وطن المشانق جدير بالخيانة !!

by:N.abboud

هناك أعراف  وتقاليد سياسية   دولية تنظم تصرفات الساسة حيال  كل تطور أو حدث  , مثلا  لو قام ٧٣ ضابط كبير من الجيش الأمريكي  وطلبوا اللجوء  في روسيا  , لسقطت الحكومة  الأمريكية خلال دقائق  وقبل ذلك استقال كل من له علاقة بالجيش  وأولهم رئيس الجمهورية  , ولجلس الكثير منهم  أمام القاضي …حدث من هذا النوع  هو حدث عملاق  ..هو زلزال  ولا يتكرر كل يوم , أما في سوريا  فلا استقالة لوزير الدفاع ,ولا سؤال  عن كيفية  الهروب واللجوء الى تركيا, ولا عن أسباب اللجوء ,  وأصلا سوف لن يعترف الاعلام الحكومي  بهذه الواقعة  , واذا  اضطر على الاعتراف  سيكتفي  بكيل الشتائم  للاجئين , وسيتهمهم بأنهم باعوا نفسهم للشيطان  وخانوا الوطن , وذلك بالرغم من أن  هروبهم من الخدمة  عند الأسد واجب مقدس ,  الأسد يريد منهم قتل شعبهم  وهم يرفضون ذلك بحق , ومن يرفض  الأوامر  تجري تصفيته ميدانيا  ,  لذا الهروب  أولا ثم العمل ثانيا على انقاذ الوطن  , وانقاذ الوطن لايتم الا  عن طريق تنظيفه من الفساد والمفسدين , وأولعهم رئيس منظومة الفساد  وزعيم  الشبيحة , وزعيم منظومة الفساد لايرحل طوعا  ,لذا  لابد من ترحيله قسرا , والقسر يعني التعامل  مع البندقية  …شر للأسف لابد منه   .

من الأرجح أن  ينضم هؤلاء الضباط الى احدى  فصائل  المقاونمة المسلحة في سوريا  لربما الجيش الحر ,  وفعلتهم من الهروب الى  الانضمام الى المقاومة هي فعلة سامية جدا  وتستحق التقدير , انه عمل وطني بامتياز ..قتال أعداء الوطن  هو قمة الوطنية , وما السلطة  التي تستعمر الوطن الآن  الا سلطة غاشمة خائنة سلبت ونهبت الوطن ,وعلى مسؤوليتها تقع أعمال التقتيل والخطف والسجن والتخريب ,  لقد اقترفت هذه السلطة الكثير  من الأخطاء  , ولو رحلت   في الوقت المناسب  لقال الشعب ..أخطأت ورحلت  ولا أحد معصوم من الخطأ , أما أن تبقى   وتقتل الشعب من أجل بقائها , ومن أجل بقائها تدمر البلاد  , فهذا لم يعد  سياسي  اطلاقا , انه اجرامي  , وعلى المجرم أن ينال عقابه .

معالم الدولة  المفقودة متعددة   , منها مثلا  تصرف الرئيس  بالكيان  وكأنه ملك خاص له , والمالك للكيان أو المزرعة  لايخضع للقانون  أي انه من الممنوع محاكمته  مهما فعل “حسب الدستور  الجديد” , وعدم اخضاع  مواطن للقانون   هو دلالة على أن هذا الشخص فوق  القانون , وهذه خاصة عشائرية  حيث ان زعيم العشيرة هو القانون أو فوق القانون  أو بالأصح هو العرف ,ولا توجد دولة في العالم  ينص دستورها على عدم محاكمة رئيس الجمهورية , ولا توجد دولة في العالم بدون  بعض السلطات الاربعة الا في سوريا , ففي سوريا لاتوجد سلطة تشريعية  , التشريعلت يضعها الرئيس بشكل مراسيم   , ولا توجد سلطة تنفيذية  ,  لأن السلطة التنفيذية بيد الرئيس   , انه التشريع والتنفيذ  , ولا توجد سلطة قضائية , والرئيس هو السلطة القضائية ..يحاكم ويحكم ويسجن   وعندما يقتل ابن عمه اثنين من جنود الجيش  , يأمر الرئيس بعدم ملاحقة بشار طلال الأسد , كما انه يسجن ميشيل كيلو سنوات  لحمايته  من الاغتيال من قبل رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع ,  يهب  المال  وكأن خزينة الدولة بيت مال  , لاراتب له ’,  وقد كان البترول السوري على مدى عشرات السنين بمثابة “خرجية الجيبة” لايدخل في الموازنة العامة , مع أنه يشكل 20٪ من  الموازنة , الرئيس  يملك حوالي 70 مليار دولار  , أي خمسة أضعاف ميزانية عام واحد   , وبالرغم من كل الاتهامات بالاختلاس   لايجد الرئيس ضرورة للقول   على أنه فقير ولا يملك المليارات ..انها كذبة !, أو يقول انه  كسب المليارات  من بيوت الدعارة  أو ربحها بالكازينو ..الخ .

اما السلطة الرابعة المفقودة , والتي تشكل أهم معالم “الدولة”  فهي  سلطة الصحافة  ,  لاتوجد في سوريا جرائد  ,وانما صفحات مكتوب عليها مواويل   مدح الرئيس  وتراتيل تمجديه ,وما هي عواقب  انتقاد الرئيس ؟من ينتقد الرئيس خسر أولا حياته , وقد يسأل أحد كيف انتقد الرئيس , ألا أخاف على حياتي ؟ نعم أخاف على حياتي  لوكنت  أعيش في سوريا , ولو تجرأت على زيارة وطني  ولو انتقدته باسمي الصريح … اسمي مستعار  والوطن الذي  اعيش به الآن مستعار أيضا , وعقلي مستعار من حضارة البلاد التي اعيش بها  الآن , لقد اجبر حضرة الرئيس  الشعب السوري على ااستجداء كل شيئ , من يعيش في الوطن يستجدي الآن القوت والماء وليتر البنزين  والبندورة  حيث  وصل سعر الكيلو الى 100 ليرة سورية , ومن يعيش في الخارج يستجدي  الاسم  والوطن  والعقل  والكرامة  والحرية ,أليس من مفارقات الحياة  ان يشعر الانسان على انه محترم  وله حقوقه في الغربة  أكثر من  احترامه في وطنه , أليس  من مفارقات الحياة   ان  أعيش في جو من العدالة والمساواة   في الغربة  , وفي وطني  لاعدالة لي ولا مساواة , وحياتي كلها في سوريا لاتساوي فرنك … وماذا  يحدث لو اغتالني شبيح ؟؟.

قبل أيام قرأت شعارا  في سيريانو مصدره جهة سلطوية , الشعار يقول ..وطن بلا مشانق  , جديربالخيانة  ..ياللعار

تحديث:انشقاق الضباط الثلاثة والسبعين كان في يوم 14-6 ,وفي يوم 15-6 انشق ثلاثين عسكري من الحرس الجمهوري  ومن الفرقة الرابعة وانضمو الى الثوار

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *