انسحاب للجيش السوري من الجولان

بعدما سحبت الحكومة السورية جزءاً كبيراً من قواتها المنتشرة في هضبة الجولان المحتلة، ازدادت حدّة المخاوف الإسرائيلية من أن يلجأ «الجهاديون» لاستخدام المنطقة ضدّها، وهو ما أشارت إليه صحيفة «الغارديان» البريطانية بأنه مؤشر يدلّ على زيادة خطر تدخل إسرائيل في الصراع السوري. كما أثار تراجع القوات السورية، بحسب الصحيفة، التكهنات بشأن مصير قوات حفظ السلام الدولية («الأندوف») في المنطقة، لا سيما من الناحية الإستراتيجية.
ونقلت الصحيفة، في تقريرين منفصلين، عن ديبلوماسيين غربيين وصفهم انسحاب القوات السورية بأنه «من أبرز الخطوات التي حدثت خلال 40 عاماً»، لافتة إلى أن سحب القوات تمّ من أجل إعادة نشرها بالقرب من دمشق لمواجهة المعارضة.
وتعود الصحيفة إلى سبب خوف إسرائيل من «الجهاديين» لتؤكد أن قوات من المعارضة تحركت نحو الجولان لملء الفراغ، وهو ما يزيد من احتمال أن يستغل «الجهاديون» الوضع لاستهداف إسرائيل.
في هذه الأثناء، تجد «الأندوف» نفسها في موقف حرج، حيث تحولت إلى هدف ضعيف بعد انسحاب القوات السورية، وهو أمر قد يدفع الدول المشاركة إلى إعادة التفكير بشأن نشر قواتها، لا سيما القوات النمساوية التي تشارك بأكبر عدد من الجنود. وبحسب الصحيفة، فإن انسحاب القوات الكرواتية في شباط الماضي رتّب أعباء إضافية على القوات النمساوية للبقاء».
ويأتي كلام ديبلوماسي غربي للصحيفة ليعزّز المخاوف، حيث يؤكد أن الحكومة السورية سحبت واحداً من أفضل قواتها من الهضبة المحتلة، شارحاً أنها استبدلته بأسوأ الألوية أداءً. ويشدّد هنا على الدلالة البارزة للخطوة.
وتشغل إمكانية انسحاب قوات حفظ السلام بال الإسرائيليين بشدة. وفي السياق، يقول مسؤول حكومي إسرائيلي لـ«الغارديان» إن «إسرائيل على علم بقيام بعض القوات المشاركة بالتفكير مرة ثانية في البقاء، ولذلك فقد تواصلنا مع القوات لمحاولة التعرّف إلى خطواتها المقبلة في حال ازداد الوضع سوءاً.. كما نتواصل مع نيويورك (مقر الأمم المتحدة) لمعرفة ما إذا كان هناك من بديل لقوة ما في حال قررت الأخيرة الانسحاب». ويضيف «ليس هناك من سيناريو لانسحاب او حلّ كامل لقوات حفظ السلام، ولكننا خائفون من حساسية الموقف».
بدوره، يحذّر القائد السابق لوحدة الاتصال في الجيش الإسرائيلي والمسؤول عن العلاقات مع قوات حفظ السلام باروخ شبيغل من أن « أي انهيار فعلي للقوة يجب أن يتم التعاطي معه بحذر شديد»، مضيفاً بأنه «إذا كانت الأمم المتحدة غير قادرة على أداء مهمتها، فإن ذلك سيكون بمثابة معضلة كبيرة، ينبغي أن يتم التعامل معها بمسؤولية شديدة».
وكانت الصحيفة أشارت إلى أن الطريق الآن أصبح مفتوحا أمام إسرائيل للتدخل في سوريا والوصول بجيشها إلى أي مكان تريده، والاستيلاء على المزيد من الأراضي، خاصة أن القوات الدولية سوف تنسحب قريباً.
ويتوقع محللون أن تقوم إسرائيل قريبا بهجوم للسيطرة على بقية الجولان، خوفا من تحولها إلى قاعدة للمتشددين الذين يعتبرون إسرائيل العدو الثاني بعد النظام السوري. (عن «الغارديان»)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *