أبو حافظ الكيماوي والانتحار الطوعي

قبول السلطة السورية مبدئيا ارسال محققين دوليين بخصوص استعمال أسلحة كيماوية في ريف حلب كان مفاجئا ومفرحا ,  فمن يريد العيش في  هذا العالم عليه  احترام قوانينه والانصياع لقراراته , وفي حالة السلطة السورية لم يكن  الانصياع  استراتيجيا , وانما  تكتيكيا  , الانصياع  الكاذب  التلفيقي  للارادة  الدولية كان جزء من برنامج الأسد السياسي , الجزء الآخر كان التمرد  , الذي نوهت اليه وزارة الخارجية السورية   عندما قالت يوم الاثنين الماضي ” إن “سوريا لا يمكن أن تقبل مناورات الأمانة العامة للأمم المتحدة بما يخص مهمة بعثة التحقيق الدولية بشأن استخدام السلاح الكيميائي في خان العسل بريف حلب”، معتبرا أن “طلب مهام اضافية لبعثة التحقيق يعد انتهاكا للسيادة السورية”.”بكلمة موجزة هناك رفض  لنشاط لجنة التحقيق, والقبول الأولي  لهذه اللجنة لم يكن الا تلفيقة  لكسب الوقت وللتمويه .

لقد كان من المتوقع بالنسبة لمشكلة الكيماوي  أن يتمرد الأسد  , وهذا الأمر منطقي من وجهة نظر  من استخدم هذه الأسلحة ,عمليا  لايمكن لأحد في سوريا  ان يستعمل اسلحة كيماوية الا  السلطة , و لجنة التحقيق سوف  تؤكد حقيقة استخدام السلطة للأسلحة الكيماوية , أو انها ستؤكد  استخدام المعارضة  لهذه الأسلحة  التي حصلت عليها  بشكل  ما من السلطة, وهذا يعني  ان كتائب الأسد  غير قادرة  على التعامل  بشكل جيد مع هذه الأسلحة , التي تسربت الى المعارضة  , وعلى أي  حال , فان  أي نتائج للتحقيق سوف لن تكون من   مصلحة هذه السلطة , لذا كان الرفض  منذ البدء متوقعا ,

ماتمت المطالبة به مؤخرا من قبل الأمم المتحدة كان  توسيع  مهمات اللجنة   لتشمل  حالتين من الشبهة باستخدام الأسلحة الكيماوية , ولماذا يمثل هذا الطلب انتهاك   للسيادة السورية ؟؟, وما معنى  “السيادة” السورية ؟, وهل توجد سبادة مركزية في سوريا  عندما يكون أكثر من نصف البلاد تحت سلطة المعارضة العسكرية ؟وكيف يتعارض مفهوم السيادة السورية  مع  البحث عن الجهة التي قامت بعمل  اجرامي مثل استخدام اسلحة كيماوية  ضد جهة أخرى  , مهما كانت هذه الجهة   ومن كانت هذه الجهة .

بدون أي شك  يوجد  من انتهك السيادةالسورية ,  مسلكية السلطة  المارقة قادت سوريا الى  العزلة الكاملة لسوريا  وبالتالي الى  انتهاك السيادة السورية  , وانتهاك السيادة السورية لايتوقف عند العزلة ,  من ينتهك الحريات  , هو من انتهك السيادة السورية ,  ومن مارس الديكتاتورية  هو المنتهك للسيادة السورية  , من أفقر المواطن وهدم البلاد  هو المنتهك  للسيادة السورية ,ولا تكف عشرات الصفحات  لذكر  امتهانات السلطة الحاكمة  في سوريا للكرامة والسيادة السورية …فمن يحكم البلاد بدستور وعرف الفساد هو المنتهك الأكبلر للسيادة السورية 

لماذا الكيماوي أصلا ولماذا شرائه ودفع الأموال من أجله ؟ والقول  على أنه فقط للتفزيع هو منطق مريع ,  والسلطة قالت على أنها سوف لن تستعمله داخليا الا أن الأحداث تشير الى  أن استخدامه داخليا   بشكل من الأشكال ممكن  , ولو كان عن طريق تسريبه الى جهة أخرى , واستعماله خارجيا هو الكارثة بعينها , الا تعرف  السلطة  على أن ضربة كيماوية  ستقود الى ضرية  معاكسة , وهل بمقدور أبو حافظ الكيماوي  ان يتعامل مع الحرب الكيماوية  على الأقل  “طبيا”  في حال  الضربة المعاكسة ؟؟هل هناك مايكفي من الملاجئ  ومن الأدوية ؟ ومن  المؤسسات التي  تعمل في مجال الوقاية  وعلاج الاصابات الكيماوية ؟؟

حيازة اسلحة كيماوية  يمثل نوعا من “التورط ” في اشكالية  ليس بمقدور أبو حافظ حفظه الله  وقدس سره  التعامل معها , انه  “توريط” للبلاد  ببلاء  من الصعب علاجه , انه استهتار  بحياة البشر , وبالتالي انه  اجرام  بحق سوريا والسوريين , لقد ورط حافظ  الأسد سوريا في حرب  كان من نتائجها خسارة الجولان , وأبو حافظ  ورط البلاد في  حرب  اهلية  أحرقت البلاد  , والكيماوي سيكون نهاية المطاف بالنسبة  لوجود سوريا كدولة . 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *