واجب الخيانة في سوريا الأسد

نبيهة حنا :

    قال محمد الماغوط  بحق ” الوطن الذي لايحترم المواطن جدير بالخيانة ” وبكلمة وطن قصد الماغوط الحكومة أو السلطة!

الوطن هو  حالة اعتبارية , بينما السلطة أو الحكومة فهي حالة واقعية , يمكن خيانتها أو  الولاء لها , كلام الماغوط واقعي جدا  , خيانة السلطة ضروري وواجب  .. عندما  تخون السلطة الشعب  , وعدم احترام السلطة للشعب هو نوع من  التقصير,  وببعض  المبالغة  يمكن   التحدث  عن  خيانة  ,   من   الطبيعي   أن  تذهب   السلطة  القاصرة   أو  المقصرة  ,  أما   السلطة  الخائنة   فنحاكم….  طبعا  ليس   في   سوريا .

كل جهود الماغوط وغيره من  المثقفين  من أجل اعطاء البلاد وجها حضاريا  باءت بالفشل بسيبب مناعة السلطة الحاكمة   ضد التحضر وبسبب  استماتتها  من أجل البقاء على كرسي الاستغلال والاستبداد والقهر , اما الاحراق  أو البقاء !, اما الأسد أو احراق البلد , هذا الشعار يطبق بحذافيره .

شعار الماغوط يعكس تحضره  وواقعيته , فكيف يمكن لشعار سلطوي أن   يحدد الحالة التي  يجب بها خيانة الوطن أن يكون ؟     لنسأل  السلطة  أو نسأل سلطوي عن  الجواب ,  السلطوي نارام سرجون  قالها بفصاحة وصراحة  ووقاحة ” وطن بلا مشانق جدير بالخيانة ” وهل يوجدأصرح وأوضح من ذلك  , والبرهان على أن هذا الشعار  هو شعار السلطة  وليس شعار نارام سرجون فقط , هو  الواقع , الذي  يظهر تطبيقا حرفيا  لهذا الشعار , المشانق  موجودة في كل مكان  , في السجن تغتال   مخابرات  الأمكن  الأمن  الشاب لورانس كمال رعد  , وفي الحي يغتال برميل المتفجرات  الطفل والكهل والعنزة والقطة والأب والأم  والدجاجة  ,  وعلى قارعة الطريق   اغتالت الصواريخ  البشروفتت   الحجر,  وفي القتال    هناك الاعدامات  الميدانية , ومن لم يمت في السجن أو  في الحي أو المعركة   , فقد هرب  وعدد من هرب من الشعب السوري تجاوزالملايين  . .

قبل عدة سنوات هرب  نائب رئيس هذه ةالجمهورية التعيسة السيد عبد الحليم خدام , وبعده بفترة ليست قصيرة هرب فراس طلاس  ابن وزير الدفاع السوري السابق طلاس ,والهروب  كان دليلا على وجود علاقات غير ودية بين الهارب والأسد , وبسبب  العلاقات الغير ودية حكم القضاء السوري  باسم الشعب  السوري  العظيم  على طلاس وعلى خدام بالاعدام  حتى الموت , حكم قطعي غير قابل للنقض أو الاستئناف .

 قصة خدام وطلاس   بايجاز  شديد  : خدام  عمل مع الأسد الأب  والابن عشرات السنين  … كان ذراعهم الأيمن  , وكل جرائمهم  جرائمه , وكل جرائمه جرائمهم , سرقوا سوية ….ليس  بالتساوي  طبعا  , ..انه الرئيس  ياناس   !!!, اغتصبوا    سوية  , استعبدوا سوية , وأفسدوا سوية , وكل سوء ادارة فعلوه سوية ,  استمر  كل  ذلك حتى هروب الخدام  ,   اذ  من  الطبيعي جدا  ان تنفرط شراكة اللصوص  يوما ما , مثلا عندما يشعر لص  بأن حصته من الغنائم قليلة , أو عندما يحاول لص أن يسرق اللص الآخر …على كل حال  انتهت الشراكة  ورحل خدام الى فرنسا  حيث  سكن القصر الذي قدمه له الصديق المشترك لخدام والأسود ,  فبين خدام  والأسود وهذه الجهة قرابة دم عن طريق التزاوج .

بعد رحيل الخدام تكاثرت الاتهامات  بين  شركاء   الأمس  …هو في فرنسا  وهم في سوريا  , والتراشق بالشتائم من تحت الزنار كان عبر المتوسط ,  لم  أصعق بسبب   حكم   الاعادم , انما تعجبت  عن عدم صدور حكم مشابه بحق الأسد , هنا تذكرت يارجل على اننا في سوريا الأسد ,  وهنا صعقت  أكثر ..اننا لسنا في دولة  وانما  في مركز تجمع  اسوء عصابات العالم .

اما بالنسبة للمحكوم الآخر  فراس طلاس , فلايجوز مقارنته بالأسد , الأسد سيد الوحوش , وفراس طلاس وحش من الوحوش ,تجوز مقارنته مع رامي مخلوف مثلا  , مع أن رامي نمرة أكبر   بسبب القرابة الدموية للأسود , تجوز مقارنته من  شخص مثل عاطف نجيب  , الا أن طلاس لم يعمل في تقبيع الأظافر  وقتل الأطفال  ولم يكن سجانا  ولم يعذب أحد وعلى علمي لم يقتل أحد , لقد كان أحد الطفيليين الذين استرزقوا  من فضلات الفضيل   ..انه نمرة متوسطة في جهاز الفساد , كسب   بعغض المليارات  من الدولارات  ,  ولا  يختلف  عن نمرة صغيرة من أل مخلوف , لقد  هرب وبالتالي توقف عن السلب والنهب  , في حين لايزال  غيرهم  من  اللصوص  يمارسون مهنهم المعروفة.

وبالرغم من توقفه  عن  السرقثة   واستمرار غيره في مزاولة المألوف في سوريا , حكمت المحكمة الفاضلة باسم الشعب باعدام فراس طلاس , وماذا   عن  رامي ؟ وهل   كان  رامي   أقل  لصوصية  من   فراس  ؟ , هنا تذكرت على اننا ياصديقي في سوريا الأسد   ..سوريا العصابات  الشرعية  …سوريا الفساد الذي لايمكن تصور فسادا أشنع منه  , سوريا العصابات  ..عصابات آل الأسد وعصابات آل مخلوف , وعصابات آل طلاس …وحمشوغيرهم , وما فائدة البكاء على سوريا  رحمها الله  , لقد ماتت !. بالواقع لقد اعطتنا سوريا عمرها  وبقيت الزبالة  ومن حق الانسان السوري  أن يشعر على أنه  يعيش على جبل من القمامة ..سوريا القمامة , ومن  لايخون القمامة   يخون شرفه ووجدانه وضميره  ويخون انسانيته .

لاحاجة  لهذه  الوقائع لكي  نشم رائحة التفسخ السوري  النتنة  , يكفي استيعاب  شعار  زعامة العصابات  الذي يقول :وطن بلا مشانق جدير بالخيانة , هذا الشعار  يقول كل شيئ  عن الانحطاط والسفالة  ومستنقع الفساد الذي يعيش به 23 مليون  حشرة .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *