الاعدام المريح في جمهورية الخوف

ابقلم:الياس متري

الصحفي بلال أحمد بلال  من معضمية الشام  , عمل كصحفي في نقل اخبار المعظمية  والتعليق عليها  , وكان نشيطا في  مجال التواصل الاجتماعي ,  وبسبب كل  هذه الجنايات  حكم عليه بالسجن فقط 15 عام ,، أي انه سبموت بالتدريج  خلال 15 عام ,  وعكس ما ادعى نبيل فياض  من أن  السجون السورية  هي دور نقاهة , هذه السجون هي  بالنتيجة مقابر  ,  ونزلاء هذه السجون هم  بشر يتواجدون بين الموت والحياة   ,  ومن النادر أن  يمكث انسان في هذه السجون  تلك المدة  ويبقى حيا  , لذا  فان الحكم عليه بخمس عشر عاما   هو في الواقع حكم بالاعدام  ,اعدام تدريجي  ,  يموت منه كل يوم جزء ..انه موت بالتقسيط المريح  أو بكلمة أخرى موت بطيئ .

النظام السوري , خاصة  القضاء السوري  , وبالأخص القضاء العسكري   لايحكم باسم الشعب الا بالعدل ,  والعدل يفرق بين نوعين من ممارسة مهنة الصحافة , هناك  نوع  وطني كالذي نراه في سانا ووزارة الاعلام والبعث والثورة وتشرين , هنا يستنسخ  هذا المسخ الصحافي  مايقوله الأسد ويضيف عليه المديح  المطلوب بحيث تصبح الطبخة أكثر وطنية , ونوع تآمري , وهذا النوع  الخبيث يعني على أن الصحفي الخائن  ينشر رأيه الخاص دون الاسترشاد بالأسد , ولا يقتدي بوكالة سانا  , التي لاتعرف الكذب اطلاقا … .

لنترك المزح  وننتقل الى الجد  , اذا كان  سبب الحكم بالموت البطئ خلال 15 عام على الصحفي  لأنه نشر معلومات كاذبة أو رأيه الشخصي , فانه من الواجب الأخلاقي أن يحكم على سانا وكل من يعمل بها  ووزير الاعلام وكل من يعمل بوزارته بالسجن مدى الحياة, لأن سانا ووزارة الاعلام  هم من  أوجد الكذب والدجل , ومن لايصدق عليه سؤال بسام القاضي عن  مصداقية سانا ووزارة الاعلام  , وقد اخترت عمدا بسام القاضي  لأنه بعد  دورة ” فلق ” في سجون مخابرات الطيران تخرج من السجن  وقد اصبح مواطنا  وطنيا شريفا ,   ويريد تعليق كل المعارضة السورية على الخشبة  , وبعد الشنق يريد الرقص على الجثث , وبهذه المناسبة يجب ذكر الكاتب المشهور والصيدلاني نبيل فياض , الذي تعلم كثيرا في السجن السوري , بحيث  وجد فياض السجن وكأنه دار نقاهة    تحولات  بسام القاضي  ونبيل فياض  وانقلابهم  لم يكن  صعبا على المخابرات الجوية ..ثلاثة أيام فلق , وثلاثة أيام تعليق في السقف   ,  ويصبح العنيد بمنتهى المرونة .

لو كانة الصحفي بلال هو الوحيد الذي  يموت ببطئ في البلاد لهان الأمر كثيرا , من نوعية بلال يوجد عشرات الآلاف  من  المحكومين  بسجن يتراوح بين  10 و30 سنة لأسباب مختلفة , من أهمها التعرض لسيادة الرئيس , وهذا التعرض يوهن الدولة (المادة 298)  والدولة الواهنة تحكم  على الجاني في هذه الحالة حكما قد يصل الى الاعدام شنقا حتى الموت …انكم تعيشون في مزرعة الأمن والأمان الأسدية , احمدوا ربكم واشكروه على نعمه عليكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *