الحل على الطريقة الأسدية

ما دفعني لمتابعة  مايكتبه انسان سوري يدعى نوار قسومة أو رائد شما كان تعليقا كتبه المذكور , ولا بد هنا من ابداء الكثير من التعجب حول اصرار هذا الالنسان على أن يكون له  على الأقل اسمين  , يكتب تحت اسم رائد شما  وبين قوصين نوار قسومة   وبالعكس , سبحانه تعالى ..هناك من يكتب  تحت اسم مستعار ,  ويخفي الاسم الحقيقي  خوفا  من مكروه  أمني  , اما أن يكتب  شاتم سوقي  مثل  نوار قسومة تحت الاسم الحقيقي والمستعار بآن واحد , فهذه حالة طبية ..وان لله في خلقه شؤون , وشجون ايضا !.

معرفتي الغير شخصية  بهذا الذي علق في المرحلة الحيوانية من تطور الانسان  تعود الى  أسابيع ,  فقد  اعترض  هذا المتوحش  بحق على  نشر اسمه  تحت مقال  نسب اليه  , والكاتب كان حقيقة  شخص آخر  ,مفارقة من هذا النوع  تحدث أحيانا حيث يجري التصحيح بدون أخذ ورد ..كلنا نخطئ !!,  الا أن صاحبنا القابع في لندن ; والذي ينتظر منه الانسان  لياقة أكبر  ,استخدم تعابير   يندى لها الجبين خجلا , ومن يريد التعرف على مفرداته عليه  بقسم “تعليقات” في هذا الموقع  , حيث يمكن التعرف على قمامة الكتابة ..على المزابل وعلى الانحطاط والسوقية بامتياز .

لايجوز تقييم كاتب   لمجرد تلفظه  بعبارات نابية ..قد تكون هفوة , الا أن  موضوع رائد شما (نوار قسومة ) , لايتعلق   بعبارة نابية , وانما بأسلوب  سوقي  شأنه في هذا الخصوص شأن زميله نزار بيوف ,نسخة طبق الأصل  في الانحطاط والدونية.

حول الحالة السورية كتب  رائد شما أو نوار قسومة  pamphlet  تحت عنوان “الحل على  طريقة الاسد “مايلي :”مايفهم من  الخطاب (خطاب الأسد في دار الأوبرا ), وعلى عكس  ماتحاول  قناة الجزيرة ترويجه , مايزال  أبعد مايكون  عن السقوط ومرحلة الانهيار  , ثم يتابع , النظام السوري صامد  والأسد ليس بموقع  حرج أو ضعيف  يجبره على  أن يقدم تنازلات  لموظف  عند قطر كمعاذ الخطيب , ثم يصف نوار قسومة الخطاب بأنه غير منقطع , الأسد ادرك تماما على أن المعارضة الاسلامية , ورغم وصولها الى الذروة , غير قادرة على اسقاطه “ثم يتابع  قائلا على أن الخطاب كان بالنسبة لثوار حمد أقسى ضربة يتلقونها منذ بدء الأزمة …

متابعة  مقالة نوار قسومة مملة , وهي كخطاب السيد بشار الأسد  , خشبيىة في صياغتها وخاوية  من أي فكرة, وتتناقض  جذريا مع تقديرات  السيد قسومة من عام 2012   في مقال “شبح تقسيم سوريا “في تقييمه للوضع على الأرض مايلي :
انقسمت البلد إلى ثلاثة أقسام قسم يؤيد النظام وقسم “يحارب” النظام وقسم يتفرج “وأنا منهم”….استمرار الوضع الحالي لن يؤدي إلى إسقاط النظام قبل نهاية العام الحالي (عام 2012)على الأقل بل سيزيد الوضع الاقتصادي تدهوراً. ما يسمى بالثوار وصلوا إلى ذروتهم في القوة والشعبية ولم يتجاوزوا وأجزم بأنهم لن يتجاوزوا حاجز ال15 إلى 20 % من عدد السكان وهي النسبة المتوقعة لشعبية الإسلاميين بين الطائفة السنية أي نسبة 30-40 % من إجمالي الطائفة السنية. وهنا اعتبرت وعلى مسؤوليتي أن شعبية الإخوان والإسلاميين عموماً لدى المكون الكردي السوري معدومة، كون الأكراد لهم مطالب لها علاقة بالقومية والهوية الكردية ويدركون بأن الإسلاميين الذين يسعون لصهرهم ضمن ما يسمى “بالأغلبية السنية” أكثر خطراً عليهم من النظام البعثي الحالي. وجود المراقبين لن ينهي الأزمة ولن يغير شيئاً على الأرض وهو ما ظهر بعد دعوة المجلس الوطني والتنسيقيات الساذجة للناس للتظاهر “طبعاً يقصدون حلب ودمشق” وهو أمر مستحيل ولو فنيت حمص وإدلب وحماه ودرعا، أهل دمشق وحلب لا ينتظرون ساعة الصفر وإنما ينتظرون ساعة الفرج! وقد مضى على “الثورة” أكثر من عام، فمن لديه رغبة بالانضمام إلى غزوة الإسلاميين انضم ومن لا يريد الانضمام لن ينتظر مراقبي الأمم المتحدة. في نفس الوقت يخطئ من يعتقد أن حمام الدم في سوريا انتهى أو شارف على الانتهاء، إنما هذه الفترة ستكون فترة للراحة والتحضير إلى المرحلة القادمة الأكثر دموية، النظام سيحاول استعادة هيبته والإسلاميون سيسعون إلى إعادة تنظيم صفوفهم وتوظيف الموارد المالية الكبيرة نسبياً التي أصبحت تحت تصرفهم لخرق النظام والحصول على شحنات سلاح ومحاولة شراء المزيد من العسكريين والمدنيين بالمال للإنضمام إليهم. الحل العسكري هو الحل الأنسب للطرفين، المجلس الوطني “ومن وراءه الإخوان” يرفض الحوار مع النظام، والنظام يرفض الاعتراف بوجوده، وكونه منذ البداية أخذ النموذج الليبي كمثال له شكلاً ومخططاً وعملاً ، وراهن على التدخل العسكري، هو بالتالي يحتاج إلى صوارخ الناتو وطائراته لينجح وهذا أصبح من المستحيلات على الأقل في المستقبل القريب. لم يعد يملك هذا المجلس و”أصدقاؤه” أي أصدقاء الشعب السوري سوى خيار إسقاط النظام وبأي ثمن. ولم يبقى أمامهم سوى الاستمرار “بأسطورة” الجيش الحر ومحاربة النظام حتى آخر قطرة دم من دماء مرتزقتهم.”.

فحسب تقديرات استاذ اللغة الفرنسية قسومة  كان انضمام دمشق وحلب الى الثورة مستحيل , لأن اهل  دمشق وحلب ينتظرون ساعة الفرج ولاينتظرون ساعة الصفر ..أخطأ نوار قسومة في تقديراته , التي  غلبت عليها صفة  الاسترزاق والتحبب من السلطان ..شاعر البلاط بامتياز , وتطور الأحداث خيب ظن نوار قسومة عندما قال جازما “إذاً دمشق وحلب لن تنضما للثورة الإسلامية وكذلك الرقة والسويداء”, وكيف حال الرقة الآن يا أستاذ قسومة ؟ كيف أمر حلب  ودمشق ؟؟ ومع ذلك يعتقد قسومة على أن النظام قوي وصامد  , وان خطاب الرئيس  كان الضربة القاضية  ..لمن ؟؟.

يستطيع قسومة النيل كلاميا من الثورة  من الآن وحتى القيامة ,  وهذا لايغير اطلاقا  من طبيعة الثورة الشعبية  , ولا يجعل من الثورة نزاع طائفي  , ثم  انها ليست ثورة حمد , وانما ثورة  الشعب ضد الطاغية الأسد , وقصور  قسومة المعرفي  لايسمح له   بتعريف الثورات  ومعرفة خصائصها وموجباتها , فالثورة السورية, وليسميها  قسومة كما يريد ,  لم تندلع  في ظل الحق والتقدمية والعدالة الاجتماعية والحرية والديموقراطية , التي مارسها نظام الأسد ,,وانما اندلعت بعد بلوغ الفساد درجة اسطورية , وبعد أن تبخر صبر الشعب , وبعد انتظار دام عقودا من الزمن ,والثورة ليست اسلامية  , لأن التضرر من الأسدية  لايقتصر على الاسلاميين , وانما يشمل  معظم فئات الشعب  , وقد كان على  من يعتبر نفسه مثقفا أن يعرف  على أن  ارتكاس  فئات البشعب  ضد الظلم  مختلف  جدا ..هناك من يتظاهر , وهناك من يطلق النار , وثم هناك من “يتفرج” كالسيد قسومة  , هناك من يكتب  ..الخ ,ولا يجوز اختزال الشعب الثائر  بفئة المقاتلين ,وقد كان على الكتبجي قسومة ادراك هذه المعلومة التاي يدركها أي تلميذ في الاعدادية .

يقول قسومة  على أن تحول الصراع الى صراع طائفي كان نتيجة لتركيبة النظام ,  أي أن النظام هو المسبب للطائفية , وبالرغم من ذلك  لايريد قسومة  للنظام الا  البقاء , ثم أن قسومة ليس طائفي !!!, وكيف تستقيم كل هذه المتناقضات مع بعضها البعض ؟؟..الانفصامية مرض نفسي , والاصابة به لاتقتصر على الأسد ..شبيحة القلم مصابة به أيضا, ومن أولهم نزار نيوف  ورائد شما  المسمى نوار قسومة

لقد غاب أمر التقتيل والتخريب والقصف بالمدفعية والطائرات والاجرام  والمجازر  عن نباهة قسومة , وحديثه حول الحل على طريقة الاسد لايتضمن أي اشارة الى موضوع   الاجرام السلطوي والى حجم الدمار البشري  والمادي, يتكلم قسومة عن الحل على طريقة الأسد  ,  ولا  يدرك  أهم معالم طريقة الأسد   , الأسد حل الاشكالية بالخطاب ..بالضربة القاضية ,  وهل يقتل الأسد يوميا مئات السوريين “بالخطاب”  أو بالرصاص  والقنابل  والمتفجرات والمواد السامة والكيماويات والصواريخ  ,  الا يشعر القاطن في بريطانيا  غرابة تصرفات رئيس دولة  يعتبر نفسه منتخب من 98% من السوريين ,  انه يقتل من انتخبه  أو انه زور نتائج  الاستفتاء  , والاستفتاء على رئاسة الجمهورية هو بحد ذاته تزويرة , وفي كلا الحالتين فالأسد مجرم بحق الشعب السوري , وحتى ديكتاتورية الأسد وفساده هو اجرام بحق الشعب السوري ,هذا ناهيكم عن سرقة المليارات  التي تضيف صفة “الخساسة ” على الاجرام .

من ناحية أخرى  لايرى الكتبجي  المسالم حلا  الا الحل العسكري , اذ يقول  لاحل سلمي داخلي , لأن الجميع لديه أوصياء  ورعاة في الخارج , الحل يعتمد على تقدم الأمور عسكريا على الأرض ..تطهير ريف دمشق  واعادة الاستقرار الى حلب , أليس من الانحطاط  استخدام مفردة “تطهير” لتوصيف  المجازر , هل مجزرة الصنمين  “تطهير” ؟ وهل حلب غير مستقرة فقط ؟ ألا يعرف  الكتبجي على أن  معظم حلب اليوم في يد المعارضة المسلحة , ومحافظة الرقة بكاملها في يد المعارضة المسلحة , وكيف سيطهر الأسد  كل هذه المناطق الموبوءة ؟  هل كان انسحابه  من أكثر من70%من الجغرافيا السورية تكتيكيا , أو  انه هزيمة عسكرية ,وكيف ستنعكس أمور الحرب  الأهلية لصالح الأسد ؟؟,ولو كان الأسد وجماعته يشعرون بامكانية النصر , لما  تطورت عندهم فكرة انشاء دولة علوية , حيث يؤمن 95% من العلويين بضرورة هذه الدولة ..دولة علوية تضم حمص وحماه والغاب  بغض النظر عن الساحل , دولة علوية بأكثرية شعبية سنية  أو غير علوية.

من يراقب عن كثب  طروحات البعض  , ينتابه الشعور وكأننا أمام  فئة تمثل “شعب الله المختار” , هذا الشعور يمثل الوقوع في المطب العنصري  الطائفي , الذي لامستقبل له اطلاقا, خاصة عنما يتأسس هذا الشعور على  أساس امتلاك السلاح , وامتلاك السلاح  ليس حكرا على الأسد , حسابات الأسد قصيرة النظر  , وكما فشل الأسد في  الداخل سيفشل في الساحل , وما على قسومة وزميله  نيوف الا الانتظار ..انتظر ياكديش حتى يطلع الحشيش !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *