شرعية الثورة من لا شرعية السلطة

بقلم :نسرين عبود

 

 

لايشكل خروج الناس الى الشارع لتحقيق غاية مباشرة مثل اسقاط الرئيس أو اسقاط نظامه  دائما فعلا ثوريا  بكل ماتعني كلمة “ثورة ” من معنى  , الا في ظروف  لاتسمح بتداول آخر للعمل السياسي  , الذي يهدف جزئيا الى  تحاشي تجريم وتخوين الفاشل , الذي عليه أن يرحل في حال فشله , واذا  لم يرحل  لأنه يظن على أنه ابدي  , كرئيسنا  بشار الأسد ,  عندها  يمثل خروج الجماهير الى الشارع عملا ثوريا  بكل ماتعني هذه الكلمة من معاني , وعندها يتحول الرئيس  الفاشل  الى مجرم  ,   ويسقط مبدأ عدم التجريم  والتخوين , وبدلا من أن يذهب الرئيس المنبوذ  الى بيته , يكون ااسجن  والعقاب من استحقاقه   ,وحتى تطور الأمر الى تنمرد ثم مواجهة , والى قتال ثم الى حرب أهلية , وحتى الى تدمير  مرافق عديدة من البلاد  هوعمل  ثوري شرعي    مجيد , اكتسب شرعيته من لاشرعية الحاكم المستبد المتعنت , والذي أوصد كل   مخارج رحيله  والتصق على الكرسي  واعتقد على أنه أبدي .

عندما توصد سلطة ما الأبواب أمام  امكانية تغييرها   بارادة الشعب والدستور , كأن  ينص الدستور على عدم امكانية محاكمة الحاكم المتسلط بالرغم من أخطائه , أو ينص الدستور على  امكانية الرئيس من حل كل مؤسسة أو مجلس لايروق له ..مجلس الشعب مثلا , أو الهيئات القضائية العاليا , أي عندما يحصن رئيس ما نفسه  بدستور من صنعه وعلى مقاسه , عندها يفقد هذا المتسلط الشرعية , التي تكسبها  عندئذ  كل حركة تريد  ترحيله أو احلته الى القضاء  (  الشرعية الشعبية الثورية ).

رئيس  يدستر الديكتاتورية  ويحذف من الدستور كل وسيلة لازاحته هو رئيس  فقد الشرعية حتى قبل ندلاع اي تمرد ضده , التمرد يسمى عنئذ  ثورة مجيدة وشرعية  ,  وشرعية التمرد تستقيم مع كل أشكال هذا التمرد , وحتى الشكل الاجرامي لممارسة التمرد  لاينفي عن التمرد  صيغته الثورية  والشرعيىة , ذلك لأنه ليس بامكان التمرد  فرض  شكل تداول  الصراع   على الجهة الأخرى ..سلمي ..عسكري ..انتقامي ..وحشي .. الخ , وكل دعوة  لأنسنة ممارسات التمرد ضد حاكم متوحش  هي دعوة للاستسلام له , ومن المستحيل  على  سبيل المثال  أن يبقى التمرد  أو أن تبقى الثورة السورية  سلمية   في وجه بنادق ومدافع  الادارة المتوحشة .

الادارة المتوحشة  تعيب على الثورة   عنفها   وتدعي على أن  نجاح  الثورة السورية  السلمية  مضمون أكثر من نجاح المسلحة , وهل يمكن  تصور صدق هذه النصائح ,فالادارة الأسدية المتوحشة  لاتعطي  النصائح الصادقة للمعارضة  , ولا ترسم للمعارضة طريق النجاح , وكيف يمكن للأسد منطقيا  أن  يدل المعارضة على الطريق    الذي يقود الى هزيمته  , وهو الذي يريد هزيمة المعارضة بأي شكل , حتى باستخدام السموم  , وهو الذي  يهدد بحرق البلاد  في حال  نجاح المعارضة , الأسد لايريد بنصائحه نصرة المعارضة , بل يريد استدراج المعارضة  لممارسة نوع من المقاومة  يسهل عليه  كسره وابادته .

لقد فقد الأسد وادارة التوحش التي   يمارسها   الشرعية بدون منافس عليها   ,  ان طبيعة دستوره   لاشرعي, دستور  يتضمن  مادة مثل المادة الثامنة  أو المادة الثالثة أو المادة 198,  ودستور يتضمن مواد تسمح للرئيس  بتعيين القضاة   وتسريحهم من مناصبهم حيث يحلو له ذلك , لايستطيع اعطاء الشرعية لأحد  وحتى للاسد , أي أن الأسد  دستوريا  لاشرعي , ولا حاجة هنا  الى الثورة أو الجيش الحر  لمزاحمته على الشرعية  التي لم يملكها ,  وما هو هذا الدستور الذي ينص على أن  عمر المرشح للرئاسة يجب أن يكون  أكثر من اربعين عاما , عندما يستطيع المرشح  الكريم , حتى قبل انتخابه كرئيس ,  أن يغير الدستور خلال خمسة دقائق   وتحت تصفيق   الماشية, التي تشجعه  لممارسة العهر والاغتصاب على قارعة الطريق  وفي وضح النهار .

استحضر أحيانا لحظات الانحطاط قبل 13 عاما , وبأي  مقدرة تملقية  وسفالة مارس مئات من  المهرجين في كرخانة الشعب  المسماة مجلس الشعب أفعالهم المنكرة , اذا كان تمثيل هؤلاء للشعب السوري حقيقي , فلا يستحق هذا الشعب  الاحترام ولا الحياة ,أي انه فضلات بشرية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *