القرار وطني ! وماذا عن نتائجه ؟

تحدث الرئيس  في أول جواب على سؤال االاخبارية عن القرار الوطني , والرئيس اراد للجلاء والاستقلال أن لايكون فقط جغرافيا , وانما  ارادة  وقرارا , واستقلال “القرار” هو من أهم منتجات الاستقلال الحقيقي , وهذا القرار المستقل هو مايسمى “القرار الوطني” , وقد يسأل أحد عن مضامين تعبير “القرار  الوطني” في سوريا , ماذا يعني ذلك عمليا  وماذا يعني الرئيس بذلك ؟

كل شاردة وواردة   في سوريا هي  حسب الدستور  المقاس على قامة الرئيس هي من صلاحيات ومهمات بشار الأسد , صلاحياته تفوق صلاحيات أي ملك أو ديكتاتورأو طاغية في العالم   , وصلاحياته تشبه صلاحيات  صاحب مزرعة…مطلقة…يستطيع أن يفعل ويعمل بملكه كما يريد , وقد  تم تحويل الجمهورية السورية الى سوريا الأسد تماشيا مع اسم المالك , الذي هو الآمر الناهي في المزرعة  , وقراره بالتالي هو القرار  الذي يؤخذ به , وحقيقة يجب القول على أن قرار الأسد في المزرعة هو قرار شخصي, الا أن ضرورات التمويه  على المزرعة تقتضي  اعتبارها دولة  , وبالتالي  يسمى قرار الأسد بالقرار الوطني .

القرار الوطني  , أي مايصدر  عن السلطة  من قرارات ,هو قرار الأسد ,فالأسد هو سوريا  وسوريا هي الأسد ,الا ان الأمور ليست بتلك الاستقامة , فهناك شك بوطنية قسم كبير من قرارات  الأسد, والبعض  وصل  مع قرارات الأٍسد الى حد مقارنتها بقرارات  الاستعمار الفرنسي , ومن حيث فائدة هذه القرارات  يمكن القول على  أن القرارت الفرنسية في الكثير من الحالات كانت قرارات أكثرفائدة وبالتالي أكثر وطنية  من قرارات الأسد ,فالأمور أيام فرنسا لم تكن بسوء الأيام مع الأسدية  , التي نهبت البلاد أكثر من نهب فرنسا لها ..الأسدية  وفسادها  ارغم البعض الى  التحسر على المستعمر الأجنبي  ,الذي ترك   بوضع  يسمح بتطويرها ديموقراطيا  , كانت هناك انتخابات حرة  , ولم تكن هناك طائفية هذه السنين المرة مع الأسدية , بدايات ديموقراطية  مزقها العسكر أكثر من مرة  ولم تمت  , الى أن جاء عبد الناصر , وبعده تطورت البلاد , خاصة في ظل الأسدية , لتصبح ديكتاتورية من أقذر ديكتاتوريات الكون , ولتشتعل نار حرب أهلية  حتمية , التي لايعرف الكون أقذر منها  , ولتصبح البلاد انقاضا , حيث تلوح الآن رايات الدويلات السورية  وويلات الحروب  بينها , وكل هذا تم تحت مظلة  السلطة الأسدية , التي تقول على أن قرارها “وطني” , وأين هو “الوطني” في تدمير الوطن ؟؟

لقد ناهضت  الحركات الاستقلالية الوطنية  الامبريالية الخارجية بحق , الا أن هذه الحركات استمرت  في تغذية وجودها الفاشل بنفس الشعارات  التي أطلقتها قبل الاستقلال , مبررة ذلك “بشكلية” الاستقلال وعدم كماله ,وهذه الشكلية الافتراضية  ازدادت مع الزمن   , وكلما ازدادت تطرف  الترويج لها   ,حيث أصبحت  هذه الشعارات وفلسفتها غطاء  للفشل المستمر   , الذي يتطلب عملية استقلال وهمية مستمرة ( ديناميكية قميص عثمان ) ,فهناك من قال على أنه توجد عدة استقلالات في سوريا  , أولهم  عام 1946 , ثم استقلال ثاني وثالث , وبشار الأسد حقق بسياسته الحكيمة الاستقلال الثالث  , والمرحوم والده  الاستقلال الثاني, ولا نعرف كم سيوجد من استقلالات  في المستقبل , ولحد  الآن  يوجد لكل أسد استقلال , ومن يبحث في خواص  الاستقلال الثالث على سبيل المثال  لايجد الا الخراب ..فالخراب أصبح أسديا استقلال   , وهل يمكن القول على أن التخريب  تم  بقرار” وطني “؟

 القرارات التي اتخذتها الأسدية طوال نصف قرن تقريبا ,هي حسب  منطق الأسدية قرارات وطنية  , الا أن نتائجها  ليست وطنية بالمطلق ,  وقياسا على النتائج يجب القول  على أن القرارات لم تكن وطنية , أتحكم الأسدية البلاد نصف قرن من الزمن بقرارات ليست وطنية! والكارثة الأعظم هي أن الأسدية تريد  استعمار البلاد  الى الأبد  وبقرارات ليست وطنية , واذا لم تكن القرارات وطنية, فيجب أن تكون استعمارية خارجية تآمرية  , فهل من المعقول أن يقبل الشعب ذلك ؟ وهل من المعقول أن يقبل الشعب  الى الأبد  تلفيقا وخيانة من هذا النوع البدائي ؟.

حقيقة  لست ميالا للفرز بين  وطني  وغير وطني , ووطنية  انسان لاتزول لمجرد ارتكابه أخطاء , وفي أحسن الحلات يمكن القول , على أن الأسدية  فشلت وبالتالي  ألحقت الأضرار بالبلاد , ولو كان عند الأسود شيئ من الواقعية   لذهبوا  الى عائلاتهم وبيوتهم   بعد فترة عمل معقولة , ولنالوا  عندئذ , وبالرغم من الأخطاء,احترام وتقدير كل مواطن سوري  , الا أن مشكلة الأسود هي أخرى , لايريدون فقط  الاثراء  وتجميع مسروقات المليارات , وانما يريدونها أبدية  ,  ولتحقيق هذه الأبدية شطروا المجتمع الى شطرين  , شطر متضرر وشطر ضار , والشطر الضار هو الشطر الموعود بالامتيازات على حساب الشطر المتضرر , ثم قالوا  , تغيير ذلك يعني احراق البلد , وهاهم  يحرقون البلد , واحراق البلد حول المخطئ الى مجرم , أي اننا الآن  في مواجهة مجرمين ..الأمر هكذا وبكل بساطة ..شعب ثار ضد عصابة مجرمة  لاتريد أن تحول ولا تريد أن تزول , لذا  فانه من غيرالممكن  أن ينتهي الصراع الا بانتصار  فئة على أخرى , وهل سمعتم يوما على  أن الشعوب خسرت معركة ضد عصابة متحكمة ؟, لقد تجاوز   الشر الأسدي   حدود المعقول  وحدود الصبر , ولم يعد هناك مايمكن تفهمه  وفهمه , والحديث عن القرار الوطني  أصبح  حديث شعوذات , فليذهب الأسد ويشعوذ   اينما يريد , وليؤسس مملكة  أو دولة  علوية , مبروك عليه وعلى  من يريد هذه الدولة , التي ستنعم بديموقراطية الأسد  وحكمته ,  ومع اني شخصيا  لا أريد الا رحيله , ولو كان  الى دويلة  ولاية الفقيه في الساحل ,  أتوقع  أن لاتكون أيام هذه الدويلة طويلة , وان طالت هذه الأيام , فسوف لن تكون أيام رغد وسرور , انما أيام حرب ستدمر مابقي من سوريا وسيخسر الأسد هذه الحرب …

لا أرى للأسد أي مستقبل الا أمام القاضي, ان غدا لناظره قريب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *