يقول على أن انتصار الأسد شبه أكيد وحتمي , أي أن الأسد باق , والتقسيم سيحدث , وهل سبيقى الأسد رئيسا للجمهورية السورية ؟ , أو انه سينتقل الى رئاسة جمهورية العلويين في القرداحة ,وحتى لو كان اختصاص قسومة الشتم فقط مطلوب منه الحد الأدنى من المنطقية , وأن لايناقض نفسه بنفسه , الأسد المنتصر يقسم !, لماذا وهو الذي يدعي على أن الاستعمار يريد التقسيم , وفي مقال التقسيم بقلم قسومة لم ينس الكاتب اشتم , لسبب في نفسه يقول على أن ياسين الحاج صالح يمارس الهذيان , ولم يقل لنا اخصائي الشتيمة كيف يمارس ياسين الحاج صالح الهذيان وفي أي مجال . صدق أدونيس بقوله ..البعث لم ينجب مثقفا واحدا

  2. من يبشر بالتقسيم يعترف بهزيمة الأسد , ومن حيث لايدري اعترف قسومة بهزيمة الأسد , حتى قبل وقوعها, كم أنت غبي ياقسومة . لا أعرف انسانا يكتب تحت اسمين مستعارين الى كاتب مقال غزوة علويستان , ثم انه يعترف بذلك ,والملاحظ على أن الكتابات تحت اسم قسومة موالية للأسد, والكتابات تحت اسم رائد شما معارضة للأسد , ابتكار يحفظ طريق الرجعة هنيئا لك ياقسومة على هذا المقال , ولنبحث عن ماسيكتبه رائد شما بهذا الخصوص , سيكون العكس تماما , الكاتب مستقيم جدا بممارسة الدجل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *