يوما ما ستكون هناك نهاية لهذه الحرب الشيطانية في سوريا , ولطالما أعلن الأسد رسميا افلاسه السياسي , وعزمه على حل المشكلة عسكريا , ثم اعلن صراحة عن أهدافه , وأولها بقاء النظام الأسدي , حتى ولو كان ثمن ذلك احراق البلاد , والمواطن السوري أصبح متأكدا من جدية الوقاحة الأسدية وصدقها أيضا ..اننا نرى كيف يتم احراق البلاد , ونرى أيضا انعدام الخجل عند كتائب الأسد , التي لاتتورع عن استخدام أي سلاح ضد الشعب , وأقول الشعب ! , وأنا متأكد من أن الثورة في سوريا هي ثورة الشعب بكافة أطيافه وفئاته ,ذلك لأن الثورة ليست تسلية والثائر الذي يغامر بحياته لايقوم بذلك لسبب بسيط أو هفوة أو نزوة , يقوم بذلك منطلقا من يقين , واليقين هنا هو أن الحياة مع الأسد لم تعد ممكنة , وان بقاء الأسد أضر من تخريب البلد , ذلك لأن بقاء الأسد لايعني أقل من تخريب البلد , بينما الثورة قد تعني في حال نجاحها فتح أفق جديد لبناء الدولة السورية الجديدة , التي تحترم المواطن ويحترمها المواطن .
من هنا أعتقد جازما على أن الأسد مستعد لاحراق البلد , وان الثورة مستعدة لرؤية البلاد تحترق في سبيل انهاء وجود الأسد وطغمته وعائلته , وبذلك تكتمل موجبات مبدأ “اما قاتل أو مقتول ” ثم موجبات ” أن أكون أو لا أكون ” , انها حرب وجود , ولا علاقة لها ببعض الاصلاحات , الهامشية , وحتى الاصلاح الهامشي مستعصي على الأسد , لأن كل اصلاح , مهما بلغ من هامشية , يعني تناقص امتيازات الأسد وجماعته بنفس كمية الاصلاح ..انهم يسترزقون بالسرقة مثلا , وكل نقص في السرقة يعني نقص في مدخولهم , ثم انهم يعرفون المبدأ الذي يقول على أن البدأ في الاصلاح يعني الاستمرار به ويعني بداية نهاية الفساد , وكيف يمكن للأسد أن يبقى بدون فساد ؟, وكيف يمكنه تجنيد الزبانية دون تأمين مصدر لرزقهم ؟ الاصلاح يعني نهاية الأسد ,ثم ان الفاسد لايصلح , ولو كان بنيته الاصلاح لما أفسد الى هذه الساعة والى هذا اليوم .
لايفيد التباكي على سوريا التي تحترق , ولا يفيد التحسر على فقدان السلطة للوطنية والأخلاق , ولا يفيد اتهام السلطة بالطائفية , فالطائفية هي السبيل الوحيد لتعبئة مجموعة من المؤيدين وتشجيعهم على الموت في سبيل الأسدية , لأن الأسدية أقنعتهم بأن الهزيمة تعني الموت , لذا فان التضحية القصوى التي قد تعني الموت هي الطريق الوحيد للحياة ..انها قناعتهم , والأسد نجح باقناعهم بها , لذا فان الحرب مع التخريب أو بدونه , مع التقتيل أو بدونه هي الطريق الوحيد للنجاة , ونتائج الحرب هي التي تحدد من نجح ومن أخفق .
ولكن هل يمكن للاسد أن ينتصر , واذ انتصر هل بامكانه أن يحكم ؟ . امكانية انتصاره واردة نظريا ومستحيلة عمليا ,فبعد عولمة الحرب السورية يمكن القول على أن انتصار الأسد يعني انتصار روسيا وايران وحزب الله على الغرب , وهزيمة الغرب هنا مستحيلة , لذا فان هزيمة الاسد أكيدة , واذا قلنا على أن الأسد انتصر بقدرة قادر ومساعدة المهدي المنتظر , فكيف سيحكم البلاد ؟ وماذا سيقول للبشر ؟,هل صدق أهل بابا عمرو ماقاله لهم الرئيس التعيس ؟ وهل يمكنه التجول فخورا بالنصر في أحياء حلب وفي دير الزور وادلب وحمص ..الخ , منطقيا لايملك انسان في هذا العالم مايكفي من الفجور الذي يمكنه من ممارسة زيارات الشماتة التي سوف لن يقدر له القيام بها .
انطلق من حكمة التاريخ التي تقول على أن المستبد بائد لامحالة , والأسد كأي مستبد فاسد هو بائد , وسوف لن يقتنع بذلك , لأنه منفصم عن الواقع ولأن ادراكه مضطرب ولأنه لايوجد في حاشيته من يستطيع ارشاده وتوعيته , ويقال على انه مستعصي على النصيحة , لأنه عنيد , العناد في الحياة السياسية هو ترجمة للغباء ..انظروا الى سوريا واسألوا ان كان ذلك ممكن لو أن الرئيس ذكي , لقد دمرها عن بكرة أبيها ,قائلا في كل مناسبة , ان اسرائيل والأمريكان يريدون تدمير سوريا , نعم وممكن , الا أن الأسد في هذه الحالة هو الذي حقق لهم مايريدون , لقد كان بشار الأسد الذي حقق لاسرائيل ماتريد , ياللعار يابشار !